في تطور يعد بتغيير قواعد اللعبة في معركة مكافحة السرطان، اكتشف باحثون في كلية بايلر للطب في الولايات المتحدة طريقة حاسمة تعزز استجابة المناعة ضد السرطان مدى الحياة، بحسب درسة نشرت في مجلة Proceedings of the National Academy of Science.
ماذا وجد الباحثون؟
- وفقًا للدراسة التي نشرت قبل أسبوعين في الوسط العلمي، توصل الباحثون إلى أن إزالة الجين SRC-3 في خلايا المناعة المعروفة باسم الخلايا التنظيمية Tregs تؤدي إلى استجابة مضادة للسرطان تدوم مدى الحياة وتقضي على الأورام بدون آثار جانبية سلبية.
- وجد الباحثون نتائج إيجابية حين تم نقل خلايا Tregs بدون جين SRC-3 إلى حيوانات تحمل أورام سرطان الثدي، حيث تم القضاء على الأورام لفترة طويلة بدون آثار سلبية.
وتشجع هذه النتائج على إجراء مزيد من الاستقصاءات لتحديد قيمة هذا النهج في علاج السرطان في البشر.
طريقة التحكم في البروتينات المحفزة
وعبر الدكتور بيرت و. أومالي، المؤلف المشارك الرئيسي للدراسة وعميد كلية الأحياء الجزيئية والخلوية في بايلر، عن إعجابه بالنتائج بقوله:”تقريبًا منذ 30 عامًا، اكتشف مختبرنا بروتينًا أطلقنا عليه اسم محفز مستقبل الاسترويدات (SRC) الذي يعد ضروريًا للتنظيم الفعال لنشاط الجينات. ومنذ ذلك الحين، اكتشفنا أن عائلة من محفزات SRC تنظم نشاط مجموعة متنوعة من الوظائف الخلوية”.
وقد اهتمت مختبرات الدكتور أومالي وزملائه بشكل خاص بالجين SRC-3 ودوره في السرطان على مر السنين. فقد وجدوا أن SRC-3 ليس فقط موجودًا بكثافة في جميع أنواع السرطانات البشرية ويسهم في نمو السرطان، بل يوجد أيضًا بكثافة في خلايا Tregs التي تنظم الاستجابة المناعية للسرطان.
ويشير الدكتور أومالي وفريقه إلى أن خلايا Tregs التي تفتقر إلى جين SRC-3 تمكنت من القضاء على الأورام بشكل دائم من خلال تعديل البيئة المحيطة بالورم لتصبح ملائمة للقضاء عليه.
وتوصل الباحثون إلى أن خلايا Tregs المعدلة تتكاثر بشكل كبير وتتسلل بصورة مفضلة إلى أورام الثدي حيث تفرز مركبات تثير استجابة مناعية مضادة للورم.
وبالإضافة إلى ذلك، تمنع الخلايا Tregs المعدلة الخلايا المناعية الأخرى من إيقاف الاستجابة المضادة للورم.
وتعليقًا على النتائج الواعدة، يقول الدكتور سانج جون هان، المؤلف الأول للدراسة وأستاذ علم الأحياء الجزيئية والخلوية وفي مركز الطب التناسلي في بايلر، “نحن متحمسون جدًا للنتائج؛ إجمالًا، تبرز هذه النتائج ضرورة مواصلة البحوث لترجمة الاكتشافات إلى علاج جديد وأكثر فعالية وطويل الأمد للسرطان”.
وأعرب الدكتور ديفيد لونارد، أحد الباحثين الرئيسيين في الدراسة عن أمله في “أن يمثل هذا النهج الثوري طريقة ناجعة لعلاج السرطان”.