صدى الارز

كل الأخبار
مشاهدة متواصلة
تقاريرنا
أرشيف الموقع
Podcast

حزب الله يصمد على حساب دمار لبنان

أظهر حزب الله قدرة على الصمود في مواجهة الضربات القاصمة لإسرائيل، في المقابل تعرضت مدن وبلدات في لبنان لدمار واسع، وسويت مبان بأكملها بالأرض، كما قتل منذ الاثنين المئات من المدنيين، نحو 600 منهم قضوا في يوم واحد.

ويرى نشطاء لبنانيون أن سيناريو غزة يتكرر في لبنان تقريبا، فكتائب عزالدين القسام، الجناح العسكري لحماس لا تزال صامدة بعد مرور عام عن الحرب، وذلك بفضل الأنفاق التي حفرتها الحركة في أرجاء غزة، في المقابل تعرض القطاع لدمار غير مسبوق وخسائر بشرية خلّفت أكثر من 137 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد عن 10 آلاف مفقود، وسط مجاعة قاتلة. 

ويقول النشطاء إن الحديث عن صمود حزب الله، هو إنجاز بحد ذاته ينطوي على استهانة بأرواح اللبنانيين، الذين قتلوا في صراع لم يكونوا أصحاب القرار فيه وفرض عليهم من قبل الحزب وداعمته إيران.

ويشير النشطاء إلى أن لبنان يدمر حاليا، بسبب ارتهان الحزب لأجندة إيران، مشددين على أن صمود الحزب لا يفيد اللبنانيين بقدر ما يضاعف جراحه.

وواصلت إسرائيل لليوم الثالث غاراتها الجوية على جنوب لبنان وشرقه بشكل رئيسي الأربعاء موقعة المئات من القتلى والجرحى فيما تعلن استهداف مخابئ الأسلحة والبنية التحتية لحزب الله.

إنضموا الى قناتنا على يوتيوب

وتسبب التصعيد الكثيف بعد نحو عام من تبادل القصف عبر الحدود في نزوح أكثر من تسعين ألف شخص من المناطق المعرضة للقصف منذ الاثنين حين قتلت الغارات الجوية الإسرائيلية ما لا يقل عن 558 شخصا في لبنان مسجلة أكثر يوم دام منذ الحرب الأهلية التي دارت رحاها بين عامي 1975 و1990.

وتأتي الغارات الجوية الإسرائيلية التي لا تهدأ بعد سلسلة هجمات بدأت الأسبوع الماضي بتفجيرات متزامنة على يومين لأجهزة اتصال يستخدمها عناصر حزب الله أسفرت عن مقتل نحو 40 شخصا وإصابة نحو ثلاثة آلاف آخرين.

كما تأتي في خضم عمليات نوعية أدت إلى اغتيال قيادات كبار من حزب الله، وتقول مصادر من داخل حزب الله إنه ورغم الضربات القوية التي تلقاها فإنه لا يزال قادرا على الصمود.

وتوضح ثلاثة مصادر مطلعة على عمليات الحزب أن تسلسل القيادة المرن إلى جانب شبكة الأنفاق الواسعة والترسانة الضخمة من الصواريخ والأسلحة التي عززتها على مدار العام الماضي تتيح للحزب القدرة على المقاومة.

وقد أثرت الهجمات الإسرائيلية على مدار الأيام الماضية، بما في ذلك استهداف قيادات كبيرة وتفجير أجهزة الاتصال اللاسلكية، على توازن الجماعة الشيعية المسلحة والحزب السياسي.

وقتلت إسرائيل يوم الجمعة القيادي إبراهيم عقيل الذي أسس وقاد قوة الرضوان التي تمثل قوة النخبة التابعة للحزب.

وقال رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي الأحد إن مقتل عقيل أحدث هزة في صفوف التنظيم. وتصرح إسرائيل بأن ضرباتها دمرت أيضا الآلاف من الصواريخ والقذائف التي تملكها الجماعة.

لكن اثنين من المصادر المطلعة على عمليات حزب الله قالا إن الجماعة تحركت سريعا لتعيين من يخلف عقيل وغيره من كبار الشخصيات الذين قتلوا في الضربة الجوية التي وقعت يوم الجمعة في الضاحية الجنوبية لبيروت. وأكد أمين عام الحزب حسن نصرالله في خطاب ألقاه في الأول من أغسطس أن الجماعة تعين سريعا خليفة كلما قُتل أحد قادتها.

وقال مصدر رابع، وهو قيادي في حزب الله، إن الهجوم على أجهزة الاتصال جعل 1500 من المقاتلين غير لائقين للقتال بسبب إصاباتهم، إذ أُصيب كثير منهم بفقدان النظر أو بُترت أيديهم.

ورغم أن هذا يمثل ضربة قوية، فإنه لا يمثل سوى جزء ضئيل من قوة حزب الله، التي قدر تقرير للكونغرس الأميركي الجمعة الماضية عدد مقاتليها بما يتراوح بين 40 و50 ألف مقاتل. وسبق أن قال نصرالله إن قوام مقاتلي الحزب يبلغ مئة ألف مقاتل.

وقالت المصادر الثلاثة إنه منذ أكتوبر، عندما بدأ حزب الله إطلاق القذائف على إسرائيل لدعم حركة حماس في غزة، أعاد نشر مقاتليه في مناطق المواجهة في الجنوب بما في ذلك عن طريق استدعاء بعضهم من سوريا.

وأضافت المصادر أن الحزب عمل أيضا على نقل الصواريخ إلى لبنان بوتيرة سريعة، تحسبا لصراع طويل الأمد، ولفتت في الوقت نفسه إلى أن الحزب يسعى لتجنب حرب شاملة.

وإيران هي الداعم والمورد الرئيسي للأسلحة لحزب الله. وتعتبر الجماعة الفصيل الأقوى في “محور المقاومة” الذي تقوده طهران ويضم قوات غير نظامية متحالفة معها في مختلف أنحاء الشرق الأوسط. والكثير من أسلحة الجماعة نماذج إيرانية أو روسية أو صينية.

ولم تقدم المصادر، التي طلبت كلها عدم ذكر أسمائها بسبب حساسية الأمر، تفاصيل عن الأسلحة أو الجهة التي يتم شراؤها منها.

وقال أندرياس كريج، المحاضر الكبير في كلية الدراسات الأمنية في كينجز كوليدج لندن، إن رغم ارتباك عمليات حزب الله بسبب هجمات الأيام الماضية فإن الهيكل التنظيمي المتماسك للجماعة يساعد في جعلها قادرة على الصمود إلى أقصى درجة.

وأضاف “هذا هو العدو الأكثر قوة الذي واجهته إسرائيل على الإطلاق في ساحة المعركة، ليس بسبب الأعداد والتقنيات ولكن بسبب القدرة على الصمود“.

وتصاعدت حدة القتال هذا الأسبوع إذ قتلت ضربة إسرائيلية قياديا آخر من حزب الله وهو إبراهيم قبيسي الثلاثاء، ومن جانبه سعى حزب الله إلى إظهار قدرته على مواصلة العمليات فأطلق المئات من الصواريخ باتجاه إسرائيل في هجمات على أهداف أبعد من أي وقت مضى.

وقال حزب الله الأربعاء إنه استهدف قاعدة استخبارات إسرائيلية بالقرب من تل أبيب، على بعد أكثر من 100 كيلومتر من الحدود. وقال الجيش الإسرائيلي إن صفارات الإنذار دوت في تل أبيب عندما اعترضت أنظمة الدفاع الجوي صاروخ سطح – سطح واحدا.

ولم يذكر الحزب بعدُ ما إذا كان أطلق أيا من صواريخه الأقوى الموجهة بدقة، مثل صاروخ فاتح – 110 الباليستي إيراني الصنع الذي يتراوح مداه بين 250 و300 كيلومتر.

ووفقا لورقة بحثية نشرها مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية في واشنطن عام 2018، فإن الصاروخ فاتح – 110 الذي يمتلكه حزب الله مزود برأس حربية تزن 450 إلى 500 كيلوغرام.

وقال أحد المصادر، وهو مسؤول أمني كبير، إن هجمات حزب الله الصاروخية ممكنة لأن تسلسل القيادة واصل العمل على الرغم من بعض الارتباك الذي تعرضت له الجماعة لفترة وجيزة بعد تفجير أجهزة الاتصال اللاسلكية (بيجر) وكذلك أجهزة (ووكي توكي) التي يستخدمها أفراد حزب الله.

وذكرت المصادر الثلاثة أن قدرة حزب الله على التواصل مدعومة بشبكة هاتفية ثابتة خاصة بالجماعة التي تصفها بأنها بالغة الأهمية لاتصالاتها وقالت إنها مستمرة في العمل، فضلا عن أجهزة أخرى.

وكان الكثير من مقاتلي حزب الله يحملون نماذج قديمة من أجهزة البيجر، على سبيل المثال، والتي لم تتأثر بهجوم الأسبوع الماضي.

وكثف حزب الله استخدام أجهزة البيجر بعد منع مقاتليه في فبراير من استخدام الهواتف المحمولة في ساحة المعركة في أعقاب مقتل قياديين.

وأشار المسؤول الأمني الكبير إلى أنه إذا انفصلت سلسلة القيادة فإن هناك مقاتلين في الخطوط الأمامية مدربين على العمل في مجموعات صغيرة مستقلة تتألف من قرى قليلة العدد بالقرب من الحدود وقادرة على محاربة القوات الإسرائيلية لفترات طويلة.

وهذا هو بشكل دقيق ما حدث في عام 2006، خلال الحرب السابقة بين حزب الله وإسرائيل، عندما صمد مقاتلو الجماعة لأسابيع وبعضهم في قرى واقعة على الخطوط الأمامية غزتها إسرائيل.

وتقول إسرائيل إنها صعّدت هجماتها لتقليص قدرات حزب الله وتأمين عودة عشرات الآلاف من الإسرائيليين النازحين إلى منازلهم بالقرب من الحدود اللبنانية والتي فروا منها عندما بدأ حزب الله في إطلاق الصواريخ في الثامن من أكتوبر.

وقالت حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إنها تفضل التوصل إلى اتفاق تفاوضي يقضي بانسحاب حزب الله من منطقة الحدود، ولكنها مستعدة لمواصلة حملة القصف إذا رفض حزب الله ذلك ولا تستبعد أي خيارات عسكرية.

ويثير صمود حزب الله مخاوف من حرب طويلة الأمد يمكن أن تشمل الولايات المتحدة، الحليف الوثيق لإسرائيل، وأيضا إيران وخاصة إذا شنت إسرائيل هجوما بريا في جنوب لبنان وانغمست فيه.

ذكر المصدران أن صواريخ أُطلقت الأحد من مناطق في جنوب لبنان رغم تعرض هذه الأماكن تحديدا لاستهداف من إسرائيل قبلها بفترة وجيزة مما يدل في رأيهما على أن بعض أسلحة حزب الله مخبأة بعناية.

ويُعتقد أن لحزب الله ترسانة تحت الأرض ونشر الشهر الماضي صورا بدا أنها تُظهر مقاتلين يقودون شاحنات محملة بمنصات إطلاق عبر أنفاق. ولم يحدد المصدران ما إذا كانت الصواريخ التي أُطلقت الأحد تم إطلاقها من تحت الأرض.

وقال بواز شابيرا، الباحث في مركز ألما، وهو جهة بحثية إسرائيلية مختصة بشؤون حزب الله، إن إسرائيل لم تستهدف بعد مواقع إستراتيجية مثل مواقع الصواريخ بعيدة المدى والطائرات المسيرة.

وتابع قائلا “لا أعتقد أننا اقتربنا بأي حال من الأحوال من نهاية ذلك“.

وذكر تقرير الكونغرس الأميركي أنه من المعتقد أن ترسانة حزب الله تضم نحو 150 ألف صاروخ. وقال كريج إن الصواريخ الباليستية الأقوى والأبعد مدى محفوظة تحت الأرض.

وقضى حزب الله أعواما وهو يحفر شبكة أنفاق تشير تقديرات إسرائيلية إلى أنها تمتد مئات الكيلومترات. وقال الجيش الإسرائيلي إن ضربات الاثنين الجوية استهدفت مواقع إطلاق صواريخ مخبأة تحت منازل في جنوب لبنان.

وذكر تقرير صدر في 2021 عن مركز ألما، الإسرائيلي المتخصص في حزب الله، أن إيران وكوريا الشمالية ساعدتا في بناء شبكة الأنفاق في أعقاب حرب عام 2006.

وكافحت إسرائيل بالفعل من أجل القضاء على قادة حماس ووحداتها القتالية المعتمدة على نفسها في الأنفاق المارة عبر غزة.

وقالت كرميت فالنسي، الباحثة البارزة في معهد دراسات الأمن القومي في تل أبيب، “هذا هو أحد أكبر التحديات التي نواجهها في غزة، ومن المؤكد أنه شيء قد نواجهه في لبنان“.

ولفت كريج “على عكس غزة حيث يتم حفر معظم الأنفاق يدويا في تربة رملية فإن الأنفاق في لبنان تم حفرها عميقا في صخور الجبال”. وأضاف “الوصول إليها أصعب كثيرا من غزة وحتى تدميرها أصعب“.

تابعوا أخبارنا على Google-News

نلفت الى أن منصة صدى الارز لا تدعي بأي شكل من الأشكال بأنها وسيلة إعلامية تقليدية تمارس العمل الإعلامي المنهجي و العلمي بل هي منصة الكترونية ملتزمة القضية اللبنانية ( قضية الجبهة اللبنانية) هدفها الأساسي دعم قضية لبنان الحر و توثيق و أرشفة تاريخ المقاومة اللبنانية منذ نشأتها و حتى اليوم

ملاحظة : التعليقات و المقالات الواردة على موقعنا تمثل حصرا وجهة نظر أصحابها و لا تمثل آراء منصة صدى الارز

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اكتشاف المزيد من صدى الارز

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading