ويدفع هذا التشنج بعض القوى السياسية المعارضة للحزب إلى الذهاب لتأسيس جبهة سياسية جديدة في مواجهته، بشرط ألا تقتصر على الفرقاء المسيحيين، بل تضم شخصيات من طوائف مختلفة.
وبحسب المعلومات، فإن التنسيق يتزايد بين حزب الكتائب والقوات اللبنانية ونواب من التغيير وبعض النواب السُّنة لتشكيل هذه الجبهة السياسية، خصوصاً بعد التطورات الأمنية التي حصلت، وتحضيراً لزيارة المبعوث الفرنسي جان إيف لودريان للبحث في الانتخابات الرئاسية.
ويأتي ذلك على وقع استمرار الحوار بين «حزب الله» والتيار الوطني الحرّ، وسط إصرار الحزب على استعادة العلاقة مع التيار، خصوصاً بعد حادثة الكحالة التي أظهرت انكشاف الحزب مسيحياً.
عملياً، سيقود ذلك إلى إعادة إحياء الانقسام العمودي، وسقوط مبدأ التقاطع الرئاسي الذي حصل منذ فترة بين التيار الحرّ وقوى المعارضة، إذ تشير مصادر متابعة إلى أن الأيام المقبلة ستشهد لقاءً رابعاً بين «حزب الله» وجبران باسيل، لاستكمال البحث في التقارب والتفاهم بينهما على الانتخابات الرئاسية، مقابل تحصيل مطالب يريدها التيار تتصل باللامركزية الإدارية، والمالية الموسعة، وإقرار الصندوق المالي الائتماني.
في موازاة سعي الحزب إلى ترتيب علاقته مع التيار الحرّ، عمل على استعراض جديد للقوة لديه، وذلك من خلال نشر فيديوهات لصواريخ جديدة بحوزته من نوع كورنيت قادرة على تحقيق إصابات مباشرة ودقيقة، بالإضافة إلى إقامة عرض عسكري للدبابات التي يمتلكها ويضعها في منطقة البقاع بمحيط مدينة بعلبك.
وجزء من هذا الاستعراض العسكري موجه للداخل، والآخر للخارج، ففي الشق الداخلي يقول الحزب إنه يتفوق على الجميع عسكرياً، وبالتالي يتوجه للبنانيين بعدم التوهم بالانخراط في أي صراع أمني أو عسكري معه.
أما للخارج فهو يقول للإسرائيليين، إنه على جاهزية تامة لاحتمال حصول أي تصعيد أو مواجهة، في حين تضع مصادر سياسية متابعة هذه التحركات للحزب في خانة تجميع أوراق القوة في ظل كل التطورات الإقليمية والدولية، والتحضير لأي مرحلة سياسية يمكن أن يدخل إليها لبنان بفعل تلك التطورات.