يعكف لبنان على دراسة الورقة الأميركية للردّ عليها قبل موعد وصول المبعوث الأميركي توم برّاك إلى بيروت الاثنين المقبل. وفي هذا الإطار، علمت «الجريدة» أن اجتماعاً عقد ليل الثلاثاء – الأربعاء بين رئيس مجلس النواب نبيه بري ووفد من حزب الله، لبحث الملاحظات التي يريد الحزب أن يأخذها الرد الرسمي اللبناني بعين الاعتبار. ووفق ما تشير مصادر، فإن الاجتماع لم يخلُص الى نتائج نهائية، وإن الأمور لا تزال بحاجة إلى بعض وقت وبحث متواصل بين بري والحزب.
وبحسب المعلومات، تدعو «ورقة براك» الى سحب سلاح حزب الله وكل الفصائل اللبنانية وغير اللبنانية خلال 6 أشهر، أو مع حلول نهاية نوفمبر المقبل، وفق آلية تنفيذية تفصيلية.
وتفيد مصادر بأن حزب الله يعتبر أنه سلّم مواقعه في منطقة جنوب الليطاني للجيش، أما بالنسبة إلى شمال الليطاني، فهو يعتبر أنه شأن لبناني يتم العمل على معالجته من خلال الحوار الداخلي، وانطلاقاً من التفاهم بينه وبين رئيس الجمهورية جوزيف عون والمسار الذي فُتح منذ أشهر. وتفيد المعلومات بأن حزب الله يبدو منفتحاً على ذلك، لكن من دون إلزامه أو فرض مُهل زمنية، ويبقى من ضمن السعي إلى ما كان يُعرف باسم «استراتيجية دفاعية».
كما يضع الحزب عدة عناوين عريضة أخرى، بينها ضرورة انسحاب إسرائيل من الأراضي التي لا تزال تحتلها، ووقف الاعتداءات وعمليات الاغتيال ضد عناصره، ووقف الخروقات الجوية والبرية والبحرية، وإطلاق سراح الأسرى، وإطلاق مسار إعادة الإعمار، والسماح للبنان بأن يعمل على إنشاء صندوق يتلقى المساعدات من الدول المستعدة للمساعدة في سبيل إعادة الإعمار.
من ناحية أخرى، تدعو «ورقة براك» الى ضرورة إصلاح وتحسين العلاقة مع سورية وتطويرها، لا سيما على المستوى السياسي، إضافة إلى التنسيق في ضبط الحدود ومنع التهريب، وصولاً إلى ترسيم الحدود البرية والبحرية أيضاً مع سورية وقبرص.
والأهم في هذا الشأن هو حسم مسألة مزارع شبعا، والتي يعتبر الأميركيون والإسرائيليون أنها سورية، وأنه لا بُد للبنان الإقرار بذلك، والتخلي عنها، كي لا تبقى ورقة يتم استخدامها ذريعة لـ «المقاومة». ولم يتضح بعد موقف لبنان الرسمي من هذه النقطة.