عادت إلى الواجهة حركة “جنود الرب” التي ظهرت فجأة قبل سنوات قليلة، بطريقة تطرح العديد من التساؤلات.
وتشير التقارير الى أن عديد المجموعة يصل الى 300 عنصرا، يستعرضون أعدادهم في الشوارع من حين إلى آخر وهم يرتدون قمصانا سوداء رسموا عليها صليبا ذي أجنحة. ويبدو أن جنود الرب هم الذين تصدوا، لمتظاهري حزبالله الذين عرّجوا على حي عين الرمانة في طريق عودتهم من تظاهرة ضد العدالة لضحايا انفجار المرفأ، فاندلعت اشتباكات مسلحة أدت إلى وقوع قتلى.
وكتبت “النهار” أن هذه الجماعة التي تنطلق من الدين أساساً لحركتها، بدأت تمارس مهماتها على الأرض قبل نحو 5 سنوات تحت ستار حماية بعض المناطق من أي اعتداء، والمقصود هنا، اعتداءات الطوائف الأخرى. ي المقابل، يؤكد أعضاء “جنود الرب” أنهم مجموعة دعوية غير مسلحة، ويعرّفون عن أنفسهم على موقعهم الإلكتروني بأنهم “ليسوا حزبا ولا منظمة، ولا يتبعون لأي شخصية، ولا صلة لهم بأي شيء أرضي، وليس لهم أي نشاط أمني أو مدني”.
انكفأت المجموعة وانطفأ وهجها منذ آب 2023 عندما دخلت أحد المقاهي في منطقة الجميزة واعتدت على الحاضرين بذريعة محاربة المثلية الجنسية.
يذكر أنه خلال الحرب بين حزبالله وإسرائيل عاد اسم جماعة جنود الرب الى التداول بعد عملية اختراق لنظام شاشات الوصول والمغادرة في المطار نسبت إليها، قبل أن تنفيها، وتظهر مجددا في بداية الحرب الموسعة في أيلول 2024 على أنها تعمل لاستقبال النازحين وتوفر ظروف إقامتهم، لإبعاد الشبهة الطائفية عنها، وإبراز دورها الإيماني المرتكز على المحبة.
جماعة “جنود الرب” التي تتخذ من كرم الزيتون مقراً لأعضائها، وهو أكثر أحياء الأشرفية فقراً، قيل الكثير عن علاقاتها ومصادر تمويلها، إلّا أنها تُحسب إعلاميا على رجل الأعمال رئيس مجلس إدارة بنك “سوسيتيه جنرال” أنطون الصحناوي، على الرغم من نفيه ذلك مراراً وتكراراً.
ذهب العديد من خصوم “القوات اللبنانية” إلى اعتبارها قريبة من حزبهم، إلّا أن حادثة كرم الزيتون بينهما أكدت ما كانت تقوله “القوات” عن عدم رعايتها المجموعة.
وبدا واضحا أن جميع الجهات السياسية والاقتصادية في الأشرفية تتنصّل من دعمها وتطالب بحلّها، وهذا ما جعل تمددها أو مقبوليتها في الشارع المسيحي ضعيفا، وبقيت ضمن حدود كرم الزيتون وفشلت محاولات تمددها إلى مناطق أخرى.
وليل الأربعاء، وقع إشكال بين شبان ينتمون إلى حزب “القوات اللبنانية” ومجموعة قيل إنها من “جنود الربّ”، أدّى إلى مقتل مسؤول “القوات” في منطقة كرم الزيتون رولان المر بعد إصابته بطلق ناري.
ووفق المعلومات، فإن اتصالات سريعة جرت في المنطقة لضبط الأمور في الأشرفية وعدم السماح بأي ردات فعل، وخصوصاً أن الإشكال أثار حالة كبيرة من التوتر وتحديدا في صفوف “القوات”، علما أن للمر حضورا قويا ومحببا بين المحازبين. هذه الاتصالات أتت مباشرة من قيادة “القوات” وعبر رئيس الحزب سمير جعجع الذي نجح في ضبط الشارع.
وفي هذا الإطار، تصر “القوات” عبر مسؤوليها على ضرورة تسليم مطلقي النار على المر وخصوصاً أنهم معروفون.
وتواصل جعجع مع وزير الداخلية بسام مولوي، طالبا منه تكثيف دوريات القوى الأمنية من أجل التوصل سريعاً إلى توقيف قتلة رولان المر، “وهم معروفون بالاسم”. كما طالب “وضع حدّ نهائي لهذه الظاهرة الموجودة في بيروت”.