تتواصل الأعمال الحربية في جنوب لبنان، فيما يحاول الموفدون العرب والأجانب إلى بيروت، فك «لغز» أزمة انتخاب رئيس للبنان والذي تتولاه «المجموعة الخماسية»، بينما تترقب الأوساط المتابعة نتائج جولة وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن على عواصم المنطقة لبحث إمكانات التوصل إلى التهدئة في قطاع غزة، وما يستتبعه بطبيعة الحال، من تبريد الجبهة الجنوبية اللبنانية والذي من شأنه دعم جهود «اللجنة الخماسية العربية- الغربية» للمساعدة على انتخاب رئيـــس جديد للجمهورية بتعـــــهدات ملموسة.
النائب عـــبدالرحمن البزري قال، في تصريح له، أمس، إن «عقدة الرئاسة لم تنفرج حتى الساعة، لكن هناك شبه اتفاق حاليا بين الخماسية والموفدين الدوليين لجهة ضرورة ان تكون مبادرة الخماسية جماعية وهو ما يحتاج ظروفا داخلية جامعة أيضا»، داعيا «القوى والكتل السياسية إلى تهيئة الأرضية الداخلية». واعتبر أن «زيارة وزير الخارجية المصري سامح شكري مهمة في ضوء الدور البارز لمصر على خط الوساطات لوقف إطلاق النار في غزة، وهو ما سينعكس إيجابا على لبنان»، علما أن زيارة الوزير شكري التي كانت من المفترض أن تتم أمس تم تأجيلها إلى موعد لاحق.
ولفت إلى أن «حراك الموفد الأميركي اموس هوكشتاين في تل أبيب يشي بأن هناك نوعا من الاتفاق الممكن أن يترجم استقرارا على جنوب لبنان، بالإضافة إلى نوع من الوعود الغربية والعربية التي قد تترجم نوعا من الدعم الاقتصادي للبنان».
وبانتظار التوصل إلى اتفاق يسكت المدفع وهدير الطيران الحربي في الجنوب، يواصل الموفدون الغربيون نقل التحذيرات الإسرائيلية في رسائل بليغة، تتضمن طروحات الهدف منها إراحة الجبهة الجنوبية بإخلاء «حزب الله» المناطق المحاذية للحدود مع فلسطين المحتلة، تطمينا للمستوطنين كي يعودوا إلى منازلهم، وكذا الأمر بالنسبة للنازحين الجنوبيين. ومن هؤلاء وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه الذي التقى رئيسي مجلس النواب نبيه بري وحكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي ووزير الخارجية عبدالله بوحبيب وقائد الجيش العماد جوزاف عون، محذرا مما قد تنحو باتجاهه الأمور إن لم ينفذ ما تطلبه الحكومة الإسرائيلية، مبديا استعداد فرنسا لمساعدة الجيش بتقديم الدعم اللوجستي والمالي لدى انتشاره عند الحدود الجنوبية، وتعزيز دوره، ناهيك عن عمل القوات الدولية العاملة في جنوب لبنان «اليونيفيل»، تمهيدا لوقف العمليات العسكرية، ما يسمح بإعادة تفعيل عمل لجنة مراقبة اتفاقية أبريل 1996 التي كانت تضم فرنسا والولايات المتحدة الأميركية إلى جانب لبنان وإسرائيل.
سيجورنيه كان رأيه الأسراع في انتخاب رئيس للجمهورية كي يتمكن لبنان من «مواكبة الاستحقاقات الكبيرة»، وعرض ما طرحه سابقوه التهديد الاسرائيلي بتوسيع الحرب لإعادة المستوطنين إذا لم ينسحب «حزب الله» من المنطقة الحدودية، فكان الرد باتهام إسرائيل بخرق القرار 1701.
ومفاد الرد الذي سمعه سيجورنيه «أن لبنان ضد توسيع الحرب ويريد التطبيق المتوازن للقرار الدولي 1701 أي من جانبي الحدود، بما يكفل وقف الخروقات للسيادة اللبنانية واستعادة الأراضي اللبنانية المحتلة».