على الرغم من التوتر المستمر في الجنوب والجنوح الدائم إلى التصعيد الميداني، بدأت تظهر انقشاعات سياسية تشي بانفراجات متوقعة تسهل التوصل إلى تفاهمات ممكنة، أهمها العلاقة بين «عين التينة» و«التيار الوطني الحر»، حيث الحديث المتداول يتمحور حول انفتاح يبديه «التيار» يوصل إلى آلية إطلاق الحوار بين الكتل تمهيدا للدعوة إلى جلسات انتخاب متتالية.
وأفادت أوساط مطلعة «الأنباء» عن مرونة لدى رئيس مجلس النواب نبيه بري وتواصل مع رئيس «التيار» النائب جبران باسيل لكسر الجمود الرئاسي بعنوان: «اعطونا اسم لنشوف اذا منمشي فيه»، وتاليا فتح كوة لجهة قبول الثنائي بمرشح «الخيار الثالث»، في مقابل اقتناع من الفريق المقابل يعمل عليه باسيل وآخرون باستحالة وصول رئيس إلى بعبدا لا يحظى بقبول الثنائي.
وأشارت الأوساط إلى تجارب رئاسية سابقة شهدت حلحلة «في لحظة ما»،
هذا في حين فوجئت بيروت بتأجيل مؤتمر دعم الجيش اللبناني، الذي تزامن مع وجود وفد من لجنتي الخارجية والأمن في الكونغرس الأميركي بالعاصمة اللبنانية قوامه السيناتوران كريس كونز وريتشارد بلومنتال، وقد غادر أمس بعد محادثات مع كبار المسؤولين اللبنانيين تمحورت حول دعم الجيش.
وعلمت «الأنباء» ان قائد الجيش العماد جوزاف عون ستكون له زيارة إلى العاصمة الفرنسية باريس، وتتحدث المعلومات عن عقد اجتماع قمة يضم أيضا قادة جيوش فرنسا وقطر ولبنان يخصص للبحث في الاحتياجات الملحة للجيش اللبناني، بانتظار الانتهاء من الترتيبات التقنية لمؤتمر دعم الجيش الذي تأجل لتضارب المواعيد ولم يتم الغاؤه»، بحسب المصادر.
وكشف مصدر واسع الاطلاع عن انه «فور عودة الهدوء إلى الحدود الجنوبية، فإن حراكا سياسيا داخليا سيشهده لبنان تحت عنوان الإسراع في انجاز الاستحقاق الرئاسي».
وفي سياق جولات سفراء «المجموعة الخماسية» المعنية بلبنان على المسؤولين اللبنانيين عقب اجتماعهم في مقر السفارة الفرنسية في قصر الصنوبر، زار السفير المصري في لبنان علاء موسى البطريرك بشارة الراعي في بكركي أمس، ناقلا الى «البطريرك الأفكار التي تتداول بها الخماسية للوصول إلى انتخاب رئيس للجمهورية».
وأضاف موسى بعد لقائه البطريرك الراعي: «لا يمكن بقاء دولة بحجم لبنان من دون رئيس في ظل ما يحصل في المنطقة والأمر بات ملحا».
كما زار السفير الفرنسي هيرفيه ماغرو رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي في السراي الحكومي، لذات الغرض.
في هذا الوقت، بدأ موظفو الإدارة العامة في كل الدوائر والمصالح الإضراب العام احتجاجا على توقيف الحوافز المقررة لهم، وذلك بعد ان طلب رئيس الحكومة ميقاتي من وزير المال علي خليل عدم دفع الحوافز الإضافية التي خصصت لبعض موظفي الإدارة العامة دون سواهم، على أن يستكمل البحث في هذا الملف برمته في جلسة مجلس الوزراء المقررة اليوم، من خارج جدول الأعمال، ومن المقرر أن تبحث الحكومة بمشروع القانون المتعلق بمعالجة أوضاع المصارف في لبنان وإعادة تنظيمها الموزع سابقا.
وأعلن الاتحاد العمالي العام دعمه للإضرابات المعلنة من لجان الموظفين العاملين في جميع الوزارات.
وأكد الاتحاد وقوفه مع موظفي الإدارة العامة «في مطالبهم المحقة بتحقيق زيادة مقبولة على الأجور» تدخل في صلب الراتب فتقيهم المعاناة اليومية الحياتية وكلفة الحضور إلى العمل لتأمين متطلبات وحاجات المواطنين.
في غضون ذلك، سلك الانشغال الرسمي طريقه نحو إجراء الانتخابات البلدية والاختيارية في مايو المقبل، في ظل شكوك بعدم التمكن منها بسبب تمدد الحرب الاسرائيلية على غزة إلى لبنان، وقد تمنى وزير الداخلية والبلديات بسام مولوي في حديث مع صحيفة «الجمهورية»، ان «تهدأ الاوضاع في الجنوب لنتمكن من إجراء الانتخابات البلدية في موعدها على جميع الاراضي اللبنانية.
اما عن امكانية تأجيل تلك الانتخابات فالقرار يعود للمجلس النيابي وحده.
لكن بالنسبة إلى وزارة الداخلية فهي ملتزمة مثل السنة الفائتة بدعوة الهيئات الناخبة في موعدها وتحديد مواعيد اجراء الانتخابات البلدية، وبذلك فإنها جاهزة لهذه الانتخابات».
ميدانيا، استهدف القصف المدفعي الإسرائيلي صباح، أمس، تلة الحمامص جنوبي لبنان، وحلق الطيران المعادي على علو منخفض فوق كسروان وجبيل، واستهدف القصف من دبابة ميركافا متمركزة بموقع الضهيرة بلدة الجبين وقد اصيبت مزرعة للابقار بالوازني بالقصف.
وتحدثت مصادر عن مقتل 3 أشخاص وإصابة آخرين بغارة إسرائيلية على شقة سكنية في كفر رمان المحاذية للنبطية.
وفي المقابل، تحدث الإعلام الإسرائيلي عن اصابة منزل في «كفار يوفال» في الشمال بصاروخ مضاد للدروع أطلق من لبنان لحقت به أضرار كبيرة. وأصاب صاروخ آخر مضاد للدروع أطلق من لبنان منزلا في «كريات شمونة» من دون انطلاق صفارات الإنذار.