ناقشت لجنة فرعية تابعة لمجلس النواب الأميركي، تعنى بالأمن القومي، الأربعاء، قضية الأجسام الطائرة المجهولة (UFO)، وغيرها من الظواهر الجوية غير المحددة (UAP)، حيث تم الاستماع لثلاثة شهود ينتمون لأفرع مختلفة بالجيش الأميركي.
وخلال جلسة الاستماع، أدلى كل من دافيد غراش، القائد السابق في جهاز الاستخبارات الأميركية، ورايان غرايفز، القائد السابق في البحرية الأميركية السابق، والقائد المتقاعد عن البحرية أيضا، دافيد فرافور بشهادتهم، حيث روى كل منهم تجربته الخاصة مع الأجسام الغريبة.
وقال رايان غرايفز، إن الأطباق الطائرة “توجد في مجالنا لكن لا توجد عمليات إبلاغ كثيرة عنها”.
وأضاف “حتى الطيارين التجاريين شاهدوا هذه الأطباق التي تتحدى الأمن القومي وهم يشعرون مثلنا بالتداعيات التي قد تترتب عن ذلك”.
“معركة من أجل الشفافية”
وأشار غرايفز أيضا إلى أن هناك تصنيفات بالسرية، تجعل المعلومات مخفيّة قائلا إن مستوى السرية هذا يعطل فهمنا للظاهرة”.
وتابع/ “في 2014 كنت طيارا، كنت موجدوا في فرجينيا بيتش، بعد تحديث أنظمة الرادار الخاصة بطائرتي لاحظت أشياء مجهولة في الفضاء والمجال الجوي”.
وتابع غرايفز ، الذي يقوم على منظمة تعنى بالأجسام الغريبة، “قمنا بتركيب مستشعرات بأشعة تحت الحمراء، وهناك شاهدنا جسما غريبا”.
وفي مثال آخر، قال إنه خلال تدريب عام 1972 بطائرات “إف 18” شوهد جسم غريب على بعد 50 قدما من إحدى الطائرات، وقال “بعد العودة إلى القاعدة لم يكن هناك أي إقرار بهذه الحادثة أو آليات للإبلاغ عنها”.
وأضاف أن منظمته Americans for Safe Airspace باتت تضم 30 شاهدا و5 آلاف أميركي انضموا إلينا في معركتنا من أجل الشفافية.
وأشار إلى أن عددا من الأطباق المجهولة، وفق شهادات عدة، شوهدت على ارتفاع 40 ألف قدم، “وكانت تقوم بمناورات لا يمكن تفسيرها” وفق تعبيره.
وقال إن مثل هذه التقارير ترفع لمنظمته باستمرار، مشيرا إلى أن قدماء محاربين أدلوا بشهادات متطابقة و”كان هناك أكثر من شاهد على الحادثة الواحدة”.
وأردف “أدرك التشكيك المحيط بهذا الموضوع، لكن إذا اطّلعنا على حيثيات الشهادات سوف يتغير موقفنا.. هذه مشكلة ملحة بالنسبة للأمن القومي، وهي أيضا ظاهرة يجب أن يعنى بها العلماء”.
القائد السابق في الاستخبارات الأميركية، دايفد غراش، قال من جانبه، إنه في عام 2022 “قدمنا تقريرا بشأن كل هذه المخاوف بعد أن وصلت تقارير أخرى تكشف المخاطر العسكرية والأمنية التي قد تنجم عن الأجسام الغريبة”.
وغراش كان قائدا في الاستخبارات الأميركية على مدى 15 عاما، عمل قائدا مشاركا فيما يتعلق بالظواهر الغربيبة مجهولة الهوية والأجسام الطائرة الغريبة لدى “وكالة الاستخبارات الجغرافية الوطنية” (National Geospatial-Intelligence Agency).
وفي معرض شهادته، قال إنه استند في تقاريره إلى معلومات وصلته من جهات مختلفة “أخذت كل الإجراءات الممكنة على مدى 14 عاما، ليتم تسليط الضوء عليها”.
وقال “لذلك أطلب من الكونغرس بأن يطالب الحكومة بالتحقيق في هذه الإدعاءات”.
جسم صغير فائق السرعة
القائد المتقاعد في البحرية الأميركية، دايفد فرافور، قال هو الآخر، إنه خلال تدريب في نوفمبر 2004، حين كان قائدا لسرب المقاتلات Strike Fighter، تم رصد جسم صغير وقال “شاهدناه عند وصولنا، وقيل لنا إنه شوهد على مدى أسبوعين من قبل”.
وفي وصفه للجسم، قال فرافور “كان ذلك الجسم يبقى لساعات، قبل أن يطير لارتفاع 80 ألف قدم. وتابع “شاهدنا الجسم على شاشة الرادار وكانت السماء صافية وقتها، حتى أننا شاهدنا مياه بيضاء غريبة على جانب مركبتنا”.
يضيف فرافور “كان ذلك الجسم صغيرا، ويتحرك فوق المياه دون مراوح أو أجنحة”.
ثم تابع “وصلنا قربه على زاوية 90 درجة، وفجأة غير اتجاهه وبدأ في الصعود إلى أعلى، انتقلنا بزاوية 270 درجة وفي تلك اللحظة كان ارتفاع الجسم نحو 15 ألف قدم، وعندما اقتربنا حوالي ميل منه، سارع بالطيران، وعندما عدنا للنظر في المياه البيضاء، وجدنا أنها اختفت أيضا”.
وأكد فرافور على أن ذلك الجسم الصغير طار بعيدا و”أصبح على بعد 60 ميلا خلال دقيقة واحدة، “وهذا يعطيكم فكرة عن سرعته” وفق تعبيره.
كما كشف أن الجسم نفذ أيضا بعملية تشويش على أجهزة الرادار التابعة للمركبة التي كان على متنها، مشيرا إلى أن “هذه الحادثة لم يتم التحقيق فيها ولم يتم أخذ شهادات الطاقم”.
ثم عاد ليؤكد “في 2009 تم الاتصال بي عندما كان هناك تحقيق في ظاهرة مشابهة”.
وقال في ختام شهادته “كل ما نريد معرفته من أين جاءت هذه الأطباق؟ وماذا تريد”، وأردف “نعتقد أن هذه الأجسام ليست من هذا العالم وأنها تهدد أمننا القومي”.
وقال أيضا “الجسم الذي رأينا في 2004 متقدم على أي جسم آخر شهدناه من قبل”.
وأكد أيضا على أنه يجب أن يكون هناك بحث وإشراف ومراقبة من قبل الكونغرس بشأن هذه القضية، لحمل الحكومة على اتخاذ إجراءات في الصدد.