صدى الارز

كل الأخبار
sadalarz-logo jpeg

زوروا موقع الفيديو الخاص بمنصة صدر الارز لمشاهدة كل جديد

مشاهدة متواصلة
تقاريرنا
sada el arz logo

زوروا موقع البث المباشر الخاص بمنصة صدر الارز لمشاهدة كل جديد

أرشيف الموقع
كل الفرق

“جنود الرب”.. من شوارع بيروت إلى ساحات الناصرة

فجأة.. انفجر المشهد داخل كنيسة البشارة الأرثوذكسية بمدينة الناصرة في إسرائيل.

مجموعة من الشبان المسيحيين، تطلق على نفسها اسم “جنود الرب”، اقتحمت الكنيسة، ورفعت أعلاماً سوداء وأخرى إسرائيلية، وقرعت الأجراس دون مناسبة دينية.

اللحظة كانت صادمة، وأثارت ردودا فعل غاضبة.

لماذا فعل “جنود الرب” ذلك؟ ولماذا غضب الآخرون؟ وما علاقة “جنود الرب” في لبنان بـ”جنود الرب” في إسرائيل؟

الرواية على لسان كل الأطراف.

“احتلال” أم  رسالة تنبيه؟

وقع الهجوم مساء الأحد 29 يونيو، بينما كانت الكنيسة مغلقة. تقول مصادر كنسية إن الشبان خلعوا البوابة الخارجية، واقتحموا الباحة، وقرعوا الأجراس دون إذن، ما اعتبر انتهاكاً للأعراف الدينية.

حمل بعض الشبان المقتحمين صلباناً خشبية ضخمة، وتسلق آخرون برج الناقوس ورفعوا عليه راية سوداء إلى جانب العلم الإسرائيلي.

في تصريح للحرة، وصف المحامي بسيم عصفور، رئيس المجلس الأرثوذكسي في الناصرة، ما حدث بأنه “أقرب إلى احتلال”.

أما الأب سمعان بجالي، راعي الكنيسة، فقال إن الحادثة تمثل “اعتداء صارخا.. لم يسبق له مثيل في تاريخ الكنيسة”.

“ما جرى كان محاولة متعمدة لزرع الفتنة.. ويمثل خطراً على وحدة مجتمعنا”، قال الأب بجالي في تصريح صحفي.

أما مجموعة “جنود الرب” فبررت اقتحامها بأنه رد رمزي على الهجوم الذي استهدف كنيسة مار إلياس في دمشق قبلها بأسبوع، وأودى بحياة 25 شخصاً.

المجلس الأرثوذكسي رفض هذا التبرير، وتقدّم بشكوى رسمية إلى الشرطة الإسرائيلية، مؤكداً متابعة القضية قضائياً.

وفي بيان رسمي، حذر المجلس من “تسييس” المقدسات الدينية، مستشهدا بآية من الكتاب المقدس: “ليس كل من قال يا رب يا رب يدخل ملكوت السماوات”.

موسى: لم ننوِ الاعتداء!

من جانبه، نفى إلياس موسى، مؤسس “جنود الرب” في الأراضي المقدسة، وأحد مؤسسيها في لبنان، أن تكون المجموعة قد تعمّدت الاعتداء.

وقال في حديث للحرة: “نحن لا ننكر أن بعض الشباب تصرّفوا بانفعال وارتكبوا أخطاء، مثل خلع الباب والدخول بطريقة غير منظّمة.. كانوا يريدون قرع أجراس الكنيسة كفعل رمزي، لا القيام بأي عمل عدائي”.

وأضاف: “نحن نخدم الكنائس والمجتمع المسيحي.. ولم ولن نكون طرفاً في أي اعتداء”، مشددا على أن المجموعة تضم شباباً يكرّسون حياتهم لتعاليم المسيح.

امتداد لبناني؟

الأب بجالي حذر من أن “جنود الرب” في الناصرة امتداد لمجموعة لبنانية بنفس الاسم، واصفا إياها بأنها أصوات تبعث على الفتنة. أما موسى، فيجيب: “كل إنسان مسيحي.. مؤمن بالإنجيل المقدس هو جندي للرب.. لا نهتم بالجغرافيا والحدود ولا تغرينا الأرضيات”.

في حديثه للحرة، يقول إلياس موسى: “نحن أسسنا جنود الرب في لبنان قبل ست سنوات. في الأراضي المقدسة تأسست المجموعة وقت مشكلة [كنيسة] مار إلياس” في حيفا عام 2023.

حادثة كنيسة البشارة في الناصرة سلطت الضوء على هذه المجموعة داخل إسرائيل. لكن اسم “جنود الرب” ظهر فعلياً في لبنان عام 2019.

وبرزت المجموعة أكثر عام 2022، عندما خرج أعضاؤها إلى شوارع منطقة الأشرفية في بيروت، بلباس أسود موحّد، حاملين صلباناً معدنية وسيوفاً، وسط تراتيل دينية وصلوات، في مشهد أثار جدلاً واسعاً في بلد يعاني أصلاً من هشاشة طائفية وسياسية.

الأب بجالي ذهب أبعد، واتهم “جنود الرب” بأنهم “يحملون أجندة شبيهة بأجندة داعش”.

يرفض موسى تصريحات الأب بجالي تماما: “من المعيب أن يُشَبّه كاهن أبناءه المعمّدين بالروح القدس بداعش. نحن نخدم الكنائس، ونساعد في ترميمها، فكيف يمكن اتهامنا بالإرهاب؟”.

ويضيف: “أسستُ المجموعة في الأراضي المقدسة قبل عامين ونصف بعد الاعتداء الذي استهدف كنيسة مار إلياس في حيفا على يد متطرفين، ونحن من دافع عنها وأدّى واجبه الديني تجاهها. فكيف يعقل أن نعتدي على كنيسة البشارة؟”.

تهديد صريح؟

بعد الحادثة، وجّهت “جنود الرب” رسالة إلى المجلس الأرثوذكسي والأب بجالي، اتهمتهما فيها بـ”تدنيس الكنيسة”، وطالبتهما بالتنحي.

 وقالت المجموعة على مواقع التواصل: “لن نقف مكتوفي الأيدي. نمهلكم حتى نهاية هذا العام”.

موسى يعلّق للحرة قائلا: “لن نسكت عن حقنا، لكننا لا نريد صداماً مسيحياً–مسيحياً.. كما نرفض أن تستغل جهات خارجية هذه الحوادث لإثارة الفتنة داخل مجتمعنا. نحن دعاة سلام وتعايش، لكن لسنا ضعفاء”.

أهداف دينية أم مشروع تنظيمي؟

يقول موسى إن هدف المجموعة هو “إعادة الإيمان المسيحي الحقيقي”، مشدد أن “جنود الرب” ليسوا حزبا أو منظمة.

“نحن نخدم مجتمعنا من خلال الأعمال الخيرية، وترميم الكنائس.. نحارب إبليس بالصلاة”، يقول.

ويدعو إلياس موسى إلى “الحفاظ على الوجود المسيحي في الشرق الأوسط والعالم”. في منشور سابق له، حمّل المجتمع الدولي مسؤولية “الصمت المخزي تجاه الإرهاب السلفي والداعشي في سوريا”، ودعا إلى التظاهر أمام السفارات الغربية، بل وجّه نداء مباشراً إلى الرئيس الأميركي دونالد ترامب للتحرك ضد “النواة السلفية في سوريا”.

وفي تصريح للحرة، دعا اللفتنانت كولونيل احتياط إيهاب شليان، رئيس “جمعية الصوت المسيحي” في إسرائيل، هو الآخر إلى تقديم المساعدة للمسيحيين في سوريا.

وطالب شليان الحكومة الإسرائيلية بإدخال المساعدات الإنسانية، خاصة إلى البلدات السورية القريبة من الحدود، لكنه استبعد أي تدخل عسكري لمساعدة المسيحيين في سوريا.

شليان وصف  ما حدث في كنيسة البشارة بـ”مظاهرة” و”صلاة”  من أجل توجيه الأنظار نحو معاناة المسيحيين في سوريا، مشيرًا إلى أن الجمعية سبق ونظمت وقفات احتجاجية مماثلة في مناطق مختلفة بإسرائيل وهضبة الجولان.

“عنف” ومخاوف من “الطائفية”

في لبنان، تحولت مجموعة “جنود الرب” إلى ظاهرة جدلية. البعض اعتبرها مجموعة متطرفة تهدد الأمن، فيما رأى آخرون أنها رد فعل على غياب الدولة وضعف السلطات الأمنية. اسمها أثار مقارنات مباشرة مع “حزب الله”، خصوصاً أنها تنشط في الأحياء المسيحية وتتبنى خطاباً دينياً.

الجدل تفجّر حين عارضت المجموعة في 2019 حفلا موسيقيا فرقة “مشروع ليلى” بسبب دعمها لقضايا مجتمع الميم. وفي 2022، حطّمت إعلانات بألوان قوس قزح، معتبرة أنها “تروّج للمثلية”.

في حادثة أخرى، حطمت المجموعة مجسمات فنية لدعم مرضى السرطان بزعم أنها “تروج للعري والمثلية”. ثم تدخلت أيضا خلال احتفال في ساحة ساسين، في ديسمبر 2022، أُطلقت فيه شعارات إسلامية، في منطقة الأشرفية ذات الأغلبية المسيحية، ليندلع اشتباك بين أعضاء المجموعة وعدد من الشباب المحتفلين.

جمعية أشرار؟

في ديسمبر 2024، قُتل رولان المر، المسؤول في حزب “القوات اللبنانية”، خلال اشتباك مسلح بين عناصر من “جنود الرب” وعناصر من “القوات اللبنانية.

الحادثة فجّرت غضباً واسعاً، ودفعت سمير جعجع، رئيس حزب القوات، للمطالبة بحل المجموعة.

وقال جعجع إن المجموعة “تركت خلفها ما لا يقل عن أربع جرائم قتل خلال أقل من خمس سنوات”، إضافة إلى اعتداءات على ممتلكات ومقاهي.

الحزب تقدم بإخبار رسمي ضد المجموعة يتهمها بتأسيس “جمعية أشرار” والتحريض الطائفي وحيازة أسلحة.

موسى يرفض الاتهامات الموجهة لجنود بالرب باستخدام العنف، قائلاً: “الشيطان يستطيع قول ما يشاء.. أي شخص يريد أن يعرف من هم جنود الرب.. عليه بفتح الكتاب المقدس”.

في أبريل 2025، عاد “جنود الرب” إلى الواجهة بمسيرات استعراضية، وصفت بعرض عسكري غير معلن، خلال الجمعة العظيمة في شوارع الأشرفية والحازمية.

ارتدى أعضاء المجموعة خلال المسيرات لباسهم الموحّد الأسود مجددا، وحملوا صلبانا معلقة على صدورهم.

أسئلة عالقة

حادثة كنيسة البشارة في الناصرة أثارت تساؤلات حول رفع العلم الإسرائيلي. موسى اكتفى بالقول: “نتعامل مع الجميع كإخوة”، مستشهداً بآية من رسالة بولس إلى أهل رومية.

في لبنان، لاحقت المجموعة شبهات بتمويلها من المصرفي أنطوان الصحناوي، بسبب قرب تحركاتها من مؤسساته، لكن الصحناوي نفى أي علاقة تنظيمية أو دعم مالي.

وراجت أيضا شائعات عن علاقة بينها وبين الشيخ موفق طريف، الزعيم الروحي للطائفة الدرزية في إسرائيل. لكن المجموعة سارعت إلى نفيها.

“نكنّ للشيخ موفق طريف كل الاحترام والتقدير، ولا تربطنا به أي علاقة تنظيمية أو ارتباط مباشر”، قال بيان رسمي للمجموعة.

حتى اليوم، تبقي الكثير من الأسئلة عالقة: هل “جنود الرب” مجرد حركة شبابية غاضبة تعبّر عن إحباطات دينية وسياسية؟ أم نواة مشروع تنظيمي أوسع، يتغذى من فراغات المنطقة؟

إلى اللحظة، لا أجوبة حاسمة، في انتظار تطورات الأيام المقبلة.

تابعوا أخبارنا على Google-News

نلفت الى أن منصة صدى الارز لا تدعي بأي شكل من الأشكال بأنها وسيلة إعلامية تقليدية تمارس العمل الإعلامي المنهجي و العلمي بل هي منصة الكترونية ملتزمة القضية اللبنانية ( قضية الجبهة اللبنانية) هدفها الأساسي دعم قضية لبنان الحر و توثيق و أرشفة تاريخ المقاومة اللبنانية منذ نشأتها و حتى اليوم

ملاحظة : التعليقات و المقالات الواردة على موقعنا تمثل حصرا وجهة نظر أصحابها و لا تمثل آراء منصة صدى الارز

اكتشاف المزيد من صدى الارز

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading