أقامت اذاعة “لبنان الحر” حفل عشاء في المقر العام لحزب القوّات اللبنانيّة في معراب، برعاية رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع وعقيلته النائب ستريدا جعجع، بحضور النائبين ايلي خوري ونزيه متى، النائب السابق ادي ابي اللمع، الأمين العام لحزب “القوات” اميل مكرزل، الأمين المساعد لشؤون الانتشار النائب السابق عماد واكيم، الأمين المساعد لشؤون المصالح نبيل ابو جودة، الأمين المساعد لشؤون الادارة وليد هيدموس، رئيس جهاز الاعلام والتواصل شارل جبور، مستشار رئيس الحزب للشؤون القانونية والمشرف العام على الاذاعة فادي ظريفة، مستشار الرئيس لشؤون الرئاسة انطوان مراد، رئيس تحرير اذاعة “لبنان الحر” ايلي حرب وحشد من الفاعليات الاقتصادية والاجتماعية والاعلامية ورؤساء مصالح وقطاعات حزبية.
في المناسبة، القى جعجع كلمة استهلها بالاشارة الى مسيرة “لبنان الحر” التي بدأت عام 1978 والمستمرة على المدى الطويل. وقال: “هذه الاذاعة كانت وستبقى اذاعة المقاومة اللبنانية والقضية والمبادئ والقناعات. فعلى سبيل المثال، لا الحصر، في عهد الوصاية خرجت بعض الاذاعات عن قناعاتها لـ”ترتيب اوضاعها” الا ان “لبنان الحر” لم تقبل المساومة ولا التفاوض بل تابعت في مسيرتها وخطها المعروف، الأمر الذي كان يعزيني حين كنت في فترة الاعتقال.
تابع: نجتمع اليوم من اجل هذه الاذاعة الناجحة والطليعية دائما وقد حافظت على مرتبتها الاولى او الثانية. فـ”القوات اللبنانية” و”لبنان الحر” رفاق على مدى زمن طويل و”سنبقى” لأنها اذاعة “القضية” بامتياز. لذا انتم هنا، انطلاقا من ايمانكم بهذا الحزب والمقاومة الفعلية لا النظرية.
أثنى “رئيس القوات” على “جهود موظّفي “لبنان الحر” رفاق النضال في الاذاعة، ذكّر ان “عهد الوصاية السورية حاول الغاءها والتضييق عليها، ولكنه لم يفلح في ذلك، ولو ان عددا كبيرا من موظفيها لم يتقاضَ أجره لسنوات، ما عَلمتُ به بعد خروجي من الاعتقال”. من هنا، جدد التأكيد عدم التخلي يوما عن “لبنان الحر” فهي قلعة مقاومة صامدة ونقطة ارتكاز تاريخ “القوات اللبنانية”.
وتطرق الى الوضع السياسي الراهن، متوقفا عند وجوب تسمية المسؤولين عن الانهيار الذي يشهده لبنان بالأسماء من دون المواربة وعدم اعتماد لغة التعميم. وقال في هذا السياق: نقرأ بعض المقالات السيئة التي تعتمد مفهوم التعميم فـ”تخلط الحابل بالنابل” لأنها تُجهّل الفاعل وتسهّل الجريمة. ففي الفترة الاخيرة، يردد بعض المرجعيات ان النواب يتقاعصون ولا يتحمّلون مسؤولياتهم، وهنا نسأل، عن اي نواب يتحدّث هذا البعض؟ فنواب المعارضة لم يتخلفوا عن حضور اي جلسة رئاسية، فيما غيرهم “يُسلحب” فور انتهاء الدورة الاولى بغية تطيير الانتخابات.
جعجع الذي رأى ان “من اوصلنا الى هذا الدرء هو محور الممانعة، اي “حزب الله” وحلفاؤه، من خلال وضع يده على السلطة بشكل شبه كلي، وفي بعض الاوقات كلي، طيلة السنوات الماضية”، اشار الى ان هذا المحور “تركيبتو وطبيعتو هيك، الغلط فيه من الأساس”.
أردف: “هذا المحور يتألف من فصيلين: الاول “حزب الله” ومن يشببه، وهم يعيشون في عالم آخر صنعوه، لا علاقة له بالواقع ولا بعالمنا، كما انهم بطبيعتهم “لا دَولَتيين” اي ان مقاربتهم مغايرة لمقاربة الدولة ولا يجدون أنفسهم من ضمنها، ولكن في الوقت نفسه يرغبون بوضع يدهم عليها، كما يشهد اللبنانيون حاليا. القضية والأولويات بالنسبة اليهم تُختصر في محاربة الشياطين الكبار والصغار، بعيدا من معاناة المواطن اللبناني، اذ برأيهم اليوم “لا صوت يعلو فوق صوت معركة حزب الله”. أما الفصيل الآخر، فهو “التيار الوطني الحر” وسواه، وهم لا يهمهم سوى مصالحهم الضيقة وتحقيق مكاسبهم على حساب الدولة ومواطنيها”.
كما شدد على: اننا في مواجهة مشروع “محور الممانعة” المهيمن على الدولة، باعتبار ان “لبنانه” ليس “لبناننا”، اذ نحن نريد دولة فعلية، قرارها في يدها، تسهر على نمو شعبها وتطوره ورقيّه وبناه التحتية ومدارسه ومؤسساته، لذا المواجهة كبيرة بين فريق المعارضة ومحور الممانعة حول مشروعين يتعلقان بكل فرد منا وبمستقبلنا ومستقبل اولادنا، خلافا لما يروّج له البعض بانهما يختلفان على المكاسب والسلطة فقط”. وجدد التذكير بأن “الجمهورية القوية” هو التكتل النيابي الأكبر و”حزب القوات” هو الممثل الاول للمسيحيين، ورغم ذلك لم نفكّر يوما بطرح اي مرشح منا الى سدة الرئاسة لان هدفنا ملء سدة الرئاسة بالرئيس المناسب، “نحنا من ضحّي بحالنا كرمال الشان العام ومش العكس””.
وأكد “رئيس القوات” انه “لم يعد مسموحا تدوير الزوايا او المسايرة في خضم تفاقم الازمة، لذا نحن مستمرون في المواجهة السلمية الديمقراطية السياسية حتى تحقيق ولادة لبنان الذي نحلم به”. انطلاقا من هنا، شدد على “رفض عهد جديد لمحور الممانعة، على خلفية “نجاحاته السابقة الباهرة”، الذي تسلم زمام السلطة حين بلغ احتياط مصرف لبنان نحو 70 مليار دولار قبل تبخرّه اليوم، وبالتالي خطوة التجديد ستسمح له ببيع “¾ لبنان.
ختم: “سنتابع في نضالنا وعملنا والمواجهة لإيصال الرئيس الملائم الى بعبدا كي يقوم بالاستشارات النيابية الملزمة من اجل الاتيان برئيس حكومة ينجح في تشكيل حكومة جديدة تنجز الاصلاحات المطلوبة لاستعادة عافية لبنان”.
وكان الحفل استهل بالنشيدين اللبناني والقواتي، ثم كلمة الاذاعة ألقاها الاعلامي طوني نصار الذي وصف اذاعة “لبنان الحر” منذ تأسيسها حتى اللحظة بالمنارة الاعلامية، معتبرا انها “خرّجت أفواج وافواج من الإعلاميين، وشكلت وما زالت صوت المقاومة اللبنانية في وجه الاحتلالات على اشكالها وانواعها، السياسية، الأمنية والعسكرية”.
اضاف: “الجملة الأجمل التي طالما رددناها وسنبقى: “هنا لبنان الحر”، هذه الاذاعة “كبرت معنا وكبرنا بأحضانها” ولكنها لا تزال الأجمل، وها هي تضم اليوم اجيالا جديدة تتنفس “قوات”، تتابع المسيرة وتسعى الى ايصال الرسالة”.
وتوجّه الى جعجع، قائلا: “لما نقول “قوات” منقول مقاومة وايمان بقضية”، نحن ندرك ان “لبنان الحر” لها مكانة خاصة في قلبكم ونعدكم باسم جميع الزملاء اننا سنبقى معكم ومع الشرفاء رسل هذه القضية للوصول الى لبنان الذي يشبه أحلامنا”.
وتخلل الحفل “فيديو” عن مسيرة اذاعة “لبنان الحر” واختُتِم مع التينور ايليا فرنسيس