التقى رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع في معراب وفدا من مجلس نقابة محرري الصحافة اللبنانية تقدمه النقيب جوزيف القصيفي ونائبه صلاح تقي الدين، وذلك في إطار لقاءاته مع القيادات الحزبية والمرجعيات السياسية، في حضور رئيس جهاز الإعلام والتواصل شارل جبو ، مديرة المكتب الاعلامي لرئيس الحزب أنطوانيت جعجع ، مسؤول الإعلام الداخلي مارون مارون ومدير العلاقات العامة في جهاز الإعلام مارك سعد.
بعدما رحب بأعضاء مجلس النقابة قال جعجع للنقيب القصيفي: “إستوقفتني عبارة الحوار في كلمتك أكثر من مرة، ولأخذ العلم فحسب، أنا من بادر قبل الجميع للحوار، وقبل بدء المهلة الدستورية لإنتخاب رئيس للجمهورية، ولكن الحوار في مفهوم فريق الممانعة ينطلق أولا وآخرا من أن يكون الوزير السابق سليمان فرنجية رئيسا للجمهورية أو فلتبقى الجمهورية بلا رئيس. يريدون حوارا غير دستوري في ما خص رئاسة الجمهورية، ولا يحاورون أحدا عندما يأخذون لبنان إلى حرب لا يريدها معظم الشعب اللبناني”.
وأضاف: “بالنسبة للحوار حول رئاسة الجمهورية أنا أول من تواصل مع معظم الكتل النيابية ومع كتلة الرئيس نبيه بري، وتوصلنا إلى قواسم مشتركة لحوار جدي، لكنهم أقفلوا الأبواب كلها وأصروا على مرشحهم أو الشغور. فعن أي حوار تحدثني؟ الرئيس نبيه بري بدأ مع فرنجية وتوقف عنده. الحوار الذي يدعونا إليه رئيس مجلس النواب هو بالسؤال: “ماذا تريدون للسير بسليمان فرنجية؟ إذا فاز مرشح حزب الله في الإنتخابات الرئاسية فهو لن يستطيع أن يحسن الوضع الإقتصادي وأقول ذلك صراحة وعلنا. وليعلم الجميع أن محور الممانعة هو من يعطل الإنتخابات الرئاسية ربما لأنه لا يريدها، مع العلم أن مشكلة الرئاسة ليست بين المسيحيين كما يحلو للبعض أن يقول، وأكبر دليل على ذلك أننا تقاطعنا مع التيار الوطني على ترشيح جهاد أزعور. نحن لسنا بوارد السير برئيس “صورة عالحيط” فحسب، بل نريد رئيسا للجمهورية بكل ما للكلمة من معنى”.
وردا على سؤال أجاب جعجع: ” بالتأكيد، الحوارات تكون منتجة أحيانا كما حصل مع التيار الوطني الحر الذي تقاطع معنا على ترشيح جهاد أزعور الذي يتمتع بمواصفات جيدة ليكون المرشح الثالث، فهو رجل دولة، عمل في إداراتها وكان وزيرا. طبعا، جهاد أزعور لم يكن طموحنا الأقصى بل كان “فكة مشكل” لملء سدة الرئاسة”.
وعن الفيديرالية وعما إذا كانت القوات اللبنانية مع هذا الطرح، قال: “حزب الله يطبق الفيديرالية. فلنطبقها في كل لبنان أو فلنلتزم الدستور. أمور الناس “مش ماشية”، فلنتحاور لتسيير أمورهم، والتركيبة اللبنانية تحتاج إلى إعادة نظر لتستقيم الأمور، ولكن قبل البحث عن التركيبة علينا إجراء إنتخابات رئاسية”.
وعن أهمية دولة لبنان الكبير للمسيحيين وعما إذا كانوا ما زالوا متمسكين بها، أجاب جعجع: “لبنان الكبير طبعا، ولكن ليس تركيبة الدولة. المسيحيون لا يفكرون بوطن بديل لهم غير لبنان الذي هو وطنهم النهائي”.
وردا على سؤال حول الوضع الإقتصادي في لبنان، أشاد جعجع بأداء حاكم مصرف لبنان بالإنابة وسيم منصوري، “المصمم على رفضه إعطاء المال للدولة”، لافتا إلى أن ” هناك إمكانية لإستعادة المودعين أموالهم وفق خطة مدروسة”، وقال: “لماذا الذهاب إلى صندوق النقد الدولي للإستدانة منه، فلتكافح الدولة التهريب والتهرب من دفع الضرائب والكهرباء، وبذلك نستطيع تأمين 4 مليارات دولار للخزينة اللبنانية للخروج من أزمات الدولة المالية والنقدية والإقتصادية، ولكن مع الأسف محور الممانعة متحالف مع الفساد”.
وعن الأوضاع في المنطقة وهل نحن مقبلون على حرب في لبنان، رأى أن ” الأوضاع متفجرة ومتدحرجة ولا أحد يعلم إلى أين ستصل والوضع خطير جدا”.
القصيفي
وكان اللقاء استهل بكلمة للنقيب القصيفي قال فيها: “نزوركم اليوم في معراب وعلى مرمى ايام من عيد الفصح، وفي غرة رمضان، لنستطلع رأيكم في كل ما يحصل في لبنان والمحيط، ونتبادل معا الأفكار في كيفية الخروج من النفق المظلم الذي يرسف فيه وطننا من دون أن نتلمس بصيص نور او أمل بقيامة وشيكة له. إن نقابة محرري الصحافة اللبنانية هي واحدة من نقابات المهن الحرة التي هي على تماس يومي مع الناس، وتقف باستمرار على معاناتهم، رأت القيام بجولة على كل القيادات الوطنية والسياسية من كل المواقع والاتجاهات لمحاورتها، ونقل الصورة الكاملة لمواقفها من القضايا المطروحة، وفي مقدمها انتخاب رئيس للجمهورية، ومحاولة الاتفاق على مفهوم موحد للامن القومي لأن غياب مثل هذا الاتفاق سيبقى ولادا لانقسامات وتجاذبات خطيرة تؤثر سلبا على مستقبل لبنان”.
وتابع: ” لن نطيل الكلام، بل نكتفي بالتوجه إليكم، وانتم ترأسون حزبا كبيرا وفاعلا لديه كتلة نيابية رئيسة ووازنة وامتدادا شعبيا في جميع المناطق اللبنانية وبلدان الانتشار، متسائلين: اما آن الأوان للدخول في حوار شامل يكون بديلا من التصريحات النارية الصادرة عن معظم الافرقاء، والانصراف الجاد إلى البحث عن الحلول بعيدا من التشنجات. صحيح أن المتاريس الحربية زالت من الشوارع، لكن متاريس الحذر والتشكيك والكمون والالسنة الحداد لا تزال منتصبة. وقديما قيل “أول الحرب كلام”. وبصراحة اكبر نقول: إن ما نعيشه في ضؤ التصعيد السياسي، هو أخطر من الحديد والنار”.
وختم: “نشكر لكم استقبالكم، على أمل أن نسمع منكم ما يفتح الطريق أمام الحوار الذي نلح عليه ،من باب مسؤوليتنا الوطنية والمعنوية كنقابة مستقلة تضم كل أطراف الطيف اللبناني، فمن دون التفاهم والحوار، سيمر على لبنان فصح إثر فصح، ورمضان إثر رمضان، من دون أن نبلغ الخلاص المرجو.”