عند النقطة الفاصلة بين الطريق الإسفلتية على المسرب الغربي من الأوتوستراد وجسر الفيدار، زحمة سير خانقة، جراء تضييق الطريق، بسبب أعمال صيانة تقوم بها فرق من وزارة الأشغال لردم الفجوة العميقة بين الطريق والحديد الذي يربطها بالجسر.
يتذكر الجبيليون واللبنانيون جسر الفيدار الذي سقط بالكامل يوم استهداف الطائرات الحربية الإسرائيلية الجسور على الأوتوستراد الساحلي في حرب يوليو 2006.
في الرابع من أغسطس عامذاك وقرابة التاسعة والنصف صباحا دوت انفجارات عدة، وأسفرت عن سقوط جسر الفيدار بالكامل وتعطل المسلك الشرقي لجسور المعاملتين وكازينو لبنان في كسروان والمدفون الذي يفصل محافظة جبل لبنان عن الشمال، وسقط قتيلان أحدهما في الفيدار والثاني في المدفون.
قضى مواطن من أبناء البلدة أثناء قيامه بتمارين رياضية اعتاد تنفيذها تحت الجسر، على هامش السير مع مجموعة من رفاقه من أبناء البلدة.
وأعيد بناء الجسر بعد الحرب من قبل ابن الفيدار رئيس مجلس إدارة بنك بيبلوس فرنسوا باسيل، وتغير شكله القوسي الى أعمدة، تفاديا لسقوط مباشر كما حصل في الضربة من الطائرة الحربية الإسرائيلية التي قادتها امرأة.
الزحمة في أوجها على المسرب الغربي للجسر، ومن يعرف المنطقة جيدا يسلك الطريق البحرية فيعبر الجسر القديم القريب من البحر، والذي يفصله عن الجسر الجديد جسر خاص بالسكك الحديد معلق فوق الوادي الذي ينتهي على مدخل البحر.
وتذكر الأشغال على الجسر بعدوان يوليو، وقبلها بإغلاق الجسر بالكامل من نقطة قرطبون التابعة لبلدية بلاط، وصولا الى حالات حيث أقيم مدرج صغير لهبوط الطائرات وإقلاعها عرف باسم «مطار حالات»، في القسم الأخير من ثمانينات القرن الماضي، وتم إغلاقه بعد نهاية الحرب الأهلية في 1990.
لا يحب اهالي المنطقة مشهد الزحمة، الذي يعيدهم الى أيام يصفونها بـ«السوداء»، على الرغم من ان المشكلة تكمن في غياب الصيانة عن الطرق والجسور. وقد واجهها سابقا جسر الكازينو، على مسلكه الشرقي باتجاه طبرجا وجبيل.
الطرق البدلية موجودة ولا تزال عالقة في أذهان اللبنانيين في حال حصول طارئ جراء ما يتردد عن احتمال توسع الحرب. وزحمة السير تتعدى المشهد الآني، لتفتح صفحات من ذاكرة متخمة بالحروب والمآسي.