في الوقت الذي لم تجف بعد دماء المسؤول في “القوات اللبنانية” الياس الحصروني الذي قتل في ظروف غامضة في بلدة عين ابل الجنوبية، ووجهت أصابع الاتهام لـ”حزب الله”، قال الأخير في بيان، أن قتيلاً له يدعى أحمد قصاص سقط في عملية إطلاق نار ببلدة يونين البقاعية.
في السياق وجهة أهالي الكحالة أنتقادات للجيش اللبناني وحملوه مسؤولية عدم إلقاء القبض على عناصر الحزب الذين اطلقوا النار على أبناء البلدة، كما حملوا الحزب المسؤولية عن الجريمة، بسبب إصراره على استخدام السلاح غير الشرعي، على حساب أمن الناس وكرامتهم، واستباحة المؤسسات وتعطيل سلطة الدولة.
وفي حين بدأت النيابة العامة العسكرية التحقيقات المتعلقة بالأحداث، في محاولة لجمع كاميرات المراقبة بالمنطقة، لتحديد الجهة التي بدأت بأطلاق، عاين الطبيب الشرعي الجثتين اللتين سقطتا، وتبين أن الضحية فادي بجاني قُتل بأكثر من رصاصة.
بدورها أعلنت قيادة الجيش اللبناني، أمس رفع الشاحنة وقالت قيادة الجيش في بيان لها، إن قوة من الجيش عملت على نقل حمولة الشاحنة إلى أحد المراكز العسكرية وفتحت تحقيقا بإشراف القضاء المختص.وأضاف أن قوة من الجيش عملت على رفع الشاحنة فجر أمس وفتحت الطريق أمام المارة مؤكدا ان الجيش يقوم بمتابعة الوضع واتخاذ التدابير الأمنية المناسبة.
في الاثناء، وجهت قيادات سياسية معارضة انتقادات لبيان الجيش، لأنه لم يشر بالاسم إلى “حزب الله” وتحميله مسؤولية ما جرى في الكحالة، فيما طالب رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي قائد الجيش العماد جوزيف عون بسرعة كشف ملابسات الحادثة، بالتوازي مع اتخاذ الاجراءات الميدانية المطلوبة لضبط الوضع. وبينما دعا ميقاتي الجميع الى التحلي بالحكمة والهدوء وعدم الانجرار وراء الانفعالات وانتظار نتيجة التحقيقات الجارية، انتشرت عناصر الجيش بشكل كثيف على خط غاليري سمعان بين منطقتي الشياح وعين الرمانة، لتفادي أي توتر في المكان .
وتعليقاً على ما جرى في الكحالة، اعتبرت الجبهة السيادية المسيحية أن آلة القتل المتنقلة لمنظمة ايرانية أنهكت الدولة وجعلتها منعدمة الوجود، مشيرة إلى أن هذه المنظمة لم تترك منطقة أو مدينة الا وجعلت منها ساحة دم. وقالت إن جريمة الكحالة مسؤولية مشتركة بين ميليشيا مهيمنة تحكم وتتحكّم ودولة يديرها نواطير على الإدارات والوزارات معدومي الإرادة الوطنية قرارهم في حارة حريك، مشيرة إلى أن حزب الله يسعى لأمرين، الأول إفهام المجتمع الدولي أنه الحاكم في لبنان وأي مفاوضة أو حوار تكون عبره دون سواه كما فعل في الترسيم البحر أما الأمر الثاني فهو يقول للبنانيين تشبهّوا بي واحملوا السلاح وكأنه يوجه دعوة للحرب.
بدوره، اعتبر النائب أشرف ريفي أن عمليات نقل وتهريب السلاح والنيترات لم تتوقف على مساحة لبنان كاملة، وهو ما ينسف الاستقرار والقرارات الدولية خاصة وأنه ياتي قبل التجديد لقوات اليونيفيل، لافتا إلى أن الميليشيا لا تتعب من توزيع الرسائل معرّضةً لبنان ليكون ساحة لتصفية الحسابات ولا تعير اهتماماً للعائلات اللبنانية حيث تستبيح القرى والبلدات متسلّحةً بآلة القتل والترهيب، قائلا إن من حق أهالي الكحالة معرفة هوية قاتل ابنهم وتسليمه، متسائلا عن مصير المسلّحين الذين هربوا ودور الدولة وأجهزتها.
من جهته، شدد “لقاء سيدة الجبل” على أن هيبة الدولة اللبنانية سقطت في حادثة الكحالة، ومعها هيبة الجيش اللبناني، الذي لم يقتصر دوره على غض النظر عن سلاح “حزب الله” وإنما تجاوزه الى حماية هذا السلاح تنفيذاً لقرار الحكومة، كذلك سقطت قدسية موقع رئاسة الجمهورية، إذ تُبيّن جريمة الحزب في الكحالة أن أي رئيس قادم ستكون وظيفتــه تنفيذ إملاءات “حزب الله” ومشغّله الإيراني.