يقول باسيل في تغريدته:» نحن، بالتيار الوطني الحر، موقفنا كتير واضح: من البداية ضد ترشيح قائد الجيش أولاً بسبب أدائه، وثانياً لأنه مخالف للدستور. يا ريت القوات ورئيسها بيعلنوا بوضوح موقفهم من ترشيح قائد الجيش ويخبرونا كيف ممكن نطمح لعهد اصلاحي يبدأ بمخالفة الدستور؟». انتهت التغريدة.
بدايةً، ما هي الصفة التي يعطيها جبران باسيل لنفسه ليطلب ممَن هُم أكبر منه شعبيةً وحيثيةً وعدد نواب، الإجابة عن أسئلته؟
ولنفترض أن ذلك غير موجود، فلماذا على سمير جعجع أن يمتثل لمشيئة جبران ويُسرّ إليه موقفه؟ هل سمير جعجع عضو في «تكتل لبنان القوي» ليطلب منه باسيل أن يحدد موقفه؟ ما كان ينقص جبران سوى إحالة سمير جعجع إلى المجلس التحكيمي، فيمثل أمام أعضائه، السيدة ريا الداعوق والدكتور ناجي غاريوس والنائب نيكولا صحناوي ورومل صابر وخليل حمادة، بتهمة أنه لم «يعلن بوضوح موقفه من ترشيح قائد الجيش»، فيصار إلى «استجوابه» والطلب اليه الاعتذار عما لم يقم به، تحت طائلة الطرد من «التيار»، وتسليم بطاقته الحزبية!
ماذا تفعل يا جبران؟ أي هرطقة سياسية تمارس؟ وأي هذيان سياسي تمر به؟ هل وصل بك «جنون العظمة» أن تطلب من الآخرين أن يكشفوا أوراقهم السياسية أو أن يقدِّموا فروض الطاعة لك؟
على الهامش، ربما فات جبران باسيل بأن الاقتراع سري وأن النواب غير مضطرين لأن يقولوا لمَن اقترعوا.
أكثر من ذلك، هل يعرف جبران باسيل أن أداءه الاستعلائي والتضليلي والتدميري هو الذي دمّر اتفاق معراب، وفوّت على المسيحيين ترجمة صلح تاريخي كان سيجنبهم الخلافات لعشرات السنين إلى الامام؟
ولأن جبران باسيل شغوف بالشفافية، هلا يشافف الرأي العام ويكشف له كيف أسقط اتفاق معراب؟ هل يعدد له جشعه وشبقه إلى السلطة والمناصب؟ (لمن يريد الاستزادة، أنصحه بمراجعة النائب ابراهيم كنعان، شريك إنجاز اتفاق معراب)، هل يشافف الرأي العام ويكشف له كيف حاول بشتى الطرق السعي لإصدار مذكرة توقيف بحق الدكتور جعجع إثر حادثة الطيونة؟ وهذا على سبيل المثال لا الحصر.
جبران باسيل أنت مَن يُسأل ويُساءل، ولست بالتأكيد مَن يسأل!
جبران، إذا كان هناك بين مستشاريك مَن ورّطك بهذه التغريدة، فنصيحة لوجه الله: أطرده. أما إذا كانت من بنات أفكارِك، فاطرد شياطين الهوس من رأسِك.