تبادل الجانبان اللبناني والإسرائيلي المسؤولية عن الخروق الحاصلة في اتفاق وقف إطلاق النار، الأمر الذي قاد إلى ارتفاع وتيرة القصف الإسرائيلي على جنوب لبنان ما أدى إلى وقوع ضحايا، السبت، هذا في وقت من المرجح أن تبدأ لجنة مراقبة وقف إطلاق النار عملها يوم الأحد.
ريتشارد ويت، مدير مركز التحليل السياسي والعسكري في معهد هدسون، من واشنطن قال لقناة “الحرة” إن هذه الخروق تهدد “هشاشة” الاتفاق، وإن تبادل الاتهامات بين الجانبين هو أمر متوقع، داعيا الجهات المعنية للتنسيق فيما بينها للحد من هذه الخروق.
لكن المشكلة ليست في هذه الخروق، بحسب ويت، بل عدم معرفة مصير اتفاق وقف إطلاق النار وإلى أي مدى سيدوم وهل سيتحول إلى اتفاق دائم بعد انقضاء فترة الستين يوم.
الشيء المهم الآخر، بحسب ويت، هو “هل سيكون الجيش اللبناني قادرا على سد الثغرات ومنع تهديدات حزب الله”.
ويضيف ويت أن تأخر بدء عمل اللجنة المعنية بمراقبة تنفيذ وقف إطلاق النار يعود إلى أسباب عدة أبرزها أن اللجنة حديثة التأسيس وتحتاج إلى فترة من الوقت لترتيب الأمور قبل البدء بتنفيذ ما مطلوب منها.
السبب الآخر برأي ويت هو إنشغال واشنطن بعملية انتقال السلطة وتسنم الرئيس المنتخب دونالد ترامب منصبه في يناير المقبل، مع توقعات بأن لا يكون ملف عمل اللجنة من ضمن أولويات الإدارة الأميركية المقبلة، حسب تعبيره.
وتسابق لجنة الإشراف الخماسية على تطبيق قرار وقف إطلاق النار بين إسرائيل ولبنان الزمن لمنع توسع الانتهاكات التي بدأت تزداد وتيرتها بشكل كبير وفق الجانبين الأمر الذي أدى خلال الأيام الأربعة الأولى إلى ارتفاع كثافة النيران في جنوب لبنان بشكل بات يهدد بنسف الاتفاق.
لجنة الإشراف على آلية تنفيذ الاتفاق ستعقد بحسب مصادر لبنانية أول اجتماعاتها قريبا في مقر وحدة الأمم المتحدة في الناقورة الحدودية برئاسة الجنرال الأميركي جاسبر جيفرز من قيادة العمليات الخاصة المركزية لبحث الانتهاكات التي أعلن الطرفان حصولها حتى الساعة.
وأفادت مصادر عسكرية لبنانية بأن انعقاد الاجتماع الأول ينتظر وصول الجنرال الفرنسي في الأيام المقبلة وموافقة الحكومة اللبنانية على خطة العمليات التي سيتقدم بها الجيش اللبناني لتعزيز انتشاره جنوب نهر الليطاني.
وفيما الانظار شاخصة إلى استهلال اللجنة لعملها، توغلت الدبابات الإسرائيلية إلى مناطق في بلدات عيترون والخيام وبنت جبيل والطيبة جنوب لبنان، حيث وصلت بحسب مصادر أمنية لبنانية إلى مناطق كانت قد عجزت عن الوصول إليها خلال فترة الحرب.
كذلك أعلنت وزارة الصحة اللبنانية سقوط قتلى وجرحى جراء غارتين اسرائيليتين استهدفتا سيارة ومنزلا بالقرب من مديني صور وصيدا الجنوبيتين، كما أعلن الجيش الإسرائيلي، تنفيذ ضربة على ما قال إنها مواقع لبنى تحتية عسكرية قريبة من الحدود بين سوريا ولبنان يستخدمها حزب الله لتهريب أسلحة، وذلك في اليوم الرابع من سريان وقف إطلاق النار.