أتم نادي تشيلسي الإنجليزي أولى خطوات محاكاة النموذج الاستراتيجي متعدد الأندية الذي لجأ إليه منافسه مانشستر سيتي محققاً نجاحات كبرى على الصعيدين الرياضي والتجاري، حيث أعلن التحالف الاقتصادي “بلو كو” المالك لتشيلسي، أمس الخميس، عن شراء نادي ريسنغ ستراسبورغ الفرنسي.
وعلى رغم عدم الكشف عن قيمة الصفقة لكن صحيفة “الغارديان” البريطانية وعدداً من التقارير الصحافية الفرنسية أكدوا أن التحالف الاقتصادي الذي يمثله الملياردير الأميركي تود بوهلي استحوذ على ما يقرب من 100 في المئة من ملكية النادي الفرنسي مقابل 75 مليون يورو (82.13 مليون دولار).
وبموجب تلك الصفقة سيستثمر تحالف “بلو كو” في الفرق الأولى في ستراسبورغ وأكاديميته بينما سيحتفظ مارك كيلر بمنصب رئيس النادي الذي تولاه منذ 2012 عندما كان النادي يواجه خطر التصفية.
ومنذ ذلك الحين، ارتقى ستراسبورغ من دوري الدرجة الثالثة الفرنسية إلى الدرجة الأولى حيث لعب في آخر ستة مواسم وفاز بكأس رابطة الأندية الفرنسية في 2019، وأنهى الموسم الماضي في المركز الـ15 في الدوري.
وقال كيلر في بيان إنه “يوم مهم بالنسبة لريسنغ، كنا نفكر أنا وأصدقائي من حاملي الأسهم في هذا الأمر في العامين الماضيين”.
“بنينا نادياً بحالة جيدة على كل المستويات ويدار بصورة جيدة، وعلى رغم عدم وجود ضرورة مالية، كنا نعي أننا وصلنا لسقف نموذجنا”.
وأضاف “إذا أردنا مواصلة دفع ريسنغ للأمام نحو بعد جديد، كنا بالضرورة في حاجة لهيكل قوي قادر على تعزيز تطورنا وطموحنا”.
وكان النادي اللندني تشيلسي عانى فترة صعبة خلال موسم (2021 – 2022) حينما حجزت الحكومة البريطانية عليه من بين ممتلكات عدة للملياردير الروسي رومان أبراموفيتش، المقرب من رئيس بلاده فلاديمير بوتين، وذلك على خلفية الحرب الروسية – الأوكرانية التي اندلعت في الـ24 من فبراير (شباط) 2022.
تشيلسي الذي كان آنذاك بطل دوري أبطال أوروبا وجد نفسه وسط أزمة كبرى كادت تهدد بإفلاسه واستبعاده من المسابقات المحلية والقارية لولا حرص الحكومة البريطانية على سرعة إيجاد حل له، بحيث تم بيعه في مايو (أيار) الماضي إلى تحالف “بلو كو” مقابل نحو 4.81 مليار يورو (5.2 مليار دولار) في صفقة قياسية على المستوى الرياضي.
ويظهر الأميركي بوهلي في صدارة المشهد كممثل للتحالف الاقتصادي لكن أسهم الغالبية تعود ملكيتها إلى شركة “كليرليك كابيتال” التي تتخذ من كاليفورنيا مقراً لها.
ويمتلك بوهلي خبرة في الإدارة الرياضية حيث يشترك في ملكية نادي لوس أنجليس دودجرز الأميركي للبيسبول.
وأنفقت الإدارة الجديدة لتشيلسي ما يزيد على 611 مليون يورو (664 مليون دولار) لدعم صفوف الفريق بـ23 صفقة جديدة في الموسم الماضي ليصبح النادي الأعلى إنفاقاً على الصفقات في موسم واحد عبر التاريخ.
وذكر تقرير لصحيفة “ديلي ميل” البريطانية أن تحالف “بلو كو” بحث محاكاة نموذج مجموعة “سيتي” لكرة القدم التي بدأت بنادي مانشستر سيتي، بطل الدوري الإنجليزي ودوري أبطال أوروبا، وامتدت لتشمل 12 نادياً في معظم القارات، وهو نفس النموذج الذي تتبعه مجموعة “ريد بول” الرياضية.
وستكون خطوة انضمام ستراسبورغ إلى تشيلسي هي بداية لمخطط ضم أندية من بلجيكا والبرتغال والبرازيل وغيرها.
وسيكون هناك تبادل للموارد والخبرات من قبل تشيلسي بينما ستسمح لهم الشراكة باستخدام ستراسبورغ للمساعدة في تطوير اللاعبين الشباب، بمن في ذلك أولئك القادمون من خارج أوروبا، الذين يفتقرون لقدرات الانتقال الفوري إلى الدوري الإنجليزي الممتاز.
وقال بوهلي في حديثه عن خططه في سبتمبر (أيلول) الماضي “لقد تحدثنا عن وجود نموذج متعدد الأندية، أود الاستمرار في بناء البصمة، هناك دول مختلفة حيث توجد مزايا لامتلاك أندية”.
“هدفنا هو ضمان مسارات لنجومنا الشباب للوصول إلى ملعب تشيلسي مع توفير الوقت الحقيقي لهم، وللقيام بذلك يكون من خلال فريق آخر في دوري تنافسي حقيقي في أوروبا”.
وقال بيان رسمي لتحالف “بلو كو” تعليقاً على الصفقة “إنه لشرف لنا أن نكون جزءاً من هذا النادي التاريخي، نحن ملتزمون بالحفاظ على تراثه ونركز على العمل بشكل وثيق مع مارك وفريق إدارته لمواصلة العمل الممتاز الذي كانوا يقومون به”.
“هذا الاستثمار الاستراتيجي سيعزز وجودنا في كرة القدم الأوروبية، إلى جانب ملكيتنا لتشيلسي، نعتقد أنه سيخلق فرصاً ضخمة لمشاركة المعرفة والخبرة”.