كشفت إحدى روبوتات الدردشة العديدة أن الاستيلاء العسكري على تايوان أمر محتمل، علماً أنه هذه الروبوتات الحائزة موافقة الحكومة الصينية تسمى “تشات بوت” وتعمل بالذكاء الاصطناعي، ويبدو أنها تتبع الخط الرسمي للحزب الشيوعي الحاكم.
وتعيش جزيرة تايوان في ظل نظام ديمقراطي ذات حكم ذاتي منذ انشقاقها عن البر الصيني إثر حرب أهلية عام 1949 وقد زعمت الصين أنها جزء من أراضيها.
واعتبرت روبوتات الدردشة بأن تايوان جزء لا يتجزأ من الصين.
وفي هذا السياق، وافقت الحكومة الصينية أخيراً على طرح عدد من روبوتات الدردشة التي تعمل بالذكاء الاصطناعي لكي يتم استخدامها في البلاد بما فيها روبوت أطلق عليه اسم “إيرني” Ernie طورته شركة التكنولوجيا العملاقة “بايدو” Baidu وروبوت “دوباو” Doubao الذي أطلقته الشركة المالكة لتطبيق “تيك توك”، “بايت دانس” ByteDance.
عندما قامت شركة البرمجيات “بلومبيرغ” باختبار بعض هذه الخدمات المدعمة بالذكاء الاصطناعي لمعرفة كيفية تأثير رقابة الحكومة على دقة المعلومات التي تزودها تلك الروبوتات، وجدت أنها تلقت تدريباً لاتباع خط الحزب الشيوعي الحاكم.
وعندما سوئلت الروبوتات التي أجري عليها الاختبار عما إذا كانت تايوان دولة، أجابت كلها بأن الجزيرة التي تتبع حكماً ذاتياً جزء من الصين، وأفيد بأن روبوت الدردشة “إيرني” الذي أطلقته شركة “بايدو” قال إن استيلاءً عسكرياً صينياً على تايوان هو أمر محتمل الحدوث.
ووصف روبوت “زيبو” Zhipu الوضع الاقتصادي الحالي في الصين والذي يعتبره الخبراء في أضعف مراحله خلال العقود الأخيرة، بأنه “مزيج من الأفراح والأحزان معاً”، بحسب ما أفادت “بلومبيرغ”.
ووصف روبوت دردشة آخر يعرف باسم “سانس تايم” SenseTime الوضع الاقتصادي “بالمستقر للغاية”.
وأفاد التقرير بأنه لدى الطلب من الروبوت “إيرني” الإجابة عن أسئلة اعتبرت “ذات محتوى حساس”، تبين أنه “غير الموضوع” فيما عمد الروبوت “زيبو” إلى محو إجابته في حال وجدها “مثيرة للجدل”.
ويتم تدريب أدوات الذكاء الاصطناعي تلك من خلال تحليل كميات كبيرة من البيانات للإجابة عن أسئلة المستخدمين بواسطة أجوبة فريدة شبيهة بأجوبة الإنسان.
فعلى سبيل المثال، أظهر تطبيق “تشات جي بي تي” ChatGPT الذي طرحته شركة “أوبن أي أي” OpenAI نطاقاً واسعاً من القدرات بدءاً من تلخيص بحث معقد إلى الإجابة عن أسئلة منطقية، فضلاً عن التوصل إلى حل امتحانات كليات الأعمال والطب التي تعتبر اجتيازها حاسماً للطلاب.
وسعى عدد من الشركات الصينية إلى بناء نسختها الخاصة من روبوتات الدردشة المدعمة بالذكاء الاصطناعي مما دفع الهيئة الرقابية الصينية على المجال السيبراني إلى إصدار أنظمة أساسية لكي تتبعها الشركات التي تطور خدمات تعمل بالذكاء الاصطناعي، ولكن قبيل إطلاق روبوتات الدردشة تلك، بذلت الحكومة الصينية جهوداً على مدى أشهر طويلة لتنظيم قطاع إنتاج الذكاء الاصطناعي.
وسعت بعض الأنظمة المقترحة إلى التأكد من أن محتوى أنظمة الذكاء الاصطناعي الصينية يعكس “القيم الشيوعية الجوهرية” ويتجنب المعلومات التي تقوض “سلطة الدولة” أو “الوحدة الوطنية”.
وأدى إطلاق شركة “بايدو” لروبوت الدردشة “إيرني” للاستخدام العام يوم الخميس إلى ارتفاع أسعار أسهم الشركة بأكثر من 3 في المئة بعيد الإعلان عن طرحه.
كما أطلقت شركات ذكاء اصطناعي أخرى على غرار “بايشوان” Baichuan و”زيبو” نماذجها اللغوية الشبيهة بتطبيق “تشات جي بي تي”، الخميس.
وأصدر الحزب الشيوعي الحاكم قوانين في 15 أغسطس (آب) تطلب من شركات التكنولوجيا إجراء مراجعة أمنية على روبوتات الدردشة الخاصة بها والحصول على الموافقات قبل أن تطلق منتجاتها بشكل رسمي للاستهلاك العام.
كما تتطلب تلك الأنظمة من الشركات التي تزود خدمات تعمل بواسطة الذكاء الاصطناعي الامتثال لطلبات البيانات الحكومية، وهي قواعد غير موجودة حالياً في الولايات المتحدة.