ومما سرّبه الإعلام الإسرائيلي معلومات عن إعطاء ترامب ضوءاً أخضر للمبعوث الأميركي آموس هوكتشاين لمواصلة مساعيه للتوصل إلى وقف إطلاق نار بين لبنان وإسرائيل. علماً بأن المعلومات الدقيقة تؤكد أن هوكشتاين سيبقى في منصبه حتى نهاية ولاية بايدن، وطالما أنه في هذا المنصب فيفترض به التنسيق مع إدارة بايدن من جهة، ومع فريق عمل ترامب كرئيس منتخب من جهة أخرى، بانتظار أن يسلّم الملف لشخصية أخرى إلا اذا ارتأى ترامب إعادة تكليفه بمتابعة المهمة.
في هذا السياق، يدور الكلام عن زيارة محتملة سيجريها هوكشتاين إلى المنطقة سعياً وراء تحقيق وقف إطلاق النار، بينما يعتبر آخرون أنه لا بد من انتظار لقاء بايدن وترامب الذي سيعقد يوم الأربعاء، وسيتم البحث خلاله في الحرب على غزة ولبنان، وبناء على هذا الاجتماع يمكن أن يتحرك هوكشتاين مجدداً. وفي حال استمرّ هوكشتاين في منصبه مع ترامب، فهذا سيعود وراءه سبب أساسي هو تأييد إسرائيل لهذا الخيار.
وهناك تخوف من أن يطيل نتنياهو أمد الحرب إلى سبتمبر 2025 موعد الانتخابات الإسرائيلية، والتي يسعى إلى الفوز فيها مجدداً بالرهان على الحروب التي يخوضها والانجازات العسكرية والأمنية التي يحققها وفق ما يعتبر. الضخ الإسرائيلي الكبير حول إمكانية الوصول إلى اتفاق لوقف إطلاق النار مع لبنان قريباً، لا يرى فيه اللبنانيون جدية، بل يضعونه في خانة الحروب النفسية التي يعتمدها الإسرائيليون منذ أكثر من سنة بغزة، كما في لبنان.
وبمواجهة التسريبات الإسرائيلية المقصودة حول قرب إنجاز اتفاق لوقف النار، تستبعد مصادر لبنانية متابعة أي إمكانية للوصول الى هذا الأمر، لا سيما أن نتنياهو لم يحقق الأهداف التي وضعها، وحزب الله لا يزال يمتلك قوة كبيرة في إطلاق الصواريخ ومنع سكان الشمال من العودة، مما يعني أن أي وقف لإطلاق النار سيمنح الحزب انتصاراً.
وترجح المصادر أن يكون تسريب الأجواء الإيجابية جزء من الحرب النفسية، وأن وقف الحرب قد يحصل إذا تعرضت إسرائيل لضربات قاسية وخسائر كبيرة، أو أن تلجأ إسرائيل إلى تغيير استراتيجيتها العسكرية بوقف العملية البرية مقابل استمرار عملياتها الجوية، أو تأجيل توسيع العملية البرية مع استمرار الضربات المتبادلة إلى الربيع المقبل ومع تغير عوامل الطقس تطلق معركة برية جديدة وموسعة في محاولة لفرض أمر واقع عسكري تستثمره في أي مفاوضات ستطلقها إدارة ترامب بعد تشكلها.