مع استمرار المراوحة التي دخلت مرحلة الجمود في الملف الرئاسي، أثارات الرمايات المتبادلة التي سجلت على محاور مزارع شبعا بين ««حزب الله» والجيش الإسرائيلي أمس، القلق في بيروت من احتمال توسع الحرب في غزة إلى لبنان، لكن معطيات دولية وإقليمية اوحت بأن الوضع سيبقى ممسوكا، إلا في حال محاولة اسرائيل اقتحام قطاع غزة تعويضا عن مهانة لحقت بجيشها في المواجهة مع «حماس».
وتبنى «حزب الله» قصف ثلاثة مواقع للاحتلال الإسرائيلي في رويسات العلم والسماقة والرادار في مزارع شبعا، وسارع الاسرائيليون الى الرد على مواقع الحزب في تلال كفرشوبا المقابلة، وفيها الخيمة التي نصبها الحزب على الحدود رافعة علمه، وقال الناطق باسم الجيش الاسرائيلي افيخاي أدرعي أن المدفعية الاسرائيلية قصفت المنطقة اللبنانية التي تم إطلاق النار منها، طائرة مسيرة قصفت الخيمة التي كان الحزب اشترط لرفعها انسحاب الاسرائيليين من النصف اللبناني لبلدة الغجر، إلا أن قناة «المنار» ذكرت: أن خيمة حزب الله عادت وانتصبت في مكانها مقابل موقع زبدين المستهدف صباحا.
وحذر أدرعي، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، أن «الجيش الإسرائيلي على استعداد لمواجهة جميع السيناريوهات، وسيواصل حماية أمن سكان دولة إسرائيل»، طالبا من المستوطنين على الحدود البقاء قرب الملاجئ، ثم في تعليمات اضافية نصحهم بالانتقال الى منازل أقارب أو اصدقاء في الداخل، مع التحليق المتواصل لطائرات الاستطلاع الاسرائيلية، فوق مزارع شبعا والمناطق المتاخمة.
ونشطت الاتصالات الدولية والإقليمية على مستوى قيادة القوات الدولية العاملة في جنوب لبنان «اليونيفيل» للحث على ضبط النفس.
وتقول إذاعة «صوت لبنان»، الناطقة بلسان حزب «الكتائب»، إن عددا من المسؤولين الاميركيين تواصلوا مع نظرائهم اللبنانيين لاحتواء تصعيد حركة «حماس»، حسبما لفت البيت الابيض.
وكتبت المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان يوانا فرونتسكا عبر منصة «X»، قائلة: «أشعر بقلق بالغ إزاء تبادل إطلاق النار عبر الخط الأزرق».
ورأت انه «من المهم أكثر من أي وقت مضى التزام وقف الأعمال العدائية والتطبيق الكامل للقرار 1701، لحماية لبنان وشعبه من المزيد من التصعيد»، مشيرة إلى أن مكتب المنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان، سيواصل بالتنسيق مع اليونيفيل، ويبذل كل ما في وسعه لدعم الجهود الرامية إلى حماية أمن لبنان واستقراره».
وقرأت المصادر المتابعة، فيما كتبته المنسقة الخاصة للأمم المتحدة، رسالة موجهة الى «حزب الله» لدعم الجهود الرامية الى حماية امن لبنان واستقراره.
ومن جهته، أعلن الجيش اللبناني في بيان انه نفذ اعتبارا من أمس الأول انتشارا في المناطق الحدودية وقام بتسيير دوريات، وانه يتابع الوضع عن كثب بالتنسيق مع قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان.
ولاحقا افادت وكالة الأنباء «المركزية» بأن الإسرائيليين كثفوا القصف على مناطق مفتوحة في مزارع شبعا، وانهم لا يريدون التصعيد، في وقت افادت وسائل إعلام إسرائيلية بإطلاق صواريخ القبة الحديدية قرب مستوطنة كريات شمونة على حدود لبنان.
وكتب النائب اللبناني فريد هيكل الخازن، في منصة «X»: ان التطورات تؤكد أن القضية الفلسطينية لن تموت، وأن صاحب الحق سيظهر للظالم مهما طال الزمن.
بدوره، النائب قبلان قبلان، عضو هيئه الرئاسة في حركة «أمل»، كتب على منصة «X» يقول: ها هم الشرفاء يفتحون باب التحرير الواسع.
وأمل رئيس «المجلس الوطني لرفع الاحتلال الايراني» النائب السابق فارس السعيد، عدم تدخل حزب الله في حرب غزة «بقدر ما نأمل الشجاعة والنجاح للفلسطينيين فيما يختارون على أرضهم».
على صعيد الملف الرئاسي لا جديد يذكر، وقد حذر رئيس «الكتائب» سامي الجميل من تحول لبنان الى دولة بوليسية قمعية، إذا نجح محور «الممانعة» في فرض مرشحه للرئاسة، وقال، في حفل قسم اليمين الحزبية لعدد من المنتسبين الجدد في اقليم المتن: «إذا خطفنا وسمحنا لحزب الله وحلفائه بفرض رئيس جمهورية جديد على لبنان لست سنوات، فإننا نحذر من تحويل لبنان الى دولة بوليسية قمعية».
وأبدى الجميل استعداد الأحزاب للقبول بشخصية توافقية: عدا حزب الله المصر على فرض مرشحه، ودعا الى اقامة جبهة موحدة للخروج من عملية خطف لبنان، من جانب ميليشيا مسلحة عقائدية تحاول ان تقرر من يكون رئيس لبنان بالفرض، والتفضيل وقال: نحن نتعرض لمحاولة احتلال بعناصر لبنانية تتلقى أوامرها من الخارج.