اليوم، لأول مرة، يغيب اسم مدير مكتب «الأنباء» في بيروت عن رسالته الرئيسية اليومية.
الزميل الأستاذ عمر حبنجر انتقل الى رحمة الله تعالى، صبيحة اليوم الجمعة، عن عمر ناهز 84 عاما.
وبالعودة الى الرسالة، فما زال الوضع متفجرا في جنوب لبنان، مع مواصلة جيش الاحتلال أعماله الحربية، واستخدامه سلاح «الفوسفور» في قصفه للمناطق الحدودية، متلازما ذلك مع التصريحات التهديدية للمسؤولين الإسرائيليين.
هذه التطورات الأمنية البالغة والتي جسدتها الغارة الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت وأدت الى مقتل نائب رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» صالح العاروري، أثارت قلقا استدعى دعوة وزارة الخارجية الكويتية، في بيان، مواطنيها «المتواجدين في الجمهورية اللبنانية الى توخي الحيطة والحذر، أو المغادرة الطوعية، تفاديا لأي تصعيد عسكري في المنطقة جراء العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة وتداعياته»، بحسب «كونا».
هذا الوضع فرض على المسؤولين اللبنانيين متابعة حثيثة لمآل الأمور، وقد اجتمع وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بوحبيب بمستشار الرئيس الأميركي جو بايدن لشؤون الشرق الأوسط بريت ماك غورك في البيت الأبيض، وتم البحث في ضرورة الاستمرار بالجهود الديبلوماسية الاميركية الرامية الى تحييد لبنان عن الحرب في غزة، واكد الطرفان على أهمية نجاح مهمة المبعوث الرئاسي عاموس هوكشتاين من اجل وقف التصعيد في لبنان والمنطقة، كما بحث الطرفان في السبل التي يمكن أن تؤدي الى السلام في المنطقة، واكد بوحبيب ان الممر الوحيد لذلك هو السلام مع الفلسطينيين بالدرجة الاولى. وتطرق النقاش الى أزمة النزوح السوري الى لبنان ومدى امكانية عودة النازحين الى المناطق الآمنة في سورية.
اجتماع بو حبيب – ماك غورك جاء مترافقا مع تركيز الوسط السياسي على ما سيبلغه الموفد الرئاسي الأميركي عاموس هوكشتاين للمسؤولين اللبنانيين، ومتزامنا مع زيارة الخارجية الأميركية أنتوني بلينكن منطقة الشرق الأوسط، للمرة الخامسة من 7 أكتوبر، لاستشفاف ما يمكن للدخول في الحلول المعقولة.
ويأتي ذلك معطوفا على المحادثة الهاتفية بين بلينكن، قبيل وصوله المنطقة، ونظيرته الفرنسية كاترين كولونا، وإفصاح الناطق باسم الخارجية الأميركية ماثيو ميلر عن انهما «بحثا عبر الهاتف يوم الأربعاء أهمية التدابير لمنع توسع الحرب في غزة، بما في ذلك اتخاذ خطوات إيجابية لتهدئة التوترات في الضفة الغربية وتجنب التصعيد في لبنان وإيران».
إلا أن ما جعل الوضع أكثر تعقيدا، عشية وصول بلينكن، قول رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو لهوكشتاين، خلال اجتماعهما، بحسب محطة «سي ان ان»: إسرائيل ملتزمة بإحداث «تغيير جوهري» على حدودها مع لبنان.
والى جانب القلق الكبير في بيروت، كانت هناك حركة ديبلوماسية للسفير الفرنسي لدى لبنان هرفيه ماغرو الذي أكد، أثناء لقاء له مع «الرابطة المارونية»: «أن جهد بلاده منصب لضمان عدم جر لبنان إلى التصعيد الجاري في الإقليم»، معلنا ان «أن الوزير جان ايف لودريان سيكون قريبا في بيروت لمتابعة مهمة اللجنة الخماسية في السعي لإيجاد حل لازمة الشغور الرئاسي».
وفي هذا السياق، يقع ما قاله رئيس حزب «القوات اللبنانية» د.سمير جعجع، خلال لقائه مختارين من مناطق مختلفة، أن الوضع العام في لبنان غامض جدا وغير مستقر، باعتبار ان كل الاحتمالات واردة، اذ ان أحداث «7 أكتوبر» ما زالت تتفاعل بشكل كبير وباتجاهات مجهولة النتائج، فتداعياتها وصلت الى منطقة البحر الاحمر، مع التوقف عند اغتيال صالح العاروري في الضاحية، بالاضافة الى الانفجار الذي شهدناه في ايران عند قبر قاسم سليماني، ناهيك عن القصف الذي استهدف القياديين في فصيلة النجباء في العراق.
وتطرق رئيس «القوات» الى الوضع في الجنوب، فقال: إن «حزب الله» لا يريد التدخل في الحرب، على ما يبدو، بل جل ما يسعى اليه إثبات تواجده وتعزيز العمل على تحقيق القدر الأكبر من المكاسب الداخلية الى جانب تحقيق ايران مكتسبات اضافية على مستوى المنطقة.
ميدانيا، استمر تحليق الطيران الاستطلاعي المعادي صباح اليوم الجمعة، فوق قرى القطاعين الغربي والأوسط، وصولا الى مشارف مدينة صور، وسط استمرار اطلاق القنابل المضيئة فوق القرى الحدودية المتاخمة للخط الأزرق.
وكان العدو الإسرائيلي قصف بمدفعيته الثقيلة، أطراف بلدات: الناقورة، جبل اللبونة، علما الشعب، طيرحرفا، الضهيرة، حولا، مارون الراس وأطراف بيت ليف ورامية.
واللافت أن العدو وسع جغرافية استهدافاته، واستعمل أسلحة أخطر وأشد فتكا، بخاصة القذائف الفوسفورية التي أطلقها أمس على عدد من البلدات الجنوبية، وشنت الطائرات الحربية المعادية غارتين بين بلدتي شيحين ومجدل زون.
من جهة أخرى، نفت ادارة مستشفيات مدينة صور التي استقبلت جرحى الاعتداء على منزل في بلدة الناقورة، منذ يومين عدم القيام بواجبهم لجهة الطبابة واجراء العمليات اللازمة كما تم التداول على بعض وسائل التواصل الاجتماعي، مؤكدة أن المصابين تلقوا العلاج اللازم على نفقة وزارة الصحة العامة.
واعلن حزب الله، في بيان، عن استهدافه تجمعا لجنود العدو في محيط ثكنة شوميرا (قرية طربيخا اللبنانية المحتلة) بالأسلحة الصاروخية وأصابوهم إصابة مباشرة.