إعادة اللاجئين السوريين إلى بلدهم، وتر يعزفه مرشّحو الانتخابات الرئاسية التركية، لما يحمله من تبعات سياسية داخل تركيا.
ووعد كمال كليجدار أوغلو، مرشّح المعارضة، والمرشّح الأبرز في وجه الرئيس الحالي رجب طيب أردوغان، في أكثر من مناسبة بإعادة السوريين إلى بلدهم، رافعًا ورقة ضغط جديدة على الاتحاد الأوروبي لتمويل تلك العودة، أو لفتح أبواب الهجرة من تركيا نحو أوروبا.
وفي الخامس من مايو/ أيار الحالي قال: “سنبني منازل اللاجئين السوريين والطرق والمدارس ورياض الأطفال بتمويلات من الاتحاد الأوروبي”، مضيفًا أنّه في حال لم يوفر الأوروبيون تلك التمويلات “فلن أُبقيهم في تركيا، وسأفتح الأبواب وبإمكانهم الذهاب أينما شاؤوا”.
“العودة الطوعية”
وبدأت الحكومة التركية الحالية التي يتزعّمها “حزب العدالة والتنمية”، عملية إعادة السوريين إلى بلدهم.
وتشير الأرقام إلى أن أكثر من نصف مليون من أصل ثلاثة ملايين ونصف لاجىء سوري في تركيا، قد عادوا إلى سوريا بين عامي 2016 و2022 ضمن خطة أشمل لإعادة توطين للاجئن السوريين في المناطق الشمالية الخاضعة لسيطرة المعارضة، وذلك في إطار سعي أنقرة إلى إنشاء “منطقة آمنة” شمالي سوريا حيث يوجد الجيش التركي بحجة تأمين الحدود.
وأكد الرئيس التركي أنّ العدد سيزداد ضمن ما يسمّيه دائمًا بـ”العودة الطوعية”.
وقال أردوغان، في 3 مايو 2022، إنّه منذ عام 2016 وحتى الآن، عاد نحو 500 ألف لاجىء سوري إلى الأماكن التي حوّلناها إلى مناطق آمنة”، مضيفًا أنّ “سياسة تركيا مستمرة عبر الحدود، وتدعم المشاريع التي تحفّز العودة الطوعية”.
وأشار إلى أنّ أنقرة تحضّر لمشروع جديد يُساهم في العودة الطوعية لميلون سوري كانوا ضيوفًا في أراضيها”.
انتقادات حقوقية دولية
في المقابل، انتقدت هيئات حقوقية، منها منظمة العفو الدولية، إعادة اللاجئين السوريين إلى بلدهم، في ظل عدم وجود حل سياسي للأزمة، إذ قد يواجه كثيرون منهم الاعتقال والتنكيل.
وقالت آنا شيا، الباحثة المعنية بحقوق اللاجئين والمهاجرين في منظمة العفو الدولية، إنّ “زعم تركيا بأنّ اللاجئين من سوريا يختارون العودة مباشرة إلى منطقة النزاع أمر خطير وغير نزيه. بل إنّ الأبحاث التي أجريناها تُظهر أنّ الناس يتعرّضون للخداع أو يُجبرون على العودة”.
بينما تُشير أرقام مفوضية اللاجئين التابعة للأمم المتحدة إلى أنّ نحو 346 ألف لاجىء سوري عادوا طوعيًا إلى بلدهم بين عامي 2016 و2022، منهم نحو 153 ألفًا عادوا من تركيا، و52 ألفًا من العراق، وألفان من مصر، و73 ألفًا من لبنان، و64 ألفًا من الأردن.