هو «عرس بيروت» الذي أحياه النجم عمرو دياب عند الواجهة البحرية للعاصمة اللبنانية التي تلألأت بالأبيض الذي طلب «الهضبة» ارتداءه كلباس موحّد تحوّل شالاً على كتف مدينة استعادت دفء أمسياتٍ كأنها حلم ليلة شوق.
فليل السبت لم يكن عادياً في بيروت التي زحف نحو 16 ألف شخص بالأبيض إلى واجهتها البحرية لملاقاة عمرو دياب الذي عاد إليها بعد غياب 12 عاماً، وأريد للحفل الذي أحياه أن يكون عنوانَ خلْع العاصمة وأسواقها الأسود الذي ارتدتْه منذ أن بدأ الانهيارُ المالي الأعتى وصولاً إلى انفجار المرفأ الذي لفّها بزنار من دم ودمار.
«بحر الشوق» لعمرو دياب كان على مدّ العين والنظر، وعلى امتداد أمواج الناس الذي تقاطروا أفواجاً إلى أمسية من العمر دشّنها الـ دي جاي العالمي رودج، وكأنها كانت إعلان «راجعين» مع كل الأمل و«اشتقنالك يا بيروت» بعد كل الألم.
ولم يحجب هدير الفرح الذي كان يملأ كل لبنان دويّ انتقادات لاذعة من قسم كبير من الجسم الصحافي اللبناني على خلفية تعهُّد جرى تداوله ووزعه متعهّد الحفل على الصحافيين لتوقيعه كـ «دفتر قيود» لتغطية حفل «الهضبة» وهو ما أثار غضبة في صفوف إعلاميين لم يتوانَ العديد منهم عن إعلان مقاطعة الأمسية.
وقد تساءل بعض الصحافيين هل هذه السابقة هي «دعسة ناقصة» من المنظّمين، مشيرين إلى أن عمرو دياب لم يسبق أن انزلق الى مثل هذه الخطوة، التي اعتُبرت انتهاكاً لحرية الصحافة وحقها في النقد، في حفلاته التي أحياها في دول عربية أخرى.
وتضمّنت الوثيقة التي جرى تداولها بكثافة على مواقع التواصل الاجتماعي أن يتعهّد الصحافيون بعدم انتقاد الحفل من خلال كتابة أي مقال أو منشور «من شأنه الإساءة لقيمة هذا الحفلة أو لشخصية عمرو دياب أو رودج أو الشركة المنظمة»، تحت طائلة الحذف «دون الحاجة لإنذار أو مراجعة القضاء وإن هذا الإقرار نهائي ولا رجوع عنه حاضراً أو مستقبلاً».
وقابل عدد من الصحافيين اللبنانيين هذه الوثيقة بإعلان مقاطعة الحفل نهائياً، احتجاجاً على ما وصفوه بأسلوب القمع ومصادرة الحرّيات، فيما أعلن آخرون حضروا الحفل أنهم فعلوا ذلك بصفة «فانز للهضبة».
يُذكر أن الحفلة واكبتْها اجراءات امنية مشدّدة استدعت قفل عدد من الطرق الرئيسية في العاصمة التي كان عروساً لاقَ بها… الأبيض.