رفض المسؤولون تقديم المزيد من التفاصيل عن نوع الهجمات المحتمل أن يقوم بها الحزب اللبناني، لكنهم قالوا إن الحزب لديه قدرات لا تمتلكها الجماعات الأخرى في المنطقة.
نقلت صحيفة “بوليتيكو” الأمريكية عن أربعة مسؤولين مطلعين على المعلومات الاستخبارية قولهم، إن هناك خطرًا متزايدًا من قيام مقاتلي حزب الله اللبناني بتنفيذ ضربات ضد الأمريكيين في الشرق الأوسط، وربما استهدافهم داخل الولايات المتحدة.
وقال المسؤولون إنه من المرجح أن يستهدف الحزب اللبناني بداية أفرادًا أمريكيين في منطقة الشرق الأوسط.
وقال اثنان من المسؤولين، إن وكالات المخابرات الأمريكية المعنية بجمع معلومات حول حزب الله تشير إلى أن الحزب قد ينوي تنفيذ هجمات ضد القوات الأمريكية أو الموظفين الدبلوماسيين في الخارج.
وأشار المسؤولون، إلى أن فرصة الهجوم على الأراضي الأمريكية تتزايد أيضًا مع تصاعد التوترات في المنطقة.
“حزب الله يمتلك قدرات لا تمتلكها الجماعات الأخرى”
وقال أحد المسؤولين لـ”بوليتيكو” في إشارة إلى هجوم محتمل على الولايات المتحدة: “قد يستغل حزب الله القوة التي يمتلكها، إنه أمر يدعو للقلق”.
ورفض المسؤولون تقديم المزيد من التفاصيل عن نوع الهجمات المحتمل أن يقوم بها الحزب، لكنهم قالوا إنه يمتلك قدرات لا تمتلكها الجماعات الأخرى في المنطقة.
وأكد المسؤولون أن لدى حزب الله شبكة دولية واسعة يمكنها أن تسهم في تنفيذ هجوم في الولايات المتحدة من خلال استخدام نشطائه.
واعتبرت “بوليتيكو” أن أيًا من السيناريوهين المحتملين، هجوم على الأراضي الأمريكية، أو على قوات أو دبلوماسيين في الخارج، من شأنه أن يوجه ضربة لإدارة الرئيس جو بايدن التي عملت على منع اتساع الحرب بين إسرائيل وحماس إلى صراع إقليمي وإبعاد القوات الأمريكية عن المعركة.
ومن المحتمل أيضًا أن يعيد واشنطن للمواجهة في الشرق الأوسط في وقت تحاول فيه صب تركيزها على مواجهة الصين وروسيا.
ورفض مجلس الأمن القومي ومكتب التحقيقات الفيدرالي والمركز الوطني لمكافحة الإرهاب التعليق.
لكن كبار المسؤولين في إدارة بايدن قالوا بشكل علني بعد 7 تشرين الأول/ أكتوبر، إنهم يعتقدون أن إيران والجماعات الموالية لها لا يسعون إلى حرب إقليمية أوسع أو مواجهة مع الولايات المتحدة.
وقد تعرضت القوات الأمريكية في الشرق الأوسط بالفعل لهجمات متعددة من قبل مجموعات أخرى ترتبط بإيران، بما في ذلك حركة النجباء، وهي جماعة عراقية شبه عسكرية.
وشنت هذه الفصائل ما لا يقل عن 127 هجومًا على القوات الأمريكية في العراق وسوريا منذ 17 تشرين الأول.
وردت الولايات المتحدة مرات عديدة على تلك العمليات، آخرها الهجوم على مقر حركة النجباء في العاصمة بغداد، في 4 كانون الثاني/ يناير والذي أسفر عن مقتل القيادي في الحشد الشعبي أبو تقوى السعيدي ومرافقه.
ومن غير الواضح إلى أي مدى ينسق حزب الله بانتظام مع هذه الجماعات، لكن كبار مسؤولي المخابرات في واشنطن أكدوا أن لدى الحزب اللبناني نفس الأهداف المتمثلة في عرقلة تواجد الجيش الأمريكي في المنطقة والبحث عن فرص لتنفيذ ضربات ضد القوات الأمريكية.
تاريخ في استهداف الأمريكيين
ومع ذلك، تجنب حزب الله منذ بدء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، شن هجمات كبيرة على إسرائيل أو القوات الأمريكية، وفقا للصحيفة.
إلا أن المجموعة لديها تاريخ في استهداف الأمريكيين والمصالح الأمريكية في الخارج.
وزُعم في عامي 2011 و2012، أن اثنين من العملاء المقيمين في الولايات المتحدة قاموا بمراقبة أهداف أمريكية وإسرائيلية في بنما وكذلك في مدينة نيويورك.
وتحمل الولايات المتحدة حزب الله، مسؤولية التفجير الذي استهدف سفارتها في بيروت في 18 أبريل/نيسان 1983، وأسفر عن مقتل 63 شخصًا.
وقال أحد المسؤولين إن وزارة الخارجية قامت بتعزيز إجراءات الأمن حول السفارة في الأسابيع الأخيرة بهدف حماية الدبلوماسيين الذين يعيشون في لبنان من أي هجوم محتمل.
وقال أندرو تابلر، الذي شغل منصب المبعوث الخاص لسوريا في وزارة الخارجية في عهد الرئيس السابق دونالد ترامب، إن “الجبهة اللبنانية جاهزة للاشتعال”.
وأضاف تابلر أن “هذه الميليشيات الإيرانية تستهدف الولايات المتحدة في مناطق شرق سوريا والعراق. الناس يركزون على مسرح غزة، ولكن ما يحدث في الخفاء أكبر بكثير من خلال الضربات التي توجهها إيران وميليشياتها”.
المواجهات على الحدود بين لبنان وإسرائيل
وتدور منذ الثامن من تشرين الأول/ أكتوبر، مواجهات بين حزب الله والجيش الإسرائيلي على الحدود الشمالية، اشتدت وتيرتها في الأيام الأخيرة.
وانطلقت هذه المناوشات في أعقاب هجوم حركة حماس في السابع من تشرين الأول على جنوب إسرائيل.
واستهدفت مسيّرات إسرائيلية يوم الإثنين، سيارة القائد العسكري بحزب الله وسام طويل في بلدة خربة سلم جنوبي لبنان، مما أدى إلى مقتله. ورد حزب الله يوم الثلاثاء بمهاجمة قاعدة للجيش الإسرائيلي بطائرات بدون طيار.
وشدد مسؤول أمريكي على أن هناك مخاوف من أن الجماعة قد ترد بقوة أكبر إذا لم تعمل إسرائيل على خفض وتيرة عملياتها في غزة.
وقال اثنان من المسؤولين الذين رفضوا الكشف عن هويتهم، إن المسؤولين الأمريكيين يعملون في الخفاء لتهدئة التوترات وتجنب تورط القوات الأمريكية في المعركة.
وقد دعمت الإدارة خطة من شأنها إبعاد حزب الله بعيدًا عن الحدود الشمالية لإسرائيل، مما يسمح لآلاف المستوطنين الذين فروا من القتال بالعودة إلى ديارهم. لكن أحد المسؤولين قال إن المحادثات توقفت في الأيام الأخيرة.
وخلال زيارته الرابعة لمنطقة الشرق الأوسط، قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن يوم الأحد: “هذه لحظة توتر عميق في المنطقة “، وأضاف أن “الصراع قد يتسع بسهولة”.