عاد بهاء الحريري، رجل الأعمال والابن الأكبر لرئيس الوزراء اللبناني الراحل رفيق الحريري إلى بيروت، مُجدِّدا رغبته في استعادة إرث تيار المستقبل واستكمال مسيرة والده.
وليست هذه المرة الأولى التي يعلن فيها بهاء الحريري عن عودته إلى لبنان وطرح نفسه كبديل لفشل أخيه الأصغر رئيس الوزراء الأسبق سعد الحريري، لكن مراقبين يشككون في قدرته على فرض نفسه لاسيما وأنه لا يحظى بثقل شعبي في الساحة السنية.
وقد وصل الحريري، إلى بيروت مساء الخميس، وقال في تصريح من المطار “سنحاول خلال وجودنا في لبنان زيارة كل المناطق. وبالنسبة إلى رؤيتنا، فهناك وقت للإعلان عنها”.
وأضاف “أنا مسرور بالعودة الى بيروت، وإني أستذكر في هذه المناسبة الوالد رحمه الله ومدى السعادة الذي كان يشعر بها لدى وصوله إلى هنا. لا بلد أجمل من لبنان، وسنرى ما يمكن أن نقوم به لما فيه خير البلد”.
وأكد “أننا أتينا لاستكمال مسيرة الرئيس الشهيد رفيق الحريري، فهناك مبادئ علينا تحقيقها وطوال حياتنا نسير على أساسها ونلتزمها”.
وردا على سؤال حول إمكانية التعاون مع أخيه سعد الحريري، قال “نحن سنكمل مسيرة الرئيس الشهيد وسعد هو أخي وحبيبي”.
وعن سؤال حول إذا كانت زياراته ستقتصر على المناطق السنية أو ستشمل مناطق مسيحية أيضا، أجاب “عنوان خطنا وعودتنا هو الاعتدال، وبيتنا مفتوح للجميع وهناك جملة خطوات سنقوم بها في المرحلة المقبلة”.
وعما إذا كان سيلتقي رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي، قال: “بإذن الله”.
وذكرت مصادر مطلعة أن زيارة بهاء الحريري إلى لبنان ستستمر أكثر من أسبوعين يعتزم خلالها لقاء شخصيات وفاعليات والوفود الشعبية من مختلف المناطق اللبنانية.
وتعاني الساحة السنية في لبنان منذ العام 2022 من حالة فراغ بعد أن قرر رئيس تيار المستقبل في يناير من ذلك العام الانسحاب من المشهد السياسي، ومغادرة البلاد، في خطوة اعتبرها مراقبون هروبا من تحمل المسؤولية وعجزا عن مواجهة محور الممانعة الذي ابتلع لبنان وحوله إلى رهينة لديه.
وقد حاول بهاء الحريري في أكثر من مناسبة جس نبض الطائفة للعودة وشغل الفراغ الذي تركه أخاه الأصغر، لكن باءت محاولاته تلك بالفشل.
ويقول مراقبون إن عودته إلى بيروت هي محاولة جديدة من قبله لتحقيق اختراق لكن لا يبدو أن النجاح سيحالفه هذه المرة أيضا، فليس مجرد أن يكون ابن الحريري يعني أن المجال مفتوح له لوراثته سياسيا، كما أن امتلاكه للمال ليس جواز سفر لقلوب أبناء الطائفة.
وكان بهاء الحريري فعل حضوره في لبنان، في عام 2020 مع تأسيس منصة “صوت بيروت انترناشونال”، في خطوة شبيهة بتلك التي أقدم عليها الحريري الأب حينما قام في عام 1993 بتأسيس منبره الإعلامي المتمثل في تلفزيون المستقبل والذي كان لسنوات طويلة من أبرز المحطات التلفزيونية في لبنان.
لكن هذا المنبر لم يستطع الاستمرار في عهد سعد الحريري وتم إغلاقه في العام 2019.