أكد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الجمعة، أنه من «الملح للغاية» العمل للتوصل إلى حل دبلوماسي في لبنان، وحث إسرائيل على تجنب استهداف المدنيين، لكنه امتنع عن الدعوة إلى وقف فوري لإطلاق النار.
وأتت مواقف بلينكن بعد اجتماعه مع رئيس حكومة لبنان نجيب ميقاتي في لندن، غداة مشاركة الأخير في مؤتمر دولي لدعم لبنان استضافته باريس، وأكّد خلاله أنّ السلاح في لبنان ينبغي أن يكون محصوراً بيَد الدولة اللبنانية، وهو ما أثنى عليه رئيس البرلمان نبيه بري، شاكراً فرنسا ودول «مؤتمر الدعم»، وداعياً المجتمع الدولي إلى «المبادرة لوقفة إنسانية تاريخية جادة، وآن الأوان لإنقاذ الإنسان وإنقاذ لبنان من العدوان».
وقال بلينكن بعد اجتماعه مع ميقاتي في لندن: «نشعر بأنه من الملح للغاية التوصل إلى تسوية دبلوماسية والتنفيذ الكامل لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701، حتى يتحقق أمن حقيقي على طول الحدود بين إسرائيل ولبنان». وأكد أنه لا بد من «التوصل إلى التوافق الضروري للتطبيق الكامل» لهذا القرار.
وشدد وزير الخارجية الأميركية وفقاً لبيان صدر عن مكتب ميقاتي، على أن واشنطن «ما زالت تسعى للحل الدبلوماسي لوقف فوري لإطلاق النار والتزام كل الأطراف بالقرارات الدولية التي تضمن الاستقرار في المنطقة».
وأعرب «عن دعم الولايات المتحدة للمؤسسات الحكومية، لا سيما الجيش والقوى الأمنية»، وشدد على «أهمية الدور المناط بالجيش في تنفيذ القرار 1701». وشدد «على أهمية التوصل إلى حل دبلوماسي للنزاع القائم ووقف العنف».
وأنهى القرار الأممي 1701 حرب عام 2006 بين «حزب الله» وإسرائيل، ونصّ على تعزيز انتشار قوة الأمم المتحدة الموقتة (يونيفيل) وحصر الوجود العسكري في المنطقة الحدودية بالجيش اللبناني والقوة الدولية.
ودعا الوزير الأميركي كذلك إلى حماية المدنيين من دون أن يدعو صراحة إلى وقف لإطلاق النار. وأضاف: «نريد أن نتأكد من أنه في أماكن مثل بيروت، ثمة جهد فعلي لضمان أن يبقى الناس سالمين، وألا يقع المدنيون في مرمى النيران».
بدوره، أكد ميقاتي إصرار لبنان على «أولوية وقف إطلاق النار وردع العدوان الإسرائيلي، خصوصاً أن هناك أكثر من مليون و400 ألف لبناني نزحوا من المناطق التي تتعرض للاعتداءات. كما تنتهك إسرائيل القانون الدولي باعتدائها على المدنيين والصحافيين والطاقم الطبي». كما شدد على «التزام لبنان بتطبيق القرار 1701 كما هو، من دون تعديل». وقال: «المطلوب أولاً التزام حقيقي من إسرائيل بوقف إطلاق النار، لأن التجربة السابقة فيما يتعلق بالنداء الأميركي – الفرنسي المدعوم عربياً ودولياً، لوقف إطلاق النار أثرت على صدقية الجميع».
بري: آن الأوان لإنقاذ لبنان من العدوان
وشكر رئيس البرلمان نبيه بري، الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وفرنسا حكومة وشعباً، والاتحاد الأوروبي وكل الدول المشاركة، على تنظيم المؤتمر الدولي لدعم لبنان وسيادته؛ مالياً وسياسياً وإنسانياً. وقال بري في بيان له: «إن ما أفضى إليه المؤتمر من نتائج على مستوى الدعم المالي لإغاثة النازحين وتمكين ودعم الجيش اللبناني من أجل القيام بدوره في حفظ الأمن وصون السيادة الوطنية على كامل التراب الوطني، لا سيما في منطقة جنوب الليطاني إلى جانب قوات (اليونيفيل) إنفاذاً وتنفيذاً للقرار الأممي 1701، يرسخ لدينا القناعة بأن لبنان ليس وحده في مواجهة الخطر الوجودي الذي يتهدده».
وأضاف: «إننا نتطلع بالقدر نفسه من الأمل وعلى وجه السرعة، أن يلاقي المجتمع الدولي ما أفضى إليه المؤتمر من نتائج وتوصيات لكي يبادر إلى وقفة إنسانية تاريخية جادة، لقد آن الأوان لإنقاذ الإنسان وإنقاذ لبنان من العدوان».