صدى الارز

كل الأخبار
sadalarz-logo jpeg

زوروا موقع الفيديو الخاص بمنصة صدر الارز لمشاهدة كل جديد

مشاهدة متواصلة
تقاريرنا
sada el arz logo

زوروا موقع البث المباشر الخاص بمنصة صدر الارز لمشاهدة كل جديد

أرشيف الموقع
كل الفرق

بعد ضربة ترامب… الدولة لـ «حزب الله»: إياكم

في ظل أزمة خانقة ضربت مختلف القطاعات، ومع غياب شبه تام لمؤسسات الدولة عن أداء دورها الطبيعي، برزت قناة MTV كلاعب وطني فاعل، متجاوزة دور الإعلام التقليدي، لتؤدي دورًا إنمائيًا ومجتمعيًا مباشرًا. فمن إنارة الطرقات في المناطق المهمّشة، إلى تزفيت بعض الشوارع، مرورًا بمبادرات الدعم الإنساني والمساعدات الاجتماعية، أثبتت القناة أن المبادرة الفردية قد تُحدث فرقًا حين تغيب الدولة.

ولم تكتفِ MTV برفع الصوت أو نقل وجع الناس، بل تحرّكت على الأرض، مجنّدة مواردها وعلاقاتها وشراكاتها مع القطاعين العام والخاص لمواجهة بعض مظاهر الانهيار. واليوم، مع بداية عهد جديد يَعِد بالنهضة، تُكمل القناة دورها، ولكن هذه المرة في قلب العاصمة، حيث شاركت في مبادرة “بيروت نبض الحياة”، لتضيء وسط المدينة وتعيد إحياء رمزيته التاريخية والسياحية.

انطلقت مساء الجمعة من وسط العاصمة بيروت ورشة إعادة تأهيل ساحة الشهداء وإنارة ساحة النجمة، تحت شعار “بيروت نبض الحياة”، برعاية وحضور رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون واللبنانية الأولى نعمت عون. يشكّل مشروع “بيروت نبض الحياة” محاولة عملية لإصلاح جزء من المشهد المتعب في وسط العاصمة، بعد سنوات من التراجع والإهمال.

خلال حفل إطلاق المشروع ليل الجمعة، أكّد رئيس الجمهورية أن لبنان لن يُجرّ إلى الحرب، مشددًا على أهمية حماية الاستقرار كمدخل لأي نهوض اقتصادي وتنموي. وبرعايته لمبادرة “بيروت نبض الحياة”، أراد أن يوجّه رسالة واضحة: مرحلة جديدة بدأت، عنوانها البناء لا المواجهة، والحياة لا الفوضى. وتم ترسيخ هذه المبادرة بدفع مشترك من مختلف الجهات المعنية، من بينها رئاسة الحكومة بشخص الرئيس نواف سلام، بما يعكس حرصًا على إعادة الاعتبار إلى وسط العاصمة كأولوية وطنية.

المبادرة أطلقتها قناة MTV بالتعاون مع شركائها من الهيئات الاقتصادية والقطاعين العام والخاص، وبشكل خاص شركة “سوليدير” ومحافظة بيروت. وهي امتداد لمشروع سابق بدأ في تموز 2023، حين بادرت MTV إلى إنارة الوسط التجاري لبيروت في محاولة لإعادة النبض إلى المدينة التي خفت ضوؤها بعد الأزمات المتتالية.

وفي حديث مع “نداء الوطن” أوضح سيمون درغام أن “رئيس مجلس إدارة قناة MTV، ميشال المر، أطلق المبادرة في عام 2023 بهدف إعادة الحياة إلى وسط بيروت، من خلال مشروع إضاءة الوسط التجاري، الذي تم تنفيذه في شهر تموز من العام نفسه. كانت تلك المبادرة الأولى في إطار تحفيز الاقتصاد اللبناني وتنشيط قلب العاصمة، وقد جاءت نتيجة جهود مشتركة بين الهيئات الإنمائية والاقتصادية”.

وتابع: “اليوم، هناك توجّه نحو تطوير ساحة الشهداء وتأهيلها بالكامل، وقد اكتملت هذه المبادرة بالتعاون مع شركة سوليدير، والهيئات الاقتصادية، ورئيس مجلس الإنماء والإعمار ومحافظة بيروت، في دعم هذا المشروع ومواكبته من مراحله الأولى، ومتابعة مراحل التنفيذ كافة، وضمان استمرارية العمل وفق أعلى المعايير، لتشكّل خطوة شاملة تهدف إلى جعل العاصمة مساحة جامعة لكل اللبنانيين، وصورة مشرقة للسياح، كما تتضمن المبادرة إضاءة ساحة النجمة، في إطار السعي لإعادة النبض إلى الحياة الاقتصادية في بيروت، وقد تم ذلك برعاية وحضور فخامة رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون”.

وأشار درغام إلى أن هذه الساحة، كما في معظم عواصم العالم، يجب أن تكون مساحة جامعة ومضاءة، تُمثّل وجه المدينة الحقيقي، ومكانًا تلتقي فيه الثقافة بالتاريخ، والسياحة بالهوية. وختم: “في كل دول العالم، هناك ساحات رئيسية في قلب العواصم، وفي محيطها أسواق ومساحات عامة تليق بالزوار. نحن اليوم نعيد تصوّر ساحة الشهداء بهذا المنطق الحضاري، لتكون مشروعًا قابلًا للاستمرارية والتنمية المستدامة، بالشراكة مع مختلف الجهات المعنية”.

رمزية الساحة… وشهادة التاريخ

ساحة الشهداء ليست مجرد مساحة وسط العاصمة، بل هي قلب بيروت التاريخي والوجداني، ورمز وطني بامتياز. من على ترابها مرّت مواكب النضال، وارتفعت رايات الثورات، وانطلقت المسيرات المطلبية التي طالبت بالحرية والسيادة والعدالة الاجتماعية.

في الحرب، كانت الساحة نقطة تماس. في السلم، تحوّلت إلى ساحة لقاء ومواجهة، بين مواطنين ينشدون دولة عادلة وطبقة سياسية كثيرًا ما خذلتهم. شهدت الساحة انتفاضات 2005، واحتجاجات 2015، وثورة 17 تشرين 2019، وبقيت رغم الجراح نقطة ارتكاز في الذاكرة الجماعية اللبنانية.

أما ساحة النجمة، فهي امتداد رمزي للحياة الديمقراطية، واجهة البرلمان وموضع القرار السياسي. في زمن الازدهار، كانت ساحة اللقاءات والنقاشات، والممرّ الإجباري للنواب والصحافيين والزوّار. أما في زمن الانهيار، فخفت ضوؤها، أُقفلت طرقاتها، وغابت عنها الحياة.

اليوم، حين تعود الإضاءة إلى هاتين الساحتين، فذلك لا يعني فقط تجميل مساحة جغرافية، بل هي محاولة لاستعادة رمزية العاصمة، وإعادة ربط اللبنانيين بتاريخهم، وأملهم، وهويتهم المدينية والوطنية.

من جانبه، شدّد محافظ بيروت مروان عبود في حديث لـ “نداء الوطن” على الرمزية العميقة لساحة الشهداء، قائلًا: “هذه الساحة كانت ولا تزال شاهدة على أرزة لبنان وعلى مراحل ازدهاره. وعلى مدى خمسين عامًا، ورغم انتهاء الحرب وإعادة بناء بيروت من جديد، فإن آثار الحرب لم تُطوَ بالكامل. نأمل أن تشكّل هذه المبادرة بداية صفحة جديدة تعبّر عن لبنان الذي نحبه ونطمح إليه، خصوصًا أنها تأتي متزامنة مع عهد جديد موعود بالنهضة والازدهار”.

الاقتصاد يستعيد أنفاسه

أما رئيس الهيئات الاقتصادية محمد شقير، فاعتبر أن هذه الخطوة تحمل مؤشرات بالغة الأهمية، مؤكدًا في تصريح لـ “نداء الوطن” أن “هذه المبادرة تحمل الكثير من الإيجابية، وهي رسالة واضحة بأن الوسط التجاري لن يُقفل بعد الآن. إنها خطوة نحو تحفيز الاقتصاد وتنشيط الحركة السياحية، وسنلمس الفرق بين ما قبل هذه المبادرة وما بعدها. الناس كانت قد فقدت الثقة بالاستثمار في هذا البلد، لكن اليوم، مع هذا المشروع، هناك أمل حقيقي بأن تعود هذه الثقة تدريجيًا إلى المستثمرين”.

ما قبل وما بعد

لا يمكن إنكار الفرق بين وسط بيروت قبل هذه المبادرة وبعدها. الساحات التي كانت خالية وصامتة، استعادت زوّارها. المقاهي التي أُغلقت ستعيد فتح أبوابها. الإضاءة التي انطفأت ذات يوم، عادت لتكشف ملامح الجمال المعماري والمعنوي للمدينة. وربما الأهم، أن المواطن العادي بدأ يشعر أن في بيروت شيئًا يتغيّر… ولو ببطء.

من المخطط إلى الواقع

أوضح المدير العام لشركة “سوليدير”، زياد أبو جمرا، أن الشركة ستتولى تنفيذ مشروع إعادة تأهيل ساحة الشهداء بالكامل، من الألف إلى الياء، مشيرًا إلى أن الأعمال ستشمل زرع الأشجار وتبليط الساحة وتحديثها بما يتماشى مع رؤية عمرانية حديثة. وأضاف: “كل كلفة المشروع ممولة بالكامل من سوليدير، وفخامة رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون هو من وضع حجر الأساس، كما جرى عرض التصميم التفصيلي للمشروع على الشاشة خلال الاحتفال مساء الجمعة”.

ولفت أبو جمرا إلى أن التصميم الأساسي لساحة الشهداء كان من وضع المهندس الإيطالي العالمي رينزو بيانو منذ حوالى عشر سنوات، لكنه لم يُنفّذ نتيجة الأحداث والأزمات المتتالية التي عصفت بالبلاد. وأضاف: “اليوم، وبعد جهود كبيرة بذلتها قناة MTV ورئيس مجلس إدارتها ميشال المر، إلى جانب دعم مباشر من فخامة رئيس الجمهورية، تمكّنا من إعادة إحياء هذا المشروع الذي كان في طيّ النسيان”.

وأشار إلى أن المهندس رامي بطرس تولّى تعديل مفهوم التصميم الأساسي الذي وضعه بيانو، وطوّره بطريقة عصرية جدًا، بالتعاون مع فريق من الخبراء اللبنانيين. ختم أبو جمرا : “سيتولى مجلس الإنماء والإعمار متابعة مختلف مراحل تنفيذ المشروع لضمان حسن سيره وفق المعايير المطلوبة، ونأمل أن يُنجز المشروع بالكامل في فترة تتراوح بين ستة إلى تسعة أشهر”.

حين تنبض بيروت… ينبض لبنان

مشروع “بيروت نبض الحياة” لا يُنهي معاناة بيروت، لكنه يمنحها فرصة. ويُذكّر اللبنانيين بأنهم، رغم الألم، قادرون على الفعل، وعلى إعادة رسم مشهد أكثر إشراقًا لعاصمةٍ لطالما كانت منارة للمنطقة. خطوة تحمل رمزية كبرى في الزمان والمكان. فحين تتقد شوارع العاصمة من جديد، ويُعاد النبض إلى ساحاتها التاريخية، يشعر اللبناني بأن بيروت – رغم كل شيء – لم تستسلم بعد.

هي رسالة واضحة: هناك من لا يزال يؤمن بالبلد، من لا يزال يصرّ على أن الجمال ممكن، وأن الإعمار لا يكون فقط بالحجارة، بل بالإرادة، والشراكة، والرؤية.

فهل تكون بيروت، التي تنبض من جديد، بداية لوطن ينهض بكامله؟

تابعوا أخبارنا على Google-News

نلفت الى أن منصة صدى الارز لا تدعي بأي شكل من الأشكال بأنها وسيلة إعلامية تقليدية تمارس العمل الإعلامي المنهجي و العلمي بل هي منصة الكترونية ملتزمة القضية اللبنانية ( قضية الجبهة اللبنانية) هدفها الأساسي دعم قضية لبنان الحر و توثيق و أرشفة تاريخ المقاومة اللبنانية منذ نشأتها و حتى اليوم

ملاحظة : التعليقات و المقالات الواردة على موقعنا تمثل حصرا وجهة نظر أصحابها و لا تمثل آراء منصة صدى الارز

اكتشاف المزيد من صدى الارز

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading