تودّع بشرّي اليوم ضحايا حادث السير الذي وقع ليل أمس الأول على طريق الأرز القديمة، وأودى بحياة خمسة أشخاص من عائلة واحدة هي عائلة جوزيف طوق وزوجته جوسلين وأولادهما الثلاثة.
صدمة وذهول في البلدة التي كانت شيعت قبل أيام ابنها عنصر الدفاع المدني جورج رحمه، الذي قضى أثناء القيام بالواجب وإنقاذ أحد الأشخاص من تحت الردم جراء انهيار حائط دعم عليه أثناء أداء مهمته.
الصدمة التي يعبّر عنها الأهالي هي أن أحداً لم يتمكن من الوصول إلى السيارة لحظة انزلاقها أولاً، لأن أحداً لم يعلم بالحادث، ثم لإن المنطقة وعرة جداً ويصعب الوصول إليها ليلاً؛ فلهذا تأخر انتشال الجثث إلى اليوم التالي، ولم يحصل ذلك إلا بعد جهود مضنية من الدفاع المدني ومغاوير الجيش الذين بحثوا بصعوبة بالغة عن الجثث المتطايرة من السيارة، إذ وجدت في أماكن متباعدة.
أما الذهول فلأن أحداً لم يعرف السبب الحقيقي للحادث، أهو عطل فجائيّ طرأ على السيارة، أم هو بسبب الهروب من حفرة في وسط الطريق، أم أن السائق غفل للحظة عن المسار الصحيح للطريق؟ أسئلة تراود الأهالي الذين لا يستطيعون أن يجدوا جواباً لها عند أحد من خبراء السير في المنطقة، ولا يوجد شهود عيان. ولكن التحقيقات من الجهات المعنيّة مستمرّة للوصول إلى رأس خيط قد يبلور التصور حول كيفية حصول الحادث.
صلاة الجنازة ستقام عند الساعة الخامسة عصراً في كنيسة السيدة في بشرّي، والتعازي تستمرّ ليومين، قبل الدفن وبعده، والصلوات ترفع لحماية بشرّي وعائلاتها والعائلات اللبنانية كلّها من أخطار الحوادث على الطرقات؛ ولهذا تمّ صمد القربان في كنيسة مار ميخائيل – بشرّي على نية حماية شعبها وإبعاد التجارب عنهم لسبعة أيام متتالية ليلاً ونهاراً.