بالصدفة فتحت التلفزيون و»كانت فاتحة» مع فتى غادير البار على التنظير. بعده أطل الشاطر حسن، واعداً اللبنانيين بمفاجأة. السرور بادياً كان على محياه. ترك سعادته لدي انطباعاً أن فرنجية سيدخل إلى البرلمان ظهراً على ظهر جمل محاطاً بكوكبة من ضاربي الصنوج، وأن أجران الكبة والمعاليق وأسياخ الشاورما صارت واصلة لزوم تتويج الرئيس. وإلا فما هي المفاجأة؟ إعتزال سينتيا زرازير العمل السياسي؟ إعلان النائب آلان عون انضمامه إلى كتلة «الوفاء للمقاومة الإسلامية»؟ تصويت كتلة «الجمهورية القوية» للوسيان أبو رجيلي؟ وهذا الأمر لو تم لقضى على آمال جهاد أزعور بتخطي الـ 40 صوتاً.
تجهُّم «الإستيذ» هو المفاجأة. أما يكفي التجهّم في السماء؟ لم يرمِ نكتة. لم يبتسم. لم يطلق «قفشة». ما هكذا عهِدك محبّوك. دخل إلى الجلسة مش طايق حدا. طلب التينور ملحم خلف الكلام بالنظام، فلم يُعطَ. رغم ذلك أعطى أفضل ما عنده. أعطاه «المعرّم» أذنه الطرشاء، فاكتفى ملحم بأن شنّف آذان المشاهدين بمطالعة دستورية، وكأن رئيس البرلمان فارقة معو ما تنص عليه المادة 73 أو 74 أو تلك «المادة إجرها من الشباك»، أو أنه مهتم لصوت بالزايد أو صوت بالطالع. في انتخابات عام 1970 حصل أن وضع أحد النواب ورقتين في مغلف، وقيل أنه ريمون إده فأعاد صبري حمادة الإقتراع. نكاية بصبري حمادة لم يقتدِ «الإستيذ» به. مع انتهاء فرز الأصوات وفرط الجلسة، حمل بري حاله ومشى لا يلوي سوى على صحن فتّوش من يدي أم باسل، وأخذ قيلولة هانئة في قصره، تاركاً على عاتق مترجم أفكاره وآماله وأمانيه ملاكه الحارس علي حسن خليل مهمة التعامل مع الإعلام المزعج المستفزّ باسئلته.
سبق للـ «إستيذ»، في معرض تبريره لعدم الدعوة إلى جلسات على مدى أشهر، أن أشار الى عدم رغبته في عقد جلسة فولكلورية، فجاءت الجلسة الثانية عشرة فولكلورية بامتياز بمشاركة فرقة لبنان الجديد للرقص الشعبي. وبكل محبة أقترح على الدكتور هراتش أن يمنح جائزة «أب الفولكلور» مناصفة بين زكي ناصيف ونبيه بري.