كيف لا يكون 25 أيار عيداً للمقاومة والتحرير ولبنان محتل من سورية / الأسد ورئيس جمهوريته عماد معيّن من قبل حافظ الأسد، وحكومته أعجز من أن تقاوم إملاءات الأسدين؟
نصف اللبنانيين يحتفلون بـ 25 أيار عن اقتناع جدي بأن انسحاب الجيش الإسرائيلي المتأخر 17 عاماً هو عيد جامع ، والنصف الآخر يرى أن الأحد كان يوم بطالة للعاملين وفي العام الفائت جاء في موعد مناسب أكثر لطلاب لبنان الكسالى.
والنصف الآخر من اللبنانيين يحتفلون ب26 نيسان كعيد وطني، وعلى طريقتهم، ولم تجرؤ أي حكومة على تكريسه عيداً وطنياً يمنح الطبقة العمالية يوم إجازة.علماً أن بشار الفار مقطوعة أخباره في مجاهل روسيا ولم يعد يخيف قطة في لبنان.
رجل واحد. قيادي واحد. زعيم واحد يحتفل بالعيدين بالحماسة الوطنية نفسها: جبران باسيل. ولولا خشيته من تفجير الأوضاع الإقليمية مجدداً ونشوب حرب عالمية لشكّ صباح الأحد علمين: واحداً على سور جزين العظيم وآخر على تلال اللبونة.
استعملت سورية وإيران الجنوب اللبناني ورقة ضغط، وحاربتا العدو ولو وُجدت حكومة لبنانية حرّة ومجلس نواب سيد نفسه لتم انسحاب الجيش الإسرائيلي من دون مقاومة في العام 1983 أو في العام 1993 وقبل العام 2000 بطبيعة الحال. حسناً تم التحرير من خلال الإخوة المجاهدين. ولماذا لم يُستكمل في 25 سنة؟
لا جواب عند الشيخ نعيم إنما يُسجّل له النطق بجملة مفيدة في رسالة متلفزة “إن نشأة المقاومة كانت طبيعية جداً مع شعب لا يقبل الذل والاحتلال” ماذا لو ردّدها سمير جعجع في يوم الشهيد؟ أو استعان بها سامي الجميل في 13 نيسان لتوصيف واقع المقاومة اللبنانية التي انطلقت قبل نصف قرن؟ لكن الشيخ لا يعترف سوى بمقاومة واحدة وتحرير واحد “غيّر مسار المنطقة سياسياً وثقافياً وجهادياً ونقلنا من الإحباط إلى الأمل ومن الخنوع إلى المقاومة”.
أمل؟ وين شايف أمل؟ حركة “أمل” بنفسها تكاد تفقد الأمل. مقاومة؟ وين شايف مقاومة؟ تغيير مسار سياسي؟ أصبت. المسار يرسمه المدعو دونالد ترامب، والمنطقة ذاهبة بعكس وجهة “الحزب” المتمسك “بثلاثية الجيش والشعب والمقاومة لنصنع المستقبل والتحرير”.
بعد كل هذا الخراب، يمكن التوجه للشيخ نعيم بـ “جوز كلام” فحواهما: إن كان هالغزلات غزلاتك لا حرير ولا تحرير ولا مستقبل عالأكيد. كل عيد والعقل في إجازة.