تًمثّل مواجهة أخرى بين جو بايدن (81 عاماً) ودونالد ترامب (77 عاماً)، أول منافسة متكررة بين مرشحين في انتخابات الرئاسة الأميركية منذ عام 1956، وهي مواجهة يبدو أن القليل من الأميركيين يريدونها، حيث تظهر استطلاعات الرأي أن معدلات التأييد لكليهما منخفضة.
فقد اكتسح كل من بايدن وترامب، انتخابات «الثلاثاء الكبير»، الذي يشمل 15 ولاية ومنطقة أميركية واحدة، ويعتبر محطة حاسمة في السباق إلى انتخابات العام 2024، ليتجها نحو منافسة تاريخية في نوفمبر المقبل، شبيهة إلى حد ما بمعركة العام 1956، حيث هزم الرئيس الجمهوري دوايت د. أيزنهاور منافسه الديموقراطي أدلاي ستيفنسون.
وشمل فوز ترامب «المذهل»، بحسب وصفه، ولايات تكساس وكاليفورنيا والاباما وألاسكا وأركنسو وكولورادو وماساتشوسيتس ومينيسوتا وكارولينا الشمالية وأوكلاهوما وتينيسي وفرجينيا ويوتا، إضافة إلى مين، وهي واحدة من ثلاث ولايات سعت لشطب اسمه عن بطاقات الاقتراع في الانتخابات التمهيدية بسبب سعيه لقلب نتيجة الاقتراع الرئاسي في 2020 والهجوم على مبنى الكابيتول في العاصمة الفيديرالية.
لكن السفيرة الأميركية السابقة لدى الأمم المتحدة نيكي هايلي حرمته من تحقيق فوز شامل، بعدما فازت في ولاية فيرمونت بفارق بسيط.
ومساء أمس، أعلنت هايلي انسحابها من السباق إلى البيت الأبيض.
وقالت في كلمة موجزة «التركيز الآن على دونالد ترامب… وأتمنى له التوفيق».
«ليلة رائعة»
وكان الرئيس الجمهوري السابق، أعلن بعد ظهور النتائج الأولية أنّها «كانت ليلة رائعة ويوماً رائعاً».
وقال أمام حشد من أنصاره تجمعوا أمام مقر سكنه في فلوريدا «هناك سبب لتسميته الثلاثاء الكبير»، مضيفاً «كان يوماً عظيماً. يقول لي الخبراء وغيرهم، إنه لم يسبق أن شهدنا يوماً كهذا سجلت فيه هذه النتيجة الحاسمة إلى هذا الحد، على الإطلاق».
دعم الحرب على غزة
كما أعرب ترامب، عن دعمه للحرب التي تشنها إسرائيل في قطاع غزة، في تصريح هو الأكثر وضوحاً له حتى الآن.
ويعني الأداء القوي لترامب في «الثلاثاء الكبير»، أنه حصل على ترشيحه الرئاسي الثالث على التوالي، رغم أنه يواجه سلسلة من التهم الجنائية.
بايدن يحذر
في المعسكر الديموقراطي، لم يواجه بايدن أي منافسة تذكر من مرشحين اثنين آخرين ما يجعل فوزه بترشيح الحزب، مجرد إجراء شكلي.
ويلقي بايدن خطاب حال الاتحاد أمام مجلسي الكونغرس، اليوم، ما يشكل فرصة لعرض برنامج حملته الانتخابية.
وفاز الرئيس في كل ولايات «الثلاثاء الكبير» باستثناء خسارته في منطقة ساموا الأميركية الصغيرة في المحيط الهادئ. وحذر من أن ترامب «مصمم على تدمير» الديموقراطية الأميركية.
وقال في بيان، إن ترامب «سيفعل أو يقول أي شيء للوصول إلى السلطة».
لكنّ التشويق الذي شهدته الأعوما السابقة غاب إلى حدّ كبير هذه المرة، إذ إن ترامب وبايدن ضمنا بشكل شبه تام الحصول على ترشيح حزبيهما حتى قبل عمليات التصويت في «الثلاثاء الكبير».
وسرعان ما ركزا على بعضهما البعض في ظل وضوح النتائج.
فقد انتقد ترامب سياسات الهجرة التي يتبعها بايدن، ووصفه بأنه «أسوأ رئيس» في التاريخ.
في المقابل، قال بايدن، الذي تعرض إن «النتائج تترك للشعب الأميركي خياراً واضحاً: هل سنواصل المضي قدماً أم سنسمح لترامب بجرنا إلى الوراء في الفوضى والانقسام والظلام التي اتسمت بها فترة ولايته»؟
وتُظهر استطلاعات مؤسسة «ريل كلير بوليتيكس» الإعلامية، أن ترامب يتقدم بفارق بنقطتين على بايدن في انتخابات نوفمبر الرئاسية.