حزينة هي حروف الكلام في حضرة موت الأنقياء قتلاً على أيدي الإرهابيين و مجرمي أزمنة التخلف و العنف و الدماء .
لقد غطى السواد كل أيام هذا المجتمع مذ وجد في هذا الجبل و حتى يومنا الحاضر ، امتلأت دنيانا سواداً لأننا ابناء يسوع ، أبناء النور و الإنسانية و الحضارة و لأن قدرنا وضعنا وسط هذه الغابة من الذئاب و الوحوش المتعطشين للدم علّه يروي غليلهم أو يشفي حقدهم الأزلي و دونيتهم الساقطة سقوط القيم و المبادئ و الأخلاق عندهم .
يا إرهابيي كل الأزمنة ، إسمعوا جيداً هذا الكلام :
ربما ستقتلون أكثر و أكثر منا و ربما سيأتي الدور علينا جميعاً ، لكنكم حتماً لن تنتصروا على مجتمعنا .
عندما ينتصر الباطل على الحق وقتها فقط تكسبون المعركة ضد مسيحيي لبنان .
عندما تنطفئ الشمس و يحل الظلام الدائم ، وقتها فقط تنتصرون على مسيحيي لبنان .
عندما تختفي الجبال و القمم و تصبح كل الأرض صحراء قاحلة ، عندها فقط تنتصرون على مسيحيي لبنان .
هنا ، في أرض الأجداد سنبقى و حتى يعود المسيح و تقوم القيامة سنبقى و من هذا الجبل لن نرحل ، ستظل أجراسنا تقرع في الوقت الذي نختاره نحن و ستبقى صلباننا مرفوعة على رؤوس كل القمم علامة فارقة ترشد الكون كله نحو قوم قرروا الموت واقفين شهادة لمجيئ ربهم و موته و قيامته في هذا الشرق المعذب .
لبنان نحن و نحن لبنان ، نحن من اخترعناه و أعطيناه روحه و حياته ، نحن من أمنت دماء شهدائنا استمرارية وجوده على مرّ السنين و الأيام و لن نعطيه لأهل التخلف و الإجرام المتلهفين للدماء و الموت مهما كلّف الأمر و مهما كان الثمن .
يا إرهابيي كل الأزمنة إسمعوا جيّداً :
نحن مجتمع تتناقل أجياله قصص الصمود و المقاومة و سننقل لأجيالٍ آتية بأن مجرمين و قتلة اعتدوا على مجتمعهم و ناسهم الآمنين في غفلة من الزمن و أن حقاً لنا عندهم واجب علينا استعادته و لو بعد مئات السنين و أن بقايا أبطال لنا اخفاهم نظام جار مجرم في أقبية سجونه علينا استعادتها لتستريح في أرض البخور و القديسين .
أقتلوا و اقتلوا ما شئتم و تعلموا ممن سبقوكم من أهل الموت و لكن إسألوهم ، هل انتهينا عندما قتلونا ؟ هل استسلمنا عندما ذبحونا ؟ إسألوا المماليك و العثمانيين و الفلسطينيين و السوريين و كل المرتزقة الذين أتيتم بهم الى الى أرض النور و القداسة ، هل انتهى مسيحيو لبنان أم رحلوا هم و بقينا نحن ؟
و كما رحل كل الغزاة يوماً عن أرضنا رغم مجازرهم ووحشيتهم و همجيتهم ، سيأتي يوم و ترجعون من حيث أتيتم و تعودون الى جحوركم التي خرجتم منها بغفلة من الزمن ، أما نحن فسنبقى هنا في أرضنا ، نقرع أجراسنا في الوديان و على القمم لنُسمع التاريخ و المستقبل أن مجتمعاً بطلاً ، قاوم و صمد في أرضه و انتصر .