كشف مصدر مطّلع في المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني عن حدوث انتكاسة في المفاوضات بين واشنطن وطهران، بعدما عقد البلدان 3 جولات من المفاوضات الأمنية السريّة بوساطة إحدى الدول العربية، عقب الهجوم على البرج 22 في الأردن نهاية يناير الماضي، والذي أسفر عن مقتل 3 جنود أميركيين، وذلك في محاولة لخفض التوتر في لبنان والعراق وسورية واليمن، لتجنّب صدام مباشر بين إيران والولايات المتحدة قد يشعل حرباً شاملة في منطقة الشرق الأوسط.
وأفاد المصدر «الجريدة» بأن الجولات الثلاث من المفاوضات التي شارك فيها مندوبون أمنيون عن الطرفين، ويشرف عليها من الجانب الإيراني المجلس الأعلى للأمن القومي برئاسة علي أكبر أحمديان، ومن الجانب الأميركي مستشار الأمن القومي الأميركي، جاك سولفيان، ومدير جهاز الاستخبارات الأميركية المركزية (CIA) وليام بيرنز، نجحت في خفض التصعيد بعد هجوم الأردن، وحالت دون تصادم إيراني ـ أميركي مباشر، لكنّها فشلت في التوصل إلى نتائج مؤثرة، مضيفاً أن إيران لم تتخذ قراراً بالعودة إلى التصعيد، رغم أنها رفضت المشاركة في جولة رابعة من المحادثات.
وأشار إلى أن المحادثات فشلت لثلاثة أسباب، أولها أن واشنطن لم تلتزم بسقف الرد الذي تم التوافق عليه في العراق على هجوم الأردن، وهو ما أحرج طهران أمام الفصائل، وثانيها أن واشنطن رفضت اقتراحاً إيرانياً بوقف الحوثيين في اليمن للهجمات على السفن الأميركية والبريطانية مقابل وقف واشنطن ولندن ضرباتهما على الجماعة اليمنية، وتمسكت واشنطن بوقف جميع الهجمات، أما السبب الثالث فهو أن إسرائيل وسّعت دائرة الاغتيالات في لبنان فيما كانت واشنطن قد تعهدت بتهدئة تل أبيب.
إلى ذلك، علمت «الجريدة» من مصادر سياسية لبنانية في بيروت أنه رغم التصعيد الذي تشهده جبهة جنوب لبنان، لا تزال المفاوضات السياسية والدبلوماسية قائمة في سبيل الوصول إلى تهدئة الأوضاع.
يأتي ذلك في وقت قُتل 10 لبنانيين بينهم سبعة من عائلة واحدة، وثلاثة من «حزب الله» منهم علي الدبس المسؤول عن الملف الفلسطيني في «قوة الرضوان»، في غارات إسرائيلية على مدينة النبطية خارج منطقة القرار 1701 ليل الأربعاء ـ الخميس.