ويتبادل حزب الله وفصائل فلسطينية تعمل انطلاقا من لبنان من جهة، والجيش الإسرائيلي من جهة أخرى، القذائف والصواريخ، منذ بدء الحرب بين إسرائيل وحماس في السابع من أكتوبر الماضي.
وأدى القصف الإسرائيلي إلى سقوط قتلى مدنيين ممن يسلكون الطرق المحاذية للشريط الحدودي، التي باتت شبه مهجورة، كما دفع سكان قرى المنطقة إلى الهجرة نحو أماكن أكثر أمنا في الداخل اللبناني.
وقال الباحث في شركة “الدولية للمعلومات” اللبنانية محمد شمس الدين، لموقع “سكاي نيوز عربية”، إن “عدد النازحين من جنوب لبنان بلغ قرابة 45 ألفا بسبب الأحداث الأمنية عند الحدود”.
وأوضح شمس الدين أن “النازحين باتوا يتوزعون على عشرات المناطق، منها صور وصيدا والضاحية الجنوبية لبيروت وإقليم الخروب وصوفر وبحمدون وجبيل”.
وأضاف أن “النزوح شمل 38 بلدة وقرية ممتدة على طول أكثر من 100 كيلومتر، تمتد من شبعا شرقا في سفح جبل الشيخ وصولا إلى الناقورة غربا على ساحل البحر المتوسط”.
وتابع الباحث اللبناني: “هناك قرى نزح 90 بالمئة من سكانها، مثل كفركلا والعديسة ويارين والضهيرة ومروحين”.
وأشار إلى أن “أكثرية النازحين يقيمون لدى أقاربهم في الجنوب أو في بيروت، باستثناء أقل من 10 آلاف منهم يقيمون في مراكز الإيواء بمدراس مدينة صور” جنوبي لبنان.
واعتبر شمس الدين أن “هذا النزوح محدود، مقابل 600 ألف نزحوا خلال حرب عام 2006″، بين إسرائيل وحزب الله.
وفي السياق ذاته، قال قاسم القادري رئيس بلدية كفرشوبا: “لا شك أن استهداف السيارات المدنية في المنطقة بدأ يفرض حظر تجول للمدنيين على الطرق القريبة من الحدود”.
وأضاف القادري لموقع “سكاي نيوز عربية”: “من يضطر للتوجه إلى قريته لا يتركها بعد الظهر خوفا من استهداف أي سيارة عائدة”.
كما قال حسن حمود نائب رئيس اتحاد بلديات قضاء صور في اتصال مع موقع “سكاي نيوز عربية”، إن “الوضع يزداد سوءا يوما بعد يوم”.
وتابع: “تجاوز عدد النازحين (في قضاء صور فقط) 11 ألفا. مراكز الإيواء زادت إلى 4 بعد أن استحدثنا مركز الجامعة اللبنانية الألمانية”.
وأضاف حمود: “المراكز التي تؤوي النازحين هي بالأصل مدارس المنطقة وفرع للجامعة، وقد استؤنف التعليم في جزء من مباني هذه المراكز، بينما لا يزال عدد النازحين في ازدياد”.
وأوضح: “نزح سكان القرى الحدودية إلى منطقة صور لأنها الاقرب إلى بلداتهم، وهم الفئة الأكثر فقرا”، مشيرا إلى أن “العائلات التي لجأت إلى بيوت الأقارب غير مسجلة ضمن تعداد النازحين، وفي حال تسجيلها فإن العدد يصبح أكبر بكثير”.
وختم المسؤول المحلي: “هناك عشرات النازحين من السوريين بين العائلات التي هربت من القصف في قرى الشريط الحدودي”.
وقال مراقبون أمنيون لموقع “سكاي نيوز عربية”، إنه “رغم أن القصف لا يطال أكثر من 7 كيلومترات داخل العمق اللبناني، فإن معظم السكان على عمق 15 كيلومترا أخلوا البلدات الحدودية لأسباب وقائية خوفا من تمدد رقعة القصف فجأة، أو للابتعاد عن أصوات القصف المتكرر والانفجارات، التي وصلت أصداؤها إلى مسافة تقارب 40 كيلومترا في الليل”.