وتضخمت ثروة مؤسس مجموعة “إل في إم إتش”، التي تشمل علاماتها التجارية التابعة “لوي فيتون” و”كريستيان ديور”، وغيرها عديد من السلع الفاخرة لمعظم عام 2023 مع ارتفاع أسعار أسهم الشركات الفاخرة الأوروبية.
ولكن مع اقتراب تاريخ نفاد الأموال الفيدرالية الأميركية، وعدم التوصل إلى اتفاق نهائي بخصوص سقف الدين، تراجعت الأسهم أمس الثلاثاء، واستنفدت جزءاً كبيراً من مكاسب “أرنو”، إذ انخفضت أسهم المجموعة بنسبة خمسة في المئة في باريس – وهي أكبر نسبة تراجع للسهم في أكثر من عام – وسط تراجع أوسع أدى إلى محو حوالى 30 مليار دولار من قطاع الرفاهية الأوروبي.
وعلى رغم خسارة الملياردير الأميركي إيلون ماسك أكثر من ملياري دولار من ثروته في تعاملات أمس الثلاثاء، عقب الانخفاضات الجماعية لأسواق الأسهم، فإن الفجوة بينه وبين أرنو تقلصت إلى 11.4 مليار دولار فقط.
كان محللون في “مورغان ستانلي” و”دويتشه بنك” توقعوا في تقارير حديثة أن يتراجع الطلب على السلع الفاخرة في الولايات المتحدة مع توقعات تباطؤ النمو، حتى لو تم التوصل إلى اتفاق بخصوص سقف الدين.
42 مليار دولار مكاسب في خمسة أشهر
وفق البيانات التي أعدتها “اندبندنت عربية” تمكن الثري الأوروبي برنارد أرنو من زيادة ثروته بنسبة 26.2 في المئة منذ بداية العام الحالي وحتى تعاملات الإثنين الماضي، إذ قفزت ثروته من مستوى 161 مليار دولار في بداية 2023 لتسجل نحو 203.2 مليار دولار في تعاملات الإثنين الماضي، ليضيف إلى صافي ثروته نحو 42.2 مليار دولار خلال خمسة أشهر.
لكن خلال تعاملات أمس الثلاثاء تراجعت ثروته من مستوى 203.2 مليار دولار لتسجل في الوقت الحالي نحو 192 مليار دولار، بخسائر بلغت نحو 11.2 مليار دولار.
وعلى رغم وجود برنارد أرنو في قائمة أكبر أثرياء العالم منذ فترة كبيرة، لكن في منتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي تمكن من إزاحة الثري الأميركي إيلون ماسك من صدارة القائمة ليصبح أرنو هو أول أوروبي يتربع على قائمة عرش أثرياء وملياديرات العالم، وذلك بعدما قفزت القيمة السوقية لشركته إلى نحو 364 مليار دولار.
ماذا تعرف عن أغنى رجل في العالم؟
كان تقرير لشبكة “سي إن إن” كشف عن أن أرنو ولد في مدينة روبيه شمال فرنسا عام 1949، وتخرج في مدرسة البوليتكنيك المرموقة، وهي مدرسة هندسية في باريس، ثم بدأ حياته المهنية في شركة الإنشاءات المملوكة للعائلة التي كانت معروفة باسم “فيريت سافينيل”، وأصبح رئيس مجلس الإدارة في عام 1978 بعد ترقيات متتالية.
وبعد ست سنوات علم أرنو أن الحكومة الفرنسية كانت تبحث عن مستثمر جديد ليتولى شركة “بوساك ساينت – فريرس” التي تمتلك مجموعة منسوجات مفلسة ودار أزياء فرنسية شهيرة، إذ اشترى أرنو حصة مسيطرة على المجموعة، وأعادها إلى الربحية وشرع في استراتيجية لتطوير شركة السلع الفاخرة الرائدة في العالم.
وفي عام 1989 اشترى أرنو حصة مسيطرة في “إ في إم إتش”، وبعد عامين فقط شغل منصب رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي للشركة، ولا يزال منذ ذلك الحين وحتى الآن في المنصب نفسه. وعلى رغم أن اسمه قد لا يكون معروفاً لكثيرين، إلا أن العلامات التجارية التي لعب أرنو دوراً أساسياً في نموها – من كريستيان ديور إلى دوم بيريجنون – أصبحت أسماء مألوفة.
وعلى مدى العقود الثلاثة الماضية، حول أرنو شركته إلى قوة للسلع الفاخرة مع 75 علامة تبيع الكحول والأزياء والسلع الجلدية والعطور ومستحضرات التجميل والساعات والمجوهرات والسفر الفاخر والإقامات الفندقية، وافتتح أول متجر “لويس فيتون” في الصين في بكين عام 1992. وفي يناير 2021 أكملت المجموعة عملية استحواذ بقيمة 15.8 مليار دولار على شركة المجوهرات الأميركية الشهيرة “تيفاني آند كو”، وهي أكبر عملية استحواذ على الإطلاق في صناعة المجوهرات الفاخرة.