لم يغيّر خروج اللواء عباس ابراهيم من موقعه في المديرية العامة للامن العام شيئا من أدواره ومسؤولياته، لا بل ازدادت المهام التي يؤديها بطلب داخلي وخارجي وكـ «وسيط للقضايا الانسانية فوق العادة»، وازاحة اعباء المسؤولية الرسمية عنه جعلته أكثر راحة في التصدي للمهام الاحب إلى قلبه والتي برع فيها وعلى رأسها تحرير الاسرى والمعتقلين.
تزدحم أجندة اللواء ابراهيم بالمواعيد، لاسيما السفراء والموفدون، كما ان على جدول مواعيده عدة رحلات الى الخارج بدعوات رسمية، ومكتبه في بيروت خليّة نحل لا تهدأ، الا انه خصص لـ «الأنباء» مساحة من الوقت تحدث فيها عن المستجدات والانتظارات لبنانيا وفلسطينيا، وإلى تفاصيل الحوار:
الى اين تذهب الامور في غزة؟
٭ رئيس حكومة إسرائيل بنيامين نتنياهو لا يملك اي قدرة على رفض طلبات أميركا، وكل الدول تنتظر الهدنة لإطلاق سراح مواطنيها المحتجزين لدى حماس، والدعم الدولي لإسرائيل غير مسبوق، وإذا انتهت الحرب فسيذهب نتنياهو إلى السجن بسبب التقصير، وعلى اسرائيل التخلص منه، والحرب ستتوقف ولن تطول، ورئيس حكومة اسرائيل يستغل قوة العالم لإطالة الحرب كورقة انقاذ له. نتنياهو يشتري الوقت في محاولة لجر العالم إلى الحرب، واسرائيل تخسر الكثير كل يوم لأنها لا تملك قضية وجيشها مكسور من الداخل، وإسرائيل لن تستطيع الوصول الى اهدافها، وذلك لأنها تضع أهدافا لا تستطيع الوصول اليها، وهذا يذكرنا بحرب يوليو 2006 التي كانت تريد القضاء على حزب الله.
ماذا عن الوساطة التي قيل انك تقوم بها على خط تحرير الاسرى والمعتقلين بين حماس وإسرائيل؟
٭ حجم الدم الذي نراه يمنعنا من الوقوف متفرجين، واتصل بي محام وطلب تدخلي للمساعدة للإفراج عن الأسرى، وقيل لي ان حماس هي العائق، وأنا لا اسمح لنفسي بالتوسط مع إسرائيل، ولم أطلب أي اذن للدخول على خط الوساطة للتخفيف من معاناة الشعب الفلسطيني، وأنا راجعت «حماس» بسبب رفضهم للإفراج عن حاملي الجنسية المزدوجة، وجاء الرد بأنهم يريدون الإفراج أولا عن الجرحى، وحماس لم تكلفني بهذه المهمة، وأنا أسعى للوساطة لأسباب إنسانية فقط. ذهبت الى قطر واجتمعت مع اسماعيل هنية هناك. وبرأيي هدف «حماس» منذ اليوم الاول للهجوم هو تصفير السجون الاسرائيلية، وكان باستطاعة السجين الفلسطيني ان يرى عائلته مرة في الاسبوع ليصبح مرة كل 3 اشهر من خلف الزجاج، ولهذا شنت «حماس» الهجوم وهي لم تخطئ، وهدف حماس من المفاوضات غير المباشرة مع اسرائيل إطلاق الأسرى، مقابل إطلاق سراح المساجين الفلسطينيين الذين يبلغ عددهم حوالي 5000، وطلب حماس منطقي، ولا حرية دون دم، ولا استقلال من دون تضحية، وكل الدول التي حصلت على استقلالها قدمت دما وقتلى وجرحى.
لقد زاركم الموفد الرئاسي الأميركي عاموس هوكشتاين ما الذي طرحه معكم؟
٭ عنوان زيارة هوكشتاين التأكيد على ضرورة بقاء حزب الله خارج الحرب، وأكدت مع هوكشتاين على محاولة تحييد لبنان عن الحرب الدائرة في فلسطين، والمواضيع الأخرى التي تداولنا بها ستعرف عندما تظهر نتائجها.
لكن لفت تشديده على الالتزام بالقرار 1701؟
٭ الجيش اللبناني موجود على الحدود ويقوم بدوره على أكمل وجه، والدولة تستطيع لجم الفصائل اللبنانية وغير اللبنانية التي تحاول إدخال لبنان بالصراع الخارجي، ولا نريد إلقاء اللوم على الحزب بشأن كل شيء، الجيش أمر بتوقيف أشخاص على الحدود، وهذا يؤكد ان الجيش اللبناني يؤدي واجبه بشكل كامل، ولا بلد في العالم يستطيع ضبط حدوده بشكل كامل، والحزب غير مسؤول عن منع الفصائل الفلسطينية من إطلاق الصواريخ على اسرائيل، بل هذه مسؤولية الدولة اللبنانية. مازالت هناك قواعد اشتباك، ومقتل العائلة اللبنانية في الجنوب هو محاولة لاستفزاز الحزب للدخول في حرب مع اسرائيل لجر الغرب إلى حرب أوسع.
الا ان المواجهة مفتوحة على الحدود الجنوبية؟
٭ الحرب قائمة بين الحزب واسرائيل، ومن يحدد حتمية التصعيد هو اسرائيل وذلك بحسب ادائها، وهي تسعى لخوض حرب اقليمية ومن جهة اخرى الحزب يتصرف بشكل واعٍ على الصعيد العسكري، ومن الممكن ان تنخرط ايران في هذه الحرب، وذلك بحسب التصاعد التدريجي، ومن ينطق باسم ايران اليوم هي السلطة والدولة الإيرانية فقط لا غير.
هل صحيح انكم نصحتم الحزب بعدم فتح جبهة الجنوب؟
٭ لم أنصح بالحرب، والسيد نصرالله هو من يحدد سياسات الحزب، والرسائل التي نقلتها للحزب اعتبرها فرصة لإعادة النظر بأمور عديدة، ومن الممكن ان تتضمن تهديدا بمكان ما من الجانب الأميركي. ان إسرائيل هي التي خرقت القرار 1701، والحزب موجود على أرض الجنوب بصفته مقاومة شرعية. ان زمن دخول إسرائيل إلى الجنوب ولى ولن يعود، وإذا اعتدت إسرائيل على لبنان بطريقة أكثر عنفا ولم يتدخل «الحزب» فسأنتقده، وعلى الجيش اللبناني أن يكون المسؤول الوحيد عن الحدود الجنوبية، ولكن الجيش ليس قادرا على تحمل هذه المسؤولية حاليا، لذلك، ادعو جميع اللبنانيين إلى مقاومة اسرائيل جنوبا. وأقول للسيد نصرالله ان الجنوب بحاجة لحماية، ويجب أن نبقى في موقع الدفاع عن النفس.
الا ترى ان الترسيم البحري في خطر وماذا عن الترسيم البري؟
٭ الترسيم البحري ليس بخطر، أما الترسيم البري فسيؤجل.
ولكن السيد نصرالله هدد اميركا؟
٭ لا اعتقد ان الامور ستصل للاشتباك بينهم.
هل من جديد في ملف الاستحقاق الرئاسي؟
٭ نحن بحاجة ماسة لانتخاب رئيس، والمجلس لا يستطيع انتاج رئيس، والتدخلات الخارجية لم تصل إلى أي نتيجة، وما الذي يمنع من الذهاب لحوار، وانتخاب الرئيس الذي يحظى بالأغلبية؟ الحراك الداخلي هو الاساس لانتخاب رئيس، وعلينا ان نتوافق اي نتحاور ونتشاور و«ما فينا نقول ما بدنا نحكي مع بعضنا»، لم الخوف من الحوار؟، اما القول بالجلسات المفتوحة فأسأل: إلى اين قد تؤدي الدورات المفتوحة؟ لن نصل إلى انتخاب رئيس بظل الخلاف الذي نشهده اليوم. والثنائي أمل وحزب الله لا يفرض أي مرشح على أحد، فليأت كل فريق بمرشحه وليتحاوروا.
كيف تنظر إلى الخشية من شغور موقع قائد الجيش؟
٭ أدعو مجلس الوزراء إلى تعيين رئيس أركان وقائد للجيش اللبناني، وهناك من يناور بموضوع التمديد لقائد الجيش، وهناك فرصة لتعيين قائد للجيش ورئيس أركان في حال اجتمع مجلس الوزراء، ويجب سحب هذا الموضوع من التداول من أجل معنويات العسكر، ولا اعتقد أنه سيتم قطع المساعدات الاميركية عن الجيش اللبناني، خاصة في هذا الوقت وبعد صرف اميركا حوالي 3 مليارات دولار في هذا الشأن، وسنصل إلى حل ولن يكون هناك فراغ في قيادة الجيش.