صدى الارز

كل الأخبار
مشاهدة متواصلة
تقاريرنا
أرشيف الموقع
Podcast

«اللعب بالنار» يتصاعد جنوباً… وهذا ما يفجّر الجبهة

تَسير الحدودُ اللبنانيةُ – الإسرائيليةُ على حبلٍ مشدودٍ وكأنها في حالة شبيهة بـ «لا حرب ولا سلم»، من دون أن يكون بإمكان أحد الجزم هل سيبقى التوترُ المتصاعد الذي يَحْكمها منذ بدء عملية «طوفان الأقصى» مُنْضَبِطاً وإن تحت سقف قواعد اشتباك «معدَّلة» يتم ترسيمُها بالنار مع كل تصعيدٍ عابِرٍ للحدود، أم أن سوءَ تقدير أو قرارٍ كبير – على هذا المقلب أو الآخَر – سيفجّر «الجبهةَ الثانية» لتنطلق معها حربٌ شاملةٌ يصعب حتى تَصَوُّر سيناريوهاتها الدراماتيكية، رغم أن كلا الاحتماليْن يتقاطعان عند أن 7 أكتوبر 2023 سيجرجر ارتداداتٍ متدحرجةً «على مقياس» ما وُصف بأنه «11 سبتمبر» و«بيرل هاربر»إسرائيلييْن.

ومن خلف الدخان الذي تَصاعَدَ لساعاتٍ أمس، على الجبهة الجنوبية بعد عمليةٍ لـ «حزب الله» استهدف فيها موقع الجرداح الإسرائيلي مقابل منطقة الضهيرة بالصواريخ المُوجّهة «ما أدى إلى سقوط عدد كبير من الإصابات المؤكدة في صفوف قوات الاحتلال بين قتيل وجريح»، وذلك رداً على مقتل 3 من عناصره الاثنين، بقصفٍ لمواقع مراقبة تابعة له، فإنّ الوقائعَ المتواليةَ في الأيام الأربعة الماضية تشي بمسارٍ جديدٍ من المواجهة لم تشهده الحدود، كمّاً ونوعاً، منذ حرب يوليو 2006، وإن كان هذا الأمرُ في سياق «ربْطِ نزاعٍ» على قاعدة التحفز الأقصى يكرّسه الحزب – سواء مباشرة أو عبر عمليات لفصائل فلسطينية – مع عصْف «طوفان الأقصى»، في مقابل محاولةِ إسرائيل اعتماد استراتيجية الردّ بالبريد السريع على طريقة «لسنا خائفين».

فمنذ الأحد، توالت جنوباً تطوراتٌ غير مسبوقة منذ صدور القرار 1701 الذي أنهى العمليات العسكرية بين إسرائيل و«حزب الله» في 2006، وانطوتْ على مؤشراتٍ واضحة إلى «تبدُّل متبادَل» ومتوازٍ في قواعد الاشتباك، لم تخرج بعد عن إطار التصعيد الموْضعي الذي تبقى اتجاهاته، انفجاراً أو استدامةً، رهن مجريات الميدان ولا سيما في غزة وهل ينطوي «عرْض القوة» الأميركي بحاملة الطائرات «جيرالد فورد» التي وصلتْ إلى شرق المتوسط على وقع «ضوء أخضر» كامل أعطته واشنطن لإسرائيل للقيام بما يلزم ومساعدتها لاستعادةِ الردع و«الردّ على هجوم الشرّ المطلق» على أي خفايا أخرى ما خلا محاولة إقامة «درع» أمام انخراط «أي دولة، وأي منظمة» في المعركةِ «فلا تفكروا في الاستفادة من الوضع».

وإذا كانت عملية «حزب الله»، الأحد، في مزارع شبعا المحتلة والردّ الإسرائيلي بقصف محدَّد لمواقع إطلاق النار جاء تحت سقف متعارَف عليه، فإن ما حصل ابتداء من الاثنين جاء مدجَّجاً بتحولاتٍ بارزة انكسرت معها ثابتتان طبعتا الاحتكاكاتِ بين الجانبين سواء في الميدان اللبناني أو حتى السوري.

– الأولى، تحميل «حزب الله»، ولو من دون إعلان مباشر، مسؤولية أي عملية تنفّذها فصائل فلسطينية من الجنوب، على قاعدة أن «وحدة المحور والساحات» لا تحتمل فصلاً بين عمليات الحزب وحلفائه الإقليميين النشطين في لبنان ومنه، وهو ما يفسّر أن الجيش الإسرائيلي سارع بعد عملية التسلل التي نفّذتْها حركة «الجهاد الإسلامي» الاثنين وأدت إلى مقتل 3 من عناصره إلى قصف مواقع مراقبة لـ «حزب الله» على الحدود ما أسفر عن سقوط 3 قتلى له، وكذلك ردّه الثلاثاء على إطلاق «كتائب القسام» 15 صاروخاً من القليلة في اتجاه الجليل بقصف موقعي مراقبة له.

إنضموا الى قناتنا على يوتيوب

– والثانية، أن إسرائيل كانت قبل «طوفان الأقصى» تتفادى أي ردّ أو قصف «لا تضمن» مسبقاً أنه لن يؤدي إلى وقوع إصابات في صفوف «حزب الله» الذي كان أرسى معادلة «الدم بالدم»، وهو ما تُرجم مراتٍ في الجنوب وكذلك على الحدود السورية – اللبنانية خلال استهداف قوافل سلاح حين كان يتمّ توجيه «ضربة تحذيرية» تُستتبع بإخلاء القافلة من عناصر الحزب قبل استهدافها المباشر، وهو ما لم يحصل يوم الاثنين.

ولم يتأخّر «حزب الله» في «ردّ التحية بمثلها» حيث اعتمد بعيْد مقتل عناصره الثلاثة رداً أوّلياً بدا إشارة تحوُّل في طبيعة ردّه حيث قام باستهداف ثكنة برانيت (مركز قيادة فرقة الجليل) وثكنة أفيفيم (مركز قيادة كتيبة تابعة للواء الغربي) بواسطة صواريخ موجّهة وقذائف هاون، قبل أن يقابل الثلاثاء قصْف مواقع له عقب عملية «القسام» باستهداف «ملالة إسرائيلية نوع زيلدا عند موقع الصدح غرب بلدة صلحا (مستعمرة أفيفيم) بصاروخين موجّهين وتمّت إصابتها وتدميرها بالكامل»، كما أعلن في بيان له.

أما يوم أمس، فكان «الردّ الحازم» على مقتل عناصره الثلاثة، حيث أكد «أن مجاهدي المقاومة الإسلامية قاموا صباح الأربعاء (امس) باستهداف موقع الجرداح الصهيوني مقابل منطقة الضهيرة بالصواريخ المُوجّهة ما أدى إلى سقوط عدد كبير من الإصابات المؤكدة في صفوف قوات الاحتلال بين قتيل وجريح»، معلناً «أن المقاومة ستكون حاسمة في ردها على الاعتداءات الإسرائيلية التي تستهدف بلدنا وأمن شعبنا ولا سيما عندما تؤدي هذه الاعتداءات إلى سقوط الشهداء».

من جهتها، ردّت إسرائيل برفع وتيرة ونوعية قصفها على قرى حدودية لبنانية في القطاع الغربي ما أدى إلى إصابة ثلاثة أشخاص بجروح في بلدة مروحين، إضافة إلى إصابة نحو 10 منازل في شكل مباشر.

وانطبعتْ التطورات الميدانية أمس، باشتباكاتٍ أفيد بأنها وقعتْ من مسافات قريبة جداً بين عناصر «حزب الله» والجنود الإسرائيليين في الضهيرة في المقلب الإسرائيلي، بالتوازي مع انخراط مسيّرات بقصف أهداف أعلنت تل أبيب أنها للحزب، وسط معلومات أوردتها وسائل إعلام عبرية عن «أن هناك إصابات بين جنود الجيش بعد استهداف موقع على الحدود بصواريخ مضادة للدروع»، وقول مسؤول أمني رفيع المستوى للقناة 14 الإسرائيلية، إن «الحدث الذي وقع للتو في الشمال يغيّر قواعد اللعبة».

في موازاة ذلك، بقيت الأنظار على الكواليس السياسية والديبلوماسية حيث تجدّد إبلاغ «مَن يعنيهم الأمر» بمخاطر انجرار «حزب الله» إلى الحرب بين «حماس» وإسرائيل.
وإذ نقلت قناة «سي إن إن» عن مصادر «أن فرنسا أبلغت حزب الله بالبقاء خارج الصراع بناء على طلب إسرائيل»، برز أمس، تكرار السفيرة الأميركية في بيروت دوروثي شيا زيارة رئيس البرلمان نبيه بري للمرة الثانية في أقل من 24 ساعة، في «مهمة عاجلة»، كما وصفتْها وسائل إعلام لبنانية.

وكان الرئيس جو بايدن وجّه تهديداً ضمنياً لإيران وحلفائها من الانخراط في المعركة، بعيد تحذير مسؤول رفيع المستوى في البنتاغون، «حزب الله» مباشرة من «مغبة اتّخاذ قرار خاطئ بفتح جبهة ثانية مع إسرائيل».

ولم يكن عابراً إصدار الحزب موقفاً رسمياً ردّ فيه على مواقف الرئيس جو بايدن، وعلى وصول حاملة الطائرات إلى شرق المتوسط.

وأفاد في بيانه «لم نتفاجأ بتصريحات بايدن في الوقوف السافر وإعلان الدعم المفتوح لآلة القتل والعدوان الصهيوني»، معتبراً أنّ «الولايات المتحدة شريك كامل بالعدوان ونحمّلها المسؤولية التامة عن القتل والإجرام والحصار وتدمير المنازل والبيوت والمجازر المروعة بحق المدنيين العزل من الأطفال والنساء والشيوخ».

وشدد على أنّ «إرسال حاملات الطائرات إلى المنطقة بهدف رفْع معنويات العدو وجنوده المحبَطين يكشف عن ضعف الآلة العسكرية الصهيونية رغم ما ترتكبه من جرائم ومجازر، وبالتالي حاجتها إلى الدعم الخارجي المتواصل لمدّ هذا الكيان الغاصب الموقت بأسباب الحياة، ولذلك نؤكد أن هذه الخطوة لن تخيف شعوب أمّتنا ولا فصائل المقاومة المستعدة للمواجهة حتى تحقيق النصر النهائي والتحرير الكامل».

تابعوا أخبارنا على Google-News

نلفت الى أن منصة صدى الارز لا تدعي بأي شكل من الأشكال بأنها وسيلة إعلامية تقليدية تمارس العمل الإعلامي المنهجي و العلمي بل هي منصة الكترونية ملتزمة القضية اللبنانية ( قضية الجبهة اللبنانية) هدفها الأساسي دعم قضية لبنان الحر و توثيق و أرشفة تاريخ المقاومة اللبنانية منذ نشأتها و حتى اليوم

ملاحظة : التعليقات و المقالات الواردة على موقعنا تمثل حصرا وجهة نظر أصحابها و لا تمثل آراء منصة صدى الارز

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اكتشاف المزيد من صدى الارز

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading