صدى الارز

كل الأخبار
مشاهدة متواصلة
تقاريرنا
أرشيف الموقع
Podcast

اللبنانيون : معاناة من صدمات الماضي، من الحرب الأهلية إلى انفجار ميناء بيروت والانهيار الاقتصادي والخشية من القادم

تزداد مخاوف اللبنانيين بشأن احتمال نشوب صراع شامل آخر بين جماعة حزب الله اللبنانية وإسرائيل، حيث تندلع اشتباكات بينهما على الحدود منذ بداية الحرب في قطاع غزة في أكتوبر.

وتمضي اللبنانية آلاء فقيه، وهي صاحبة متجر، الليل مستيقظة، تطاردها المخاوف من كارثة أخرى قد تضرب لبنان.

ومثل الكثيرين غيرها، تعاني آلاء من صدمات الماضي، من الحرب الأهلية بين 1975 و1990 إلى التفجير المدمر في ميناء بيروت عام 2020 والانهيار الاقتصادي، وتخشى من القادم.

وقالت آلاء (33 عاما) التي تتسارع نبضات قلبها بالليل وهي ترتجف “دقات قلبي أصبحت سريعة من وراء الأزمات التي مررنا بها… الخوف يسكنني”.

واحتاج لبنان إلى سنوات لإعادة البناء بعد حرب عام 2006 بين العدوين اللدودين والتي قُتل فيها 1200 شخص في لبنان، معظمهم من المدنيين و158 إسرائيليا، معظمهم من الجنود.

إنضموا الى قناتنا على يوتيوب

وأسفرت عقود من الفساد وسوء الإدارة في النخبة الحاكمة عن انهيار النظام المالي في عام 2019 مما أدى إلى ضياع المدخرات وتراجع قيمة الليرة وتأجيج الفقر.

وفي العام التالي تعرضت بيروت لانفجار ضخم بفعل مواد كيميائية في ميناء المدينة، ما نتج عنه مقتل 220 شخصا على الأقل وكان قويا إلى درجة أنه كان محسوسا على بعد 250 كيلومترا في قبرص، وأرسل سحابة دخان بشكل الفطر فوق العاصمة اللبنانية.

وأدت الضغوط السياسية إلى إخراج التحقيق، الذي كان يسعى إلى ملاحقة أصحاب النفوذ بشأن الانفجار، عن مساره.

وقالت المحللة النفسية ألين الحسيني عساف إن اللبنانيين يكافحون في مواجهة مستويات عديدة من المعاناة، مضيفة أن البعض يخفون مشاعرهم، بينما يعيش آخرون في حالة إنكار.

وانزلق لبنان، الذي كان يُطلق عليه في السابق اسم سويسرا الشرق الأوسط، إلى حرب أهلية وحشية متعددة الأطراف في عام 1975.

وعلى مدار 15 عاما، شهد لبنان حربا أهلية طاحنة، قدر عدد ضحاياها بـ150 ألف قتيل و300 ألف جريح ومعوق و17 ألف مفقود، فضلا عن هجرة أكثر من مليون شخص وخسائر مادية فاقت 100 مليار دولار.

وتوقفت الحرب عقب توافق النواب اللبنانيين في مدينة الطائف السعودية، على اتفاق عُرف بـ”اتفاق الطائف”، الذي كرس معادلة اقتسام السلطة على أساس المحاصصة الطائفية، فتوزعت المناصب الرئيسية بين المكونات الأساسية الثلاثة: المسيحيين والسنة والشيعة.

وليس من الصعب العثور على ما يُذّكر الناس بالحرب، بما في ذلك المباني المليئة بثقوب الرصاص في منطقة كانت تُعرف سابقا باسم الخط الأخضر والتي قسمت بيروت إلى شرق مسيحي وغرب يغلب عليه المسلمون.

وما زالت التوترات الطائفية وذكريات الحرب عالقة في الأذهان وتخيم في الأجواء. وأضافت ألين عساف “كل العوارض النفسية تعبّر عن إرث نفسي ينتقل من جيل إلى جيل فمجرد صوت ينعش كل الصدمات المكبوتة”. ومنال سيرياني، والدة إيدان (4 سنوات) نموذج مماثل. فصدمتها ناتجة عن ذكريات تفجير ميناء بيروت.

وقالت منال، التي تعمل في مجال الضيافة، “لا أشعر بأنني بأمان وذلك أثبت منذ الرابع من أغسطس (يوم الانفجار)”. وأضافت “أنا لا أشعر بالأمان لنفسي، ولا أشعر بالأمان لأطفالي… يمكن أن يحدث لهم أي شيء بينما يلعبون في الخارج، كأن تنزل قذيفة، وما نفعل بعد ذلك؟ لا يمكن أن يحدث أي شيء في بلد كهذا”.

وسعت منال للراحة من أفكارها في الكنيسة. وقالت “عندما تدخل إلى الكنيسة تشعر بأنك قد تجري 10 دقائق… تفضّي وتعود إلى الخارج.. وتعود إلى نفس المجموعات”.

وبشكل شبه يومي، يخرق الطيران الحربي الإسرائيلي جدار الصوت فوق الأجواء اللبنانية، محدثا دويا قويا يشبه أصوات انفجارات الغارات الجوية، ما يتسبب بحالة من الذعر بين المواطنين.

ويرى محللون أن الغارات الوهمية أو خرق جدار الصوت تدخل في إطار حرب نفسية على سكان العاصمة بيروت والمدن الأخرى.

وقالت الأخصائية النفسية رهام منذر إن “جوارح الإنسان حساسة، وخاصة عند سماع أصوات قوية بشكل مفاجئ، ما يتسبب بشعور الصدمة”، مضيفة “بينما يكون تأثيرها على الأطفال مرهونا بردات فعل الأهل على سماع خرق جدار الصوت الذي تفتعله الطائرات الحربية الإسرائيلية”.

وأوضحت أن خرق جدار الصوت يذكر اللبنانيين بـ”قلة الأمان التي عشناها فترة طويلة من حياتنا، وكأنه يأتي ليزعج الناس ويجعلهم يخافون ويفكرون في ما إذا كانوا قادرين على البقاء في لبنان أو المغادرة”.

وأشارت إلى أن “خرق جدار الصوت يخلق الخوف، ويعيد أيضا إلى ذاكرة الشعب اللبناني الأحداث التي مرت على البلاد خلال الحرب الأهلية التي شهدها لبنان بالفترة بين عامي 1975 و1990، كما يذكرهم بحرب 2006 بين حزب الله وإسرائيل، وانفجار مرفأ بيروت في 2020”.

تابعوا أخبارنا على Google-News

نلفت الى أن منصة صدى الارز لا تدعي بأنها وسيلة إعلامية بأي شكل من الأشكال بل هي منصة الكترونية ملتزمة القضية اللبنانية ( قضية الجبهة اللبنانية) هدفها الأساسي دعم قضية لبنان الحر و توثيق و أرشفة تاريخ المقاومة اللبنانية منذ نشأتها و حتى اليوم

ملاحظة : التعليقات و المقالات الواردة على موقعنا تمثل حصرا وجهة نظر أصحابها و لا تمثل آراء منصة صدى الارز

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اكتشاف المزيد من صدى الارز

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading