العام 2010، إلتقيت الشيف رمزي للمرة الأولى في كواليس برنامج «ديو المشاهير»، وكم أفرحني العمل في نسخاته الست، أخبرت الشيف عما فعلته بغلاف كتابه. سكت، نظر إلي ملياً، وعلّق «هلأ أنا تلميذك ومش عارف؟». وأذكر أنه سألني عن طبق أتميّز بتحضيره ويريد معرفة سري فيه، أجبته»الملوخية»، وعرضت له موهبتي في إعداد الطبق وإخراجه. أثنى على موهبة «الأستاذ» واقترح علي كـ»تلميذ» شيّ بصلة وهرسها مع «القليّة»، ففعلت وشكرته على النصيحة الشهيّة.
العام 2011 شارك معنا في برنامج «حلوة ومرة»، على شاشة الـ»أل بي سي»، ومن دون مقابل، حيث كان يعدّ أطباقاً سريعة التحضير. في تلك الأيام كان المشاهدون يستمتعون بالنظر فيما كنتُ، وبعيد الإنتهاء من التحضير، أُدعى كمتذوّق للتفلسف على شغل «أطيب شيف» وأكثرهم ثقافة وعلماً.
عرفت في الشيف رمزي التواضع، وهو الوافد من تجربة رائدة على «شاشة المستقبل» إمتدت أكثر من 15 سنة. وهو الشغوف والمبدع في اختصاصه الثاني، بعد القانون والإقتصاد، وهو الذي حصل على جوائز عالمية، واختير أحد كتبه الأفضل في العالم وتُرجم إلى خمس لغات، وهو المتفاني في إعلاء شأن «أخته الكبرى»: «الكفاءات».
ذات فجر عام 2003 «انطلق صاروخان من عيار 107 ملم من صندوق سيارة «ب.ام.دبليو» بيضاء تحمل لوحة مزورة في اتجاه الجدار الخارجي لمبنى تلفزيون «المستقبل» القريب من مبنى السفارة السعودية في محلة الروشة برأس بيروت، فاخترقا الجدار وانفجرا في الباحة الخارجية وألحقا اضراراً مادية كبيرة بهذه المكاتب، يومها طار مطبخ الأخبار ومطبخ الشيف رمزي. لكن رغم الأضرار لم يتوقف ولم يتخلّف عن الموعد اليومي مع الناس الطيّبين. وفي تلك السنة اصدر رمزي الشويري مجلة باسمه.
حياة الشيف رمزي تختصر بأربع: نجاحات و»كفاءات»، سفرات واكتشافات. أبقى الشيف على تواصله مع كل الأجيال، فأعدّ قبل سنتين برنامجاً سريعاً، لمدة دقيقتين، على «فايسبوك» و»إنستاغرام» و»يوتيوب». لمن فاتته المشاهدة يمكنه العودة والتعرف إلى من عرفناه قامة تواضع وطيبة… وفجأة انقطعت أخباره.