عاش لبنان أمس على وقع أنباء اللجنة الخماسية الرئاسية، ودوي صواريخ المسيّرات في الجنوب والبقاع، وكأن في هذه المفارقة ما يشير الى سباق غير معلن بين الحل السياسي والحل العسكري للأزمة في لبنان. فلمن تكون الكلمة النهائية؟
فغداة الاجتماع الأخير للجنة الخماسية في مقر السفارة الأميركية في عوكر، أبدت مصادر اللجنة بحسب المعلومات، تحفظها عن التوقعات التي أثارها بيان اللجنة لجهة ذكر نهاية أيار الجاري موعداً محتملاً لإجراء الانتخابات الرئاسية في لبنان. ولم تستبعد أن تتولى فرنسا الاتصالات بإيران لتوسيع مروحة الغطاء الخارجي للاستحقاق الرئاسي.
ووفق المعلومات أيضاً، حرّكت زيارة وفد المعارضة لواشنطن الأجواء الداخلية، فأثمرت في بيان «الخماسية» الأخير دفعاً جديداً للاستحقاق الرئاسي.
وفي هذا السياق، علمت «نداء الوطن» أنّ السفير السعودي وليد البخاري، وبالتنسيق مع «الخماسية» أخذ على عاتقه مهمة تقريب وجهات النظر. وسيتولى مهمة تشاورية جديدة بين «القوات اللبنانية» والمعارضة من جهة، وبين الثنائي الشيعي.
وذكرت المعلومات أنّ البخاري سيسعى الى اقناع «الثنائي» بالتخلي عن زعيم «تيار المردة» سليمان فرنجية «كخطوة على طريق تقريب وجهات النظر بين الفريقين للاتفاق على مرشح من ضمن لائحة الخيار الثالث، ما يعني دخول سعودي جديد وقوي على خط الأزمة».
ومن الديبلوماسية الى التطورات الميدانية، فعلى امتداد نهار أمس وليله، لم تهدأ وتيرة الغارات الإسرائيلية التي امتدت من الجنوب الى البقاع توازياً مع قصف «حزب الله» شمال إسرائيل. وأدّت صواريخ المسيّرات الإسرائيلية الى مصرع شخصية قيادية في «الحزب» هو حسين خضر مهدي في بلدة النجارية في قضاء صيدا في الجنوب. كما أدت هذه الصواريخ الى مصرع القيادي في حركة «حماس» في لبنان شرحبيل السيد، باستهداف سيارة كان يستقلها في مجدل عنجر على مقربة من الحدود الشرقية بين لبنان وسوريا. كذلك قتل في غارة النجارية طفلان سوريّان.
وفي المقابل، أعلن الجيش الإسرائيلي، مساء أمس أنّ نحو 75 قذيفة صاروخيّة أُطلقت من لبنان، مشيراً إلى اعتراض «العشرات منها».
توازياً، أعلن أمس وزير الدفاع الإسرائيلي خلال لقائه الجنود الإسرائيليين على الحدود الشمالية مع لبنان: «علينا الاستعداد وأخذ احتمالية الحرب في الحسبان». وقال: «وصلت إلى هنا بعد إجراء تقييم للأوضاع، ولا شك في أنّ هناك أضراراً وأعرف جيداً ما يحدث على الجانب الآخر. هناك أضرار بحجم كبير تعرضت لها أجزاء كبيرة من جنوب لبنان، آلاف المنازل تضررت ومئات دُمرت».
وأشار إلى أنّ إسرائيل «تريد استنفاد كل فرصة» لإعادة سكان مستوطنات الشمال الى ديارهم «بالاتفاق». وأضاف: « نعلم أنّ للحرب أثماناً ونفضّل تجنّبها، لكن علينا أن نأخذ في الاعتبار أنّ هذا الأمر يمكن أن يحدث، وأن نستعد له، وإذا وصلنا إلى هذا الاستنتاج فسنعمل لأننا ببساطة في حاجة إلى أن نهتم لمواطنينا».
على صعيد آخر، نظّم «حزب التحرير ـ ولاية لبنان» في طرابلس تظاهرة «نصرة للسوريين النازحين»، شكلت تحدياً لقرار أصدره محافظ طرابلس والشمال القاضي رمزي نهرا «بمنع تظاهرتين الأولى لدعم الوجود السوري في لبنان، والثانية ترفض هذا الوجود حفاظاً على الأمن في المدينة».
وفي إطار ملف النازحين السوريين، أشارت معلومات الى أنّ مركباً على متنه 20 سورياً اتّجه إلى قبرص قبل 4 أيام من السواحل السورية وطاردته البحرية القبرصية، فوصل إلى السواحل اللبنانية عند العريضة الحدودية، لذلك عمدت بحرية الجيش الى تسليمه إلى البحرية السورية «في إطار التعاون بين الجانبين في هذا الصدد».