ي مقابل توافق المعارضة و”التيار الوطني الحر” وعدد من نواب التغيير والمستقلين، على دعم ترشيح الوزير السابق جهاد أزعور لرئاسة لبنان، يصر “الثنائي الشيعي” والدائرون في فلكه على وصف أزعور بأنه مرشح مناورة غايته إسقاط المرشح سليمان فرنجية، معتبرين استخدام ورقة أزعور تهدف لتبني مرشح آخر لا تريد المعارضة الإفصاح عنه، وهو ما ترفضه أوساط بارزة في المعارضة، بالتأكيد لـ”السياسة” أن أزعور المرشح الأكثر من جدي للمعارضة ولكل الذين تقاطعوا على دعمه، وبالتالي فإن الكرة أصبحت في ملعب رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي عليه أن يدعو إلى تحديد جلسة انتخاب جديدة في أسرع وقت، لطي صفحة الشغور الرئاسي ولتفادي غرق البلد أكثر.
وشددت الأوساط على أن أي تفسير آخر من جانب بري لترشيح أزعور يعتبر خرقاً للدستور لناحية عدم الدعوة لعقد جلسة انتخابية، وإمعاناً في الاستمرار في الواقع المزري، في وقت أبدى النائب غسان سكاف تفاؤله بقرب التوصل لانتخاب رئيس للجمهورية. وقال لـ”السياسة”، إن الفراغ الذي يهدد المراكز المسيحية العليا في الدولة، وفي مقدمها حاكمية مصرف لبنان، يستوجب الإسراع في عقد جلسة انتخابية، بعدما أصبح هناك متنافسان، للموالاة والمعارضة، ولتأخذ اللعبة الديمقراطيةمجراها.
وفي هذا الشأن، دعا الرئيس بري، المعارضة، لتُصدر موقفاً واضحاً من مرشحها وعندها سيتم التصرف وفقا لهذا الموقف، ودعا بيري في تصريحات صحافية لـ”الانتشار” المعارضة إلى الإعلان عن ترشيح أزعور وإصدار موقف واضح بهذا الخصوص.
وفي الإطار، أكّد البطريرك المارونيّ بطرس الرّاعي مُباركته كلّ خطوة تصبّ باتجاه التوافق على إنتخاب رئيسٍ للجمهورية، منتقداً السياسيين الذين لم يسارعوا وسط الإنهيار الكامل والفراغ إلى التفاهم لإنجاز الإستحقاق الرئاسي.
وفي عظة أمس، دعا الراعي رجال السياسة في لبنان إلى ممارسة عملهم السياسي خدمة للخير العام، والخروج من إطار أنانياتهم ومصالحهم الخاصة، بعيداً عن مقولة غالب ومغلوب البغيضة لأن ذلك سيؤدي إلى شرخٍ كبير في حياة الوطن.
ومن جهته، شدد متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران الياس عودة، على أنّ التعطيل لم يعد يجدي والاستعلاء والهيمنة لا يقودان الى مكان آمن، بل يولّدان ردّة فعل سلبية
ضارّة. ودعا إلى ضرورة التعقّل وتقديم المصلحة العامة على كلّ مصلحة.
من جانبهن أعل رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل دعم المرشح أزعور للرئاسة، واكد، أنّ البرنامج الإصلاحي الإنقاذي هو الذي يوحّد الجميع على توجّهات، هي أهم من اسم الرئيس، مؤكدا أنّ التقاطع على اسم هو إنجاز مهم، وليس كافياً لانتخاب رئيس، لأن المطلوب من جهة التوافق مع الطرف الآخر من دون تحديه.
وأضاف أنه “لا يجوز أن يتّفق المسيحيون على اسم ويمنع وصوله، والتقاطع على دعم جهاد أزعور للرئاسة تطور إيجابي.
وفي السياق الرئاسي، دعت أحزاب ومجموعات معارضة إلى ضرورة استمرار اخذ المبادرة للوصول الى ارضية مشتركة مع قوى ممكن التقاطع معها للتغلب على هذه أزمة التعطيل التي يمارسها حزب الله، لافتة إلى أن الثنائي التعطيلي يحاول تمديد الأزمة وفرض مرشحه، ويعتمد في ذلك على اضاعة الوقت على البلد والشعب ويصالهما الى افق غير منظور للضغط داخليا وخارجياً.
على صعيد آخر، أكد وزارة الخارجية والمغتربين اللبنانية حرصها على التعاطي المسؤول مع القضية المطروحة بما يصون مكانة وسمعة الدولة وتمثيلها الدبلوماسي المعتمد في العالم ومن ضمنه لدى الجمهورية الفرنسية، مشيرة إلى انها قررت إيفاد لجنة تحقيق برئاسة الامين العام للوزارة وعضوية مدير التفتيش الى السفارة في باريس للتحقيق مع السفير المعني والاستماع الى إفادات موظفي السفارة من دبلوماسيين وإداريين ومقابلة من يلزم من الجهات الرسمية الفرنسية
لاستيضاحها عمّا نقل عنها في وسائل الاعلام ولم تتبلغه وزارة الخارجية اللبنانية عبر القنوات الدبلوماسية أصولا، ليبنى عندها على الشيء مقتضاه القانوني.