صدى الارز

كل الأخبار
مشاهدة متواصلة
تقاريرنا
أرشيف الموقع
Podcast

الراعي في قداس ايليج: استشهدوا لنشهد التعددية التي يمتاز بها لبنان وتجعل منه واحة تلاق وحوار

 ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، قداسا احتفاليا في كنسية سيدة ايليج سلطانة الشهداء في ميفوق- القطارة، بدعوة من رابطة سيدة ايليج، بعنوان “استشهدوا لنشهد – صامدون”، عاونه راعي ابرشية جبيل المارونية المطران ميشال عون وراعي ابرشية البترون المطران منير خيرالله ورئيس دير سيدة ميفوق ولفيف من الكهنة.
حضر القداس الوزير السابق الان حكيم ممثلا رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل، النائب وليم طوق، النائب السابق سامر سعادة، رئيس البلدية هادي الحشاش، نقيب المهندسين في الشمال بهاء حرب، رئيس رابطة سيدة إيليج فادي الشاماتي والاعضاء واهالي الشهداء ورفاقهم وحشد من المؤمنين.
في بداية القداس، القى عون كلمة رحب فيها بالراعي “في المقر البطريركي التاريخي في ايليج وفي ابرشية جبيل المارونية التي ترأسها الراعي مطرانا لمدة 23 سنة”.
العظة 
وبعد الانجيل المقدس القى البطريرك عظة بعنوان “استشهدوا لنشهد”، أشار فيها إلى أن “ذكرى مصالحة الجبل كانت بالنسبة لنا التزاما بمواصلتها وتطويرها”.
وقال: “ان الشهداء استشهدوا لنشهد التعددية التي يمتاز بها لبنان. هذه التعددية في الوحدة المنظمة في الدستور تجعل من لبنان واحة تلاق وحوار. وان العيش معا المرتكز على الوفاق الوطني والموجود في الدستور يعطي شرعية لأي سلطة في الدولة”.
وأعرب عن “أسفنا للمعارك في مخيم عين الحلوة التي تنشر الخطر في صفوف الآمنين، وهذه الأحداث المرة تصيب في الصميم القضية الفلسطينية، ولا يمكن أن يكون لبنان حياديا حيال إسرائيل وحيال الإجماع العربي، والحياد يقتضي تحييد لبنان عن الصراعات الإقليمية والدولية وأن يضبط لبنان سيادته الخارجية على حدوده وسيادته الداخلية بجيش واحد وسلطة واحدة، والدفاع عن نفسه بالقوى الذاتية المنظمة”.
كما دعا إلى “وجوب انتخاب رئيس للجمهورية، وتطبيق اتفاق الطائف لوضع حد للفوضى في السلطة الدستورية والتعيينات الإدارية والأمنية والتفسير العشوائي للدستور، فلا يختبئ مخالفو الدستور وراء الميثاقية”.
 
وأعرب عن ألمه للزلزال الذي ضرب المغرب، داعيا الى “الصلاة من أجل راحة نفوس الموتى وشفاء المرضى”، ومعزيا “باسم كنيستنا المارونية”.
الشاماتي 
وبعد القداس القى الشاماتي كلمة قال فيها: “نحن هنا، كما اسلافنا، صابرون وصامدون حتى قيامة لبنان، وسيقوم. قاومنا لأجل بقاء الارض والكيان، واجهنا الموت في ميادين الحرب ولم نرحل، حملنا نعوش رفاقنا الأحبة الى عروشهم وعانينا ظلمات السجون وأسواط التعذيب، ولم نرحل. تاقت بطوننا الى الرغيف وسقطنا في العوز، ورغم ذلك لم نرحل وقررنا البقاء والصمود، وصمدنا”.
أضاف: “نحن هنا صامدون على هذه الارض التي ارتوت بدماء الاجداد والشهداء، لأن لنا رسالة ودور، أبعد بكثير من اي موقع وسلطة، فما نفع المواقع والسلطات ان لم تخدم الرسالة وتؤدي الدور كما يجب ان يكون. رسالتنا دعوة مستمرة لنشر ثقافة الحرية والسلام والعدالة والمحبة في هذا الشرق الذي عانى ويعاني من الاحادية والدكتاتورية والظلم والحروب. دورنا الحفاظ على حرية الانسان و كرامته وحقه بالعيش الكريم، كائنا من يكون، هذه تعاليمنا وهكذا أوصانا يسوع المسيح. رسالتنا ودورنا هما علة وجودنا ومبرر استمرارنا، دون ذلك، نحن عراة من أي أرض ووطن. والسؤال الذي يحتاج الاجابة عليه، هل نحن نترجم جوهر رسالتنا في حياتنا الوطنية والاجتماعية والثقافية وغيرها؟ بالاجابة على ذلك تتضح معالم المستقبل”.
وتابع: “يا ايها الشابات والشبان، فلذات أكبادنا ونبض المستقبل، لا قيمة للعيش دون قضية ومعنى، ولا عيش دون تضحيات ومعاناة أينما كنتم. لبنان وطنكم، تاريخكم وهويتكم، دفء عائلاتكم ومنبع قيمكم، ومن واجبكم وحق الشهداء عليكم ادراك حجم التضحيات التي بذلت لكي يبقى لكم لبنان، بجهلكم لذلك ولا مبالاتكم، يموت الشهداء مرتين. أزمات الوطن والصعوبات التي يمر بها، حلها ليس بخيار الرحيل، فأنتم قادة المستقبل، لذلك بادروا وأقدموا ولا تتخاذلوا، تثقفوا لكي لا يجتاحكم الجهل، لا تساوموا على حريتكم وقيمكم، ثقوا بقدراتكم، بطموحاتكم وبأنفسكم والأهم بالله الذي قال: لا تخافوا أنا معكم، وكونوا في الصمود”.
وقال: “ان الازمات التي تعصف بلبنان، كثيرة، ولكن، هناك خطران كبيران يهددان أسس الكيان: الاول هو سلاح غير شرعي وغير وطني، والثاني أزمة النازحين السوريين التي باتت تشكل خطرا وجوديا على لبنان(..). اخلاقنا وقيمنا، أوجبت علينا التعامل مع هذه الازمة كما غيرها في العام 1948  بإنسانية وتعاطف، فصار الضيف محتلا، وسقط الاف الشهداء ليبقى لبنان. واليوم لن يرضى اي لبناني، ان يعيد التاريخ نفسه ويكون الثمن المدفوع، وطنه وحياته، كرمى دول وهيئات ما همها الا مصالحها، انها مسؤولية اللبنانيين جميعا، بالنسبة لنا تبقى مصلحة لبنان فوق اي اعتبار، ولا يزايدن أحد علينا. وطنيون نحن ولسنا عنصريين”.
وختم: “صاحب الغبطة، من موقعك الضميري، المؤتمن على بقاء لبنان، طالبت اللبنانيين الاحرار، في العام 2020 بأن لا يسكتوا عن السلاح غير الشرعي، ولا عن دمج النازحين السوريين، ولا عن الانقلاب على الدولة والنظام، ولا عن نسيان الشهداء ففي ذلك خيانة، ونحن صامدون، لن نسكت لن نستكين ولن ننسى. ويا ايها المسؤولون تحرروا من شبق السعي الى السلطة وصراع الاحجام في ما بينكم، عودوا الى روح المقاومة والنضال لتكونوا على قدر المسؤولية الملقاة على عاتقكم، وتتحدون في جبهة وطنية عابرة للطوائف ذات رؤية وخارطة طريق، تسنتهض الطاقات وتدعم صمود المجتمع. اذا اتحدتم ستقلبون المعادلات لصالح الوطن”.
ثم قلد الراعي ميدالية سيدة ايليج الى رئيس كاريتاس لبنان الاب الكرملي ميشال عبود.

تابعوا أخبارنا على Google-News

نلفت الى أن منصة صدى الارز لا تدعي بأنها وسيلة إعلامية بأي شكل من الأشكال بل هي منصة الكترونية ملتزمة القضية اللبنانية ( قضية الجبهة اللبنانية) هدفها الأساسي دعم قضية لبنان الحر و توثيق و أرشفة تاريخ المقاومة اللبنانية منذ نشأتها و حتى اليوم

ملاحظة : التعليقات و المقالات الواردة على موقعنا تمثل حصرا وجهة نظر أصحابها و لا تمثل آراء منصة صدى الارز

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اكتشاف المزيد من صدى الارز

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading