تقدمت قضية تأجيل تسريح قائد الجيش العماد جوزاف عون المشهد السياسي في لبنان، حيث تحركت الاستطلاعات الديبلوماسية العربية في هذا الاتجاه، بمواكبة من المعارضة النيابية التي أعدت اقتراح قانون بهذا الشأن، بعد امتناع وزير الدفاع موريس سليم عن توقيع مثل هذا الاقتراح.
وتجدر الإشارة إلى أن امتناع وزير الدفاع مرده إلى موقف مرجعيته السياسية، رئيس تكتل لبنان القوي جبران باسيل، الذي جدد أمس رفضه التمديد لقائد الجيش «الذي يعمل في السياسة وليس في الجيش، ويحارب قانون الدفاع الوطني»، على حد قول باسيل الذي يناصب القائد العداء منذ منتصف ولاية الرئيس السابق ميشال عون الذي اختاره للقيادة، بسبب رفض السماح لباسيل وعمه الرئيس السابق بمد اليد على الجيش. وقال باسيل مبررا رفضه، بأن تعديل القانون لصالح شخص واحد، إجراء غير شرعي ويمكن إبطاله أمام المجلس الدستوري، لأنه مخالف لمبدأ «شمولية التشريع» إضافة إلى أنه ليس ضمن مبدأ تشريع الضرورة. نافيا احتمال الفراغ في القيادة، في ظل وجود الضابط الأعلى رتبة من بعده، وهو بالمناسبة مسيحي، وطرح باسيل إمكانية تعيين قائد جديد، بموجب مرسوم جوال يوقعه جميع وزراء الحكومة الـ 24 وهو الذي يعلم ان مثل هذا المرسوم لن يبصر النور في ظل رفض كتلته الوزارية التوقيع عليه.
وكان وفد من نواب المعارضة التقى أمس الأول رئيس حكومة تصريف الأعمال، نجيب ميقاتي، وضم النواب سامي الجميل، غسان حاصباني، بلال الحشيمي، أشرف ريفي، مارك ضو، وضاح الصادق، وميشال معوض وأبلغوه بأنه لا خيار سوى بتأجيل تسريح قائد الجيش لمدة سنة، وبانتظار انتخاب رئيس للجمهورية.
وانضم النائب السابق لرئيس مجلس النواب إيلي الفرزلي إلى دعاة تأجيل تسريح العماد جوزاف عون.
أما عن الوضع المقلق في جنوب لبنان، فقد قال الرئيس نبيه بري أمام زواره «لسنا نحن من يريد الحرب، بل نتنياهو يريد توريط الأميركيين في توسيع نطاق الحرب». ونقلت «النهار» البيروتية عن بري القول، إنه لم يلمس مؤشرات على رغبة أميركية بتوسيع دائرة الحرب باتجاه لبنان، وان كل الموفدين والمستشارين وبينهم هوكشتاين عكسوا هذه الرغبة الأميركية.
وأبدى بري إعجابه بمواقف الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله. ويقول بري: إن مفتاح الحرب وتكبير شعاع المواجهات يبقى عند إسرائيل، مشيرا إلى استنفار «أمل» من باب التكافل والتضامن مع واجب الدفاع عن أرضها، كما أبدى إعجابه برئيس الحكومة نجيب ميقاتي لتجنيب لبنان آلة الحرب الإسرائيلية.
بدوره، وزير الاقتصاد والتجارة أمين سلام قال ردا على سؤال لـ «الأنباء»: أنا أدعم وأؤيد التمديد لقائد الجيش، ونحن مع قرار التمديد 100% في هذا الظرف العصيب الذي يمر به لبنان، وموقفي هذا نابع من المصلحة الوطنية.
أما كتلة الاعتدال الوطني التي جالت على الرئيسين نبيه بري ونجيب ميقاتي ومفتي لبنان الشيخ عبداللطيف دريان فأضافت إلى طلب تأجيل تسريح العماد عون، تأجيل تسريح المدير العام للأمن الداخلي اللواء عماد عثمان الذي تنتهي خدمته في الشهر الرابع من السنة المقبلة تحسبا لحصول فراغ في هذا الموقع الأمني الهام. وفي معلومات «الأنباء» فإن معظم نواب المعارضة وأعضاء الكتل النيابية المستقلة مع التمديد المزدوج لقائد الجيش وللمدير العام للأمن الداخلي.
ميدانيا، ورغم طلب وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن من إسرائيل، تجنب حرب شاملة مع حزب الله، تجددت المواجهات العنيفة على طرفي الحدود في الجنوب أمس.
وشنت إسرائيل غارات جوية نفذها الطيران الحربي بين بلدات عيتا الشعب ورميش وبين بنت جبيل وعيناتا، وقصفا مدفعيا إسرائيليا استهدف محيط بلدتي حولا وعيترون في القطاع الأوسط من جنوب لبنان.
وأعلنت شركة الكهرباء الإسرائيلية أمس مقتل أحد موظفيها متأثرا بجروح أصيب بها جراء صاروخ مضاد للدبابات أطلق من لبنان أمس الأول في منطقة دوفيف. وكان الجيش الإسرائيلي رد على الهجوم الذي أصاب مركبة قرب تجمع دوفيف السكاني بالمدفعية، فيما أعلنت خدمة الطوارئ والإسعاف عن تسجيل عشر إصابات.
بدوره، قال حزب الله إنه استهدف بالأسلحة المناسبة موقع الراهب وحقق فيه إصابات مباشرة.
وفي بيروت، أوقف الجيش اللبناني الناشطين باسم الجوني وخضر أنور، لنزعهما العلم الفرنسي عن سارية سفارة فرنسا، ووضع العلم الفلسطيني مكانه، احتجاجا على مواقف الرئيس ماكرون الممالئة لإسرائيل.