أما جنوباً، تقدمت آلية للجيش الإسرائيلي في اتجاه طريق الطيبة القنطرة، قرب مقهى الشلال، وأطلقت النار في الهواء لترهيب السكان. ونفذ جيش الاحتلال عملية نسف جديدة في بلدة كفركلا سُمع صداها في أنحاء المنطقة. كما ألقت مسيّرة إسرائيلية قنابل على بلدة بني حيان. كما ألقت محلقة إسرائيلية قنابل صوتية على تجمع للمواطنين عند مثلث شقراء مجدل سلم حولا ما أدى إلى سقوط جريحين، كذلك أفيد عن إصابة مواطنين آخرين جراء إلقاء مسيرة إسرائيلية قنابل صوتية على تجمع لمواطنين في وادي السلوقي قرب استراحة آكاسيا، وعن إصابة شخص وتضرر جرافة وشاحنة في بلدة طلوسة بإلقاء محلقة إسرائيلية 3 قنابل متفجرة، كما أفيد عن اعتقال 4 مواطنين من بلدة مارون الراس تم الإفراج في وقت لاحق عن ثلاثة منهم وعن اطلاق النار على مواطنين متجمعين عند مدخل البلدة من جهة عيترون ما أدى إلى إصابة شخصين.
غارات النبطية
وقالت وزارة الصحة اللبنانية إن 24 شخصاً أصيبوا الثلاثاء في غارتين إسرائيليتين على مدينة النبطية بجنوب لبنان. وأكد الجيش الإسرائيلي في بيان أنه هاجم مركبات تابعة لجماعة حزب الله المدعومة من إيران، وقال إن المركبات كانت تنقل أسلحة في محيط النبطية.
وندد رئيس الوزراء في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي بالضربتين الإسرائيليتين، وقال «هذا العدوان يشكل انتهاكا إضافيا للسيادة اللبنانية وخرقاً فاضحاً لترتيب وقف إطلاق النار».
وذكر بيان صادر عن مكتب ميقاتي أنه أجرى اتصالاً برئيس لجنة مراقبة تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار الجنرال الأمريكي جاسبر جيفرز وطالبه «باتخاذ موقف حازم لضمان تنفيذ إسرائيل لالتزاماتها بموجب القانون الدولي».
واستكمل جيش الاحتلال الإسرائيلي ولليوم الثالث على التوالي اعمال جرف المنازل والبنى التحتية في حولا وميس الجبل ومركبا، وقام بإزالة عدد من الأشجار بين كفركلا وبرج الملوك. كما واصل اعتداءاته على الاملاك العامة والخاصة في بلدة ميس الجبل من خلال قيامه بهدم البيوت والمباني وجرف الاراضي والأشجار وإقامة سواتر ترابية، في وقت حاولت دبابات التوغل في منطقة المفيلحة غرب بلدة ميس الجبل ووصلت إلى مسافة 100 متر من مكان تمركز آليات الجيش اللبناني.
تزامناً، نصب أهالي بلدة كفركلا خيمة على طريق الخردلي عند مفرق ديرميماس القليعة قرب محطة مرقص، وأعلنوا انيتهم البقاء فيها إلى ان يخرج الجيش الإسرائيلي من بلدتهم ويعود أبناؤها إليها.
جرف منازل وبنى تحتية
وفي الحصيلة غير النهائية للاعتداءات الإسرائيلية الصادرة عن مركز عمليات طوارئ الصحة العامة التابع لوزارة الصحة جاء ما يلي: 6 جرحى خلال محاولة مواطنين الدخول إلى بلدة يارون، 20 جريحاً في الغارة على النبطية الفوقا، 10 جرحى في الغارة على زوطر، 5 جرحى في مجدل سلم.
تزامناً، رأى قائد المنطقة الشمالية في إسرائيل اللواء أوري غوردين «أن حزب الله هُزم، وإذا حاول الرد فسنقضي عليه وعلى قيادته» واعتبر «أن الواقع في الشمال تغيّر كثيراً والوضع آمن الآن ومختلف تماماً». أما صحيفة «يديعوت أحرونوت» فنقلت عن مسؤول عسكري إسرائيلي قوله: «لن نوصي بنقل السيطرة في جنوب لبنان إلى الجيش اللبناني حتى يفي بمهامه ويظهر قدرة كافية على فرض سيطرته». وأضاف «لا ننصح بنقل السيطرة للجيش اللبناني حتى يقوم بمهامه كاملة، وسنواصل العمل على إزالة أي بنية تحتية في لبنان تشكل تهديدًا أو قد تشكل تهديدًا في المستقبل».
وأشارت الصحيفة إلى «أن مسؤولية ضمان عدم إعادة حزب الله تأسيس بنيته التحتية مرة أخرى تقع على عاتق الجيش الإسرائيلي». وكشفت أنه «يخطط لاستهداف مجمعات لحزب الله قريبة من بلدات الجليل» مشيرة إلى «ان هذا الجيش مسؤول عن حماية سكان الشمال وليس الجيش اللبناني أو أي قوة أجنبية أخرى».
وأفاد مسؤول عسكري إسرائيلي أنه «في بنك أهداف الجيش قائمة طويلة من مواقع أسلحة تابعة لـ«حزب الله» في القطاع الشرقي المحاذي للجليل الأعلى سيعمل خلال الأسابيع الثلاثة المتبقية على تدميرها».
الجيش تسلم منشأة عسكرية
ذكر إعلام لبناني، أمس الأربعاء، أن الجيش تسلم منشأة عسكرية تحت الأرض لـ«حزب الله» جنوب البلاد، وهي عبارة عن أنفاق تحوي آليات عسكرية. ونشرت وسائل إعلام لبنانية بينها قناة الجديد الخاصة، مقاطع مصورة تظهر مشاهد لأنفاق تحت الأرض ومنصات صواريخ.
وذكرت أن المنشأة تقع بين بلدتي وادي جيلو وجويا جنوب لبنان، حيث تظهر المشاهد المتداولة أنفاقاً تحت الأرض وشاحنات يتم تجهيزها لتكون منصات صواريخ، وآلات لتصنيع ذخائر وأسلحة حسب تقرير من وكالة الاناضول.
وتداول ناشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ليل الثلاثاء، مقطعا مصورا يظهر عناصر من الجيش اللبناني داخل نفق في جنوب لبنان، قيل إنه منشأة عسكرية لـ«حزب الله» تحت الأرض جنوب نهر الليطاني. وحسب ما تم تداوله، فإن المنشأة تقع بين بلدتي جويا وعيتيت في قضاء صور. وقال ناشطون إن هذه المنشأة قد تكون «عماد 4» التي سبق للحزب أن كشف عنها خلال الحرب الإسرائيلية الأخيرة على لبنان.
وقال الناشط علي فحص، عبر حسابه بـ«منصة إكس» إنه حسب المعلومات فالمنشأة التي تسلمها الجيش اللبناني جنوب الليطاني ليست «عماد 4» بل أخرى تعرضت لقصف خلال الحرب الإسرائيلية، وهي خالية من أي سلاح استراتيجي. فيما لم يصدر الجيش اللبناني ولا «حزب الله» تعليقاً فورياً على ما أوردته وسائل إعلام وناشطون.
وفي أغسطس/ آب الماضي، عرض «حزب الله» في مقطع مصور نشره إعلامه الحربي، نموذجاً من شبكة أنفاق تضم وفق الصور منصات إطلاق صواريخ وأسلحة ثقيلة، ورأى حينها خبراء أن هذه المنشآت قد تلعب دورا أساسيا في أي مواجهة مع إسرائيل.
انتشار الجيش اللبناني
المقطع المتداول تزامن مع مواصلة الجيش اللبناني انتشاره في القطاع الشرقي ومناطق حدودية أخرى في منطقة جنوب الليطاني، بعد انسحاب إسرائيل منها، بالتنسيق مع اللجنة الخماسية للإشراف على اتفاق وقف النار.
ويدعو القرار 1701 الصادر في 11 أغسطس/آب 2006، إلى وقف كامل للعمليات القتالية بين «حزب الله» وإسرائيل، آنذاك، وإنشاء منطقة خالية من السلاح والمسلحين بين الخط الأزرق (المحدد لخطوط انسحاب إسرائيل من لبنان عام 2000) ونهر الليطاني جنوبي لبنان، باستثناء القوات التابعة للجيش اللبناني وقوة الأمم المتحدة المؤقتة «يونيفيل».
والأحد، أعلن البيت الأبيض تمديد ترتيبات اتفاق وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل حتى 18 فبراير/ شباط المقبل، وبدء محادثات بوساطة أمريكية بشأن إعادة الأسرى اللبنانيين بعد 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
وفي 27 نوفمبر/ تشرين الثاني 2024، سرى وقف لإطلاق النار أنهى قصفاً متبادلاً بين الجيش الإسرائيلي و«حزب الله» بدأ في 8 أكتوبر 2023، وتحول إلى حرب واسعة في 23 سبتمبر/ أيلول الماضي.