قبل توجهه الى مصر، كان بوحبيب يستقبل في بيروت المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان جينين هنيس- بلاسخارت وقد تباحث معها في تطورات الأوضاع الأخيرة والتصعيد الاسرائيلي الخطير بعد إستهداف الضاحية الجنوبية لبيروت. وشدد الوزير على ضرورة أن تكثف الأمم المتحدة جهودها لوقف العدوان الاسرائيلي على لبنان وتجنّيب المنطقة الانزلاق في دوامة ردود انتقامية قد يؤدي خروجها عن السيطرة الى إندلاع حرب إقليمية شاملة. كما كرر بوحبيب تمسك لبنان بالتطبيق الشامل والكامل للقرار ١٧٠١ باعتباره الحل الوحيد لعودة الهدوء الى جنوب لبنان. وكانت الدبلوماسية الاممية دعت، في لقائها الاخير منذ ايام مع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي في السراي، الى التهدئة على كافة الجبهات، وطالبت الجميع بالالتزام بتطبيق القرار 1701 الذي هو الحل الوحيد لحل النزاع القائم.
“اللازمة” التي تتكرر في كل المواقف الدولية التي تتطرق الى الوضع الميداني اللبناني، هي “تطبيق القرار 1701″، وما قاله عبدالعاطي وبلاسخارت ليس الا عينة عن سيل من المناشدات الدولية، العربية والغربية، التي استعجلت بيروت ولا تزال، منذ 8 تشرين الماضي، التقيد بالقرار الدولي وتنفيذه.
في المقابل، لبنان الرسمي منذ اللحظة الاولى، بحسب ما تقول مصادر سياسية معارضة لـ”المركزية”، أعلن عجزه عن فرض سيادته على اراضيه وعن فرض هيبته على حزب الله، بإقرارِ رئيس حكومته نجيب ميقاتي ان قرار الحرب والسلم ليس في يده، وتسليمِه بالامر الواقع هذا.
اليوم، ها هي الدبلوماسية اللبنانية، امام خطر الحرب الشاملة التي تتهدد لبنان وبعد ان بلغت الصواريخ الاسرائيلية قلب العاصمة بضرب الضاحية الجنوبية لبيروت، تعود لترفع لواء تطبيق القرار، وقد تمسك بوحبيب به خلال سلسلة اتصالات تلقاها من دبلوماسيين اجانب امس. كما ان رئيس مجلس النواب نبيه بري، المكلّف من حزب الله مفاوضة الوسطاء، لا ينفك يؤكد ان يجب تنفيذ الـ1701 مع تشديده على التزام اسرائيل بمندرجاته ايضا..
والسيناريو الافضل بالنسبة الى الثنائي الشيعي اليوم، والذي يتطلع الى الوصول اليه هو “العودة الى الـ1701” وفق الصيغة التي كانت قائمة حتى 8 تشرين، من دون اي تعديل او تغيير.. ويبدو وفق المصادر، ان الثنائي قرر ان يوكل الى بوحبيب مهمةَ المطالبة بهذا “الحل” في لقاءاته الخارجية، بعيدا من اي تسوياتٍ تعمل واشنطن او سواها على ايجادها للواقع الحدودي الآن.
عليه، السؤال الذي يفرض نفسه هو: لماذا ترضى الدولة اللبنانية بأن يتجاوزها الحزبُ في القرارات المصيرية ويعودَ اليها للخروج من مأزقه، وهو ما حصل اثر حرب تموز 2006، ويحصل اليوم؟ وايضا، لماذا تخوين كل مَن طالب بتطبيق هذا القرار على مر الاشهر الماضية؟