وقد أكد وزير الإعلام زياد المكاري في الجلسة متابعته “مسار التحقيق في استشهاد المصور عصام عبد الله وإصابة الآخرين”، مذكّراً “بالشكاوى التي تقدمت بها وزارة الخارجية عبر ممثلها في الأمم المتحدة”.
وقدّم المصوّرون والصحافيون شهادات مؤثرة عما حصل معهم، وتمنى مصوّر قناة “الجزيرة” إيلي براخيا الذي “لم ينس بعد الحادثة ولا زميله عصام عبدالله”، وأوضح أنه “ما زال يتلقى علاجه الطبي منذ أكثر من 4 أسابيع نظراً لإصالبته البالغة في الكتف”، لافتاً إلى “أن مهنة الصحافة مقدسة، والقوانين الدولية تؤكد ذلك، وممنوع التعرض للصحافيين خلال ممارسة عملهم، ويصنف هذا الانتهاك على أنه من جرائم الحرب”.
وشددت مراسلة “الجزيرة” كارمن جوخدار على “أهمية توعية الصحافيين الميدانيين على كيفية التعامل مع مثل هذه الأحداث على الجبهة”، مؤكدة أنها “لن تتراجع عن متابعة عملها، وستعود إلى مزاولة مهنتها فور الانتهاء من مرحلة علاجها”، وطالبت “الدولة اللبنانية ووزارة الإعلام تحديداً بإنشاء خلية مخصصة للصحافيين للإبلاغ عن تعرضهم لأي استهداف إسرائيلي، إلى جانب ضرورة متابعة قانونية وقضائية مستمرة لتحقيق العدالة لعصام عبد الله وباقي الزملاء”.
وشرح مسؤول النقل المباشر في LBCI روبير غصن، كيف تدخّل لإنقاذ زملائه بعد القصف الإسرائيلي، وروى تفاصيل حول لحظة اقترابه من المصابين ومساعدتهم، مشدداً “على ضرورة أن يعمل الصحافي على نقل الخبر والحقائق بمصداقية وأن لا يتحول الصحافي أو المصور إلى الخبر”، فيما حمّل الصحافي الأجنبي ديلان كولنز وزير الإعلام أمانة إحقاق العدالة لعصام والزملاء.
وتخلل اللقاء عرض لأفلام قصيرة من صحافيين أبرزهم لمراسل “الجزيرة” وائل الدحدوح من غزة الذي خسر أفرادا من عائلته بالقصف الإسرائيلي، ولمراسلين آخرين من الحدود اللبنانية، وحصلت مداخلات عديدة لصحافيين ومراسلين غطوا حروباً سابقة، أكدت ضرورة الالتزام بقواعد السلامة خلال التغطيات، وهذا ما شددت عليه وداد جربوع من مؤسسة “سكايز” التي تحدثت عن دورات الحماية التي تقدمها المؤسسة باستمرار للمراسلين.
أما نقيب المصورين علي علوش، فأثار “موضوع التأمين الصحي للمصورين وظروف عملهم الصعبة”، وأشار إلى “أن سلامتهم الجسدية هي الأساس اليوم ومن الضروري تجنب المخاطر الموجودة في جنوب لبنان”، وقال: “يتوجب على المؤسسات الإعلامية تأمين التغطية الطبية لجميع المصورين والصحافيين وضرورة التأكد من أنواع التأمين الصحي للطواقم الإعلامية، ويجب أن تشمل هذه التأمينات كل ما يتعرضون له خلال عملهم وخصوصاً تغطيتهم للحروب والتظاهرات وغيرها”، كما طالب “المؤسسات الإعلامية بتحسين الظروف المعيشية لجميع المصورين بغية دعمهم مالياً ومعنوياً خصوصاً خلال هذه الأيام الحساسة”. وشكر المصور حسن عمار على صوره التي شكلت معرضاً التي وثّقت الاعتداء الاسرائيلي في 13 تشرين الأول/ أكتوبر.
وفي الختام، أكد وزير الإعلام اللبناني أنه “سيتابع قضية عصام وجميع الزملاء ولن يتخلى عن هذه القضية وسيتابعها من جميع الأطر القانونية لتحقيق العدالة لجميع الزملاء”، معتبراً “أن ما يوثقه الإعلام عن مجزرة غزة هو أكبر دليل على إجرام العدو الإسرائيلي”، مؤكداً “أن عيون الإعلام كشفت عدم موضوعية الإعلام الغربي” .