وأعلنت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين في الشرق الأدنى “الأونروا”، الاثنين، مقتل 11 شخصا وإصابة 40 آخرين، إثر الاشتباكات المسلحة التي يشهدها مخيم “عين الحلوة” جنوبي لبنان.
جاء ذلك في تقرير نشرته الوكالة الأممية على موقعها الإلكتروني، كشفت فيه عن تعليق جميع خدماتها في المخيم بـ”شكل مؤقت” بسبب الاشتباكات.
وقالت إن من بين القتلى “أحد موظفي الوكالة”، مشيرة إلى أن الاشتباكات تسببت أيضا في نزوح أكثر من ألفي شخص من المنطقة.
وكانت آخر حصيلة معلنة لعدد القتلى، نشرت في وقت سابق من اليوم، وبلغت 9 قتلى بينهم القيادي في حركة فتح أبو أشرف العرموشي و3 من مرافقيه.
وفي السياق، أشارت “الأونروا” إلى تعرض مدرستين تابعتين لها لأضرار، على خلفية الأحداث ذاتها.
وفي السياق، قالت “الأونروا” إنها فتحت مدارسها لإيواء العائلات النازحة بمساعدة متطوعين، معلنة جاهزيتها لتقديم المساعدات الملحة من فراش، وغذاء، ومياه، ومستلزمات نظافة ودعم نفسي واجتماعي، فضلا عن الرعاية الصحية.
كما دعت بشكل عاجل جميع الأطراف إلى العودة فورا إلى الهدوء، واتخاذ جميع الإجراءات اللازمة لضمان سلامة المدنيين، بمن فيهم الأطفال وأضافت أن الاشتباكات أدت لموجة نزوح تقدر بألفي شخص.
وفي وقت أبقى الجيش اللبناني على تدابيره الأمنية عند مداخل المخيم مانعاً الدخول والخروج منه، تواصلت الاتصالات والمساعي من قبل القيادات الفلسطينية واللبنانية من أجل وقف التدهور الأمني، وشارك في هذه المساعي السفير الفلسطيني أشرف دبور، كذلك أجرت فاعليات صيداوية وقيادات لبنانية اتصالات للعمل على وقف إطلاق النار، في طليعتها اللواء منير المقدح وأمين سر فصائل منظمة التحرير الفلسطينية القيادي فتحي أبو العردات.
تزامناً، وجّه مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان “نداء إلى المتقاتلين الفلسطينيين في مخيم عين الحلوة لوقف التقاتل فوراً”، مؤكداً أنه “لا يجوز شرعاً ما يجري من قتال الإخوة مهما كان السبب”.
وعلى خط التهدئة، زار كل من النائب أسامة سعد والنائب عبد الرحمن البزري مفتي صيدا والجنوب الشيخ سليم سوسان، حيث تم البحث في التطورات الأمنية الخطيرة في مخيم عين الحلوة وتداعياتها على الفلسطينيين واللبنانيين وعلى المدينة نفسها. وأكد الجانبان “ضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار”.
وفي المواقف اللبنانية من أحداث عين الحلوة، قال رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي، الإثنين، إن حكومته “لا تقبل استخدام الساحة المحلية لتصفية الحسابات الخارجية”. وأضاف أن “الجيش يقوم بواجبه لمعالجة هذه المسألة، وما يحصل مرفوض بالمطلق لكونه يكرّس المخيم بؤرة خارجة عن سيطرة الدولة”.
واستنكر الرئيس فؤاد السنيورة بشدة ما وصفها بـ “الاشتباكات المشبوهة، وكأنها تأتي لتعلن من جديد إصرار من هم وراءها على استخدام لبنان ساحة لتصفية الحسابات الإقليمية”. بدوره، شجب رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل الاشتباكات في المخيم، وطالب “بنزع سلاح المخيمات ووضعه في عهدة الجيش اللبناني”.
إلى ذلك، عيّنت قيادة حركة “فتح” و”الأمن الوطني الفلسطيني” في لبنان العقيد أبو إياد شعلان قائداً للأمن الوطني في منطقة صيدا خلفاً للواء أبو أشرف العرموشي.