قال مصدر مطلع لشبكة CNN الأميركية، إن الرئيس جو بايدن لم يكن على علم لعدة أيام بأن وزير الدفاع لويد أوستن تم نقله إلى المستشفى.
وأضاف المصدر أن مستشار الأمن القومي جيك سوليفان أبلغ بايدن في نهاية المطاف في وقت متأخر من بعد ظهر الخميس، بعد وقت قصير من علم سوليفان نفسه أن أوستن تم نقله إلى المستشفى.
وذكر مسؤولان أميركيان لمجلة “بوليتيكو”، أن البنتاجون لم يبلغ كبار المسؤولين في مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض بدخول وزير الدفاع لويد أوستن إلى المستشفى، إلا بعد مرور 3 أيام كاملة من وصوله إلى “مركز والتر ريد” الطبي.
وأوضح المسؤولان أن هذه الأخبار جاءت بمثابة صدمة لكبار الموظفين في مجلس الأمن القومي الأميركي، بما في ذلك مستشار الأمن القومي جيك سوليفان، بسبب عدم علمهم أن المسؤول الأول عن البنتاجون يعاني مضاعفات صحية.
وتفاجأ المسؤولون في مجلس الأمن القومي بالوقت الذي استغرقه البنتاجون لإعلامهم بحالة أوستن.
ولم يعلن البنتاجون عن هذه المعلومات حتى مساء الجمعة، وأخطر الكونجرس قبل حوالي 15 دقيقة من إصدار البيان.
وقال أحد المسؤولين لـ”بوليتيكو”: “ما كان ينبغي أن يحدث ذلك بهذه الطريقة”.
ومساء الجمعة، أعلنت وزارة الدفاع الأميركية، أن أوستن تم نقله إلى المستشفى بسبب “مضاعفات” بعد إجرائه فحصاً طبياً اختيارياً، من دون تقديم مزيد من التفاصيل.
ونددت رابطة الصحافيين المعتمدين في البنتاجون، على تأخير الإعلان عن دخول أوستن إلى المستشفى لمدة 4 أيام، وقالت في بيان إن هذا التأخير “مثير للغضب”، مضيفة أن لـ”الجمهور حق معرفة متى يتم إدخال أي عضو في الإدارة الأميركية إلى المستشفى، أو خضوعه إلى التخدير، أو تُنْقَل صلاحياته مؤقتاً نتيجة إجراء طبي”، وفق ما أوردت “بلومبرغ”.
ويلعب أوستن (70 عاماً) دوراً مركزياً في العديد من التحديات العسكرية التي تواجه الولايات المتحدة على مستوى العالم، بما في ذلك الحرب الإسرائيلية في غزة، وهجمات الحوثيين على السفن في البحر الأحمر، والحرب المستمرة في أوكرانيا، فضلاً عن التوترات بين بكين وتايوان.
وجاء دخول أوستن إلى المستشفى في الفترة التي قتلت فيها الولايات المتحدة أحد القياديين في “الحشد الشعبي” في العراق. وقال متحدث باسم البنتاجون إن “أوستن أذن بهذا الإجراء، وكان على علم به”.
كاثلين هيكس تتولى بعض مسؤوليات أوستن
وقال تشاك هاجل، وزير الدفاع الأميركي السابق خلال إدارة باراك أوباما، لـ”بوليتيكو”، إن “البنتاجون كان عليه بالتأكيد أن يخبر مجلس الأمن القومي بحالة أوستن ومكان وجوده”، مضيفاً أن “مجلس الأمن القومي جزء من الفريق، هو جزء من العائلة.. على الرئيس أن يعرف أين يتواجد أعضاء حكومته في جميع الأوقات”.
وقال مسؤول كبير في البنتاجون إن نائبة أوستن، كاثلين هيكس، تولت بعضاً من واجبات وزير الدفاع من 1 إلى 5 يناير، قبل أن يستأنف مهامه الكاملة.
واعتبر البنتاجون دخول أوستن إلى المستشفى سراً، وأخفى هذا الخبر حتى عن كبار المسؤولين في وزارة الدفاع، وقادة الكونجرس.
ولم يعلم بعض المسؤولين في البنتاجون بهذا الخبر إلا من خلال البيان الرسمي. وقال أحد المسؤولين لـ”بوليتيكو”، إن “مساعدي أوستن أخبرونا أن الوزير كان يعمل من المنزل طوال الأسبوع”.
وقال أحد المسؤولين الأميركيين: “إن الغالبية العظمى من القادة لم يكونوا على علم بذلك”.
ومع ذلك، عندما دخل الجنرال إريك سميث، قائد قوات مشاة البحرية، إلى المستشفى بعد إصابته بأزمة قلبية في 29 أكتوبر، أصدرت وزارة الدفاع بياناً في غضون ساعات.
وقال أرنولد بونارو، وهو لواء متقاعد من مشاة البحرية ومدير سابق للجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ: “إن هذا الأمر خارج عن طبيعة وزارة الدفاع، ومن الواضح أنه أُجْرِي بعد مناقشات حول كيفية التعامل مع هذه المعلومات”.
وقال وزير الدفاع السابق هاجل إن “وزارة الدفاع ربما كان لديها سبب وجيه لإبقاء خبر دخول أوستن إلى المستشفى سراً”، ولكنه اعتبر أن إبقاء ذلك لفترة طويلة “كان قراراً خاطئاً”.
وفي الكابيتول، هناك إحباط بسبب عدم الإبلاغ عن مرض أوستن حتى مساء الجمعة. وقال أحد المساعدين إن لجان الكونجرس ذات الصلة أُبْلِغَت قبل حوالي 15 دقيقة فقط من نشر البنتاجون للمعلومات علناً.
وأوضح المتحدث باسم البنتاجون رايدر، أن التأخير سببه “تطورات الوضع، إذ كان علينا أن نأخذ في الاعتبار عدداً من العوامل، بما في ذلك الخصوصية الطبية والشخصية”.
أوستن: أتحمل المسؤولية كاملة
وفي وقت متأخر، السبت، أعرب أوستن في بيان عن تفهمه لمخاوف وسائل الإعلام بشأن الشفافية، مشيراً إلى أنه يدرك أنه كان بإمكانه القيام بعمل أفضل لإعلام الجمهور بمرضه بشكل مناسب.
وأضاف: “التزم بعمل أفضل.. ولكن من المهم أن أقول: كان هذا الإجراء الطبي الخاص بي، وأنا أتحمل المسؤولية الكاملة عن قراراتي بشأن الإفصاح”.
كما أعرب عن شكره للأطباء وطاقم التمريض في “والتر ريد” على الرعاية الاستثنائية التي قدموها له، و”على الدفء الشخصي الذي أظهروه لعائلتي”.
وأضاف: “أقدر كل التواصل والتمنيات الطيبة من الزملاء والأصدقاء. أنا وشارلين ممتنون جداً لدعمكم”.
وعبر عن سعادته بأن وضعه الصحي في تحسن، معرباً عن تطلعه إلى العودة إلى البنتاجون قريباً.