صدى الارز

كل الأخبار
مشاهدة متواصلة
تقاريرنا
أرشيف الموقع
Podcast

البرلمانية الفرنسية أميليا لاكرافي: يجب سحب سلاح “حزب الله”

بقلم : جوزيان رحمة - كيف يقارب حزب النهضة الحاكم في فرنسا، الذي يترأسه الرئيس إيمانويل ماكرون، الحرب في لبنان؟ كيف ستنتهي؟ وماذا عن الضغط الغربي والإسرائيلي الواضح أخيراً بنية سحب سلاح "حزب الله" وإنهاء وجوده كحزب مسلح؟

رفعنا هذه الأسئلة وسواها للنائبة عن البرلمان الفرنسي عن حزب النهضة أميليا لاكرافي، ومعها استعرضنا الخطوط العريضة لحرب غزة وحرب لبنان ومستقبل الأزمة في هذا البلد ومستقبل الشرق الأوسط ككل.

تختلف أهمية الدور الفرنسي في لبنان بين الحين والآخر، فتارة تبرز باريس وكأنها الدولة الأكثر تأثيراً هنا، وتارة أخرى تكون في المقاعد الخلفية، لكن المؤكد أن فرنسا التي يلقبها اللبنانيون بـ”الأم الحنون” كانت منذ نحو قرن إحدى أكثر الدول الغربية ضلوعاً في الشأن اللبناني، سياسياً اقتصادياً وحتى أمنياً.

ومنذ ثلاثة أسابيع استضافت العاصمة الفرنسية مؤتمراً دولياً لدعم لبنان، بحضور الرئيس إيمانويل ماكرون، انتهى بجمع نحو مبلغ 800 مليون يورو لدعم المساعدات الإنسانية ونحو 200 مليون يورو لدعم المؤسسة العسكرية، أي الجيش اللبناني.

وفيما يشهد لبنان على حرب قاسية بين إسرائيل و”حزب الله” منذ أكثر من سنة، يحسب محللون على فرنسا تراجع دورها لبنانياً لاعتبارات عدة، وبخاصة في السنوات الماضية، ويقولون إنها لم تعد تؤثر أو “تمون” على السلطة الحاكمة في بيروت، فيما يعد آخرون أن الرئيس الفرنسي حاول لعب دور الوسيط والحفاظ على العلاقة مع إيران والرهان على تغيير في موقف “حزب الله” في السنوات القليلة الماضية، لكن ذلك لم يأت بنتيجة. لكن في المقابل يقرأ مختصون في الشأن السياسي في أسباب تراجع هذا الدور بأنه مرتبط تماماً بالتغيرات الجوهرية التي شهدتها بلاد الأرز مع تعاظم نفوذ الثنائي الشيعي والدور الإيراني داخلياً، مما صعب مهمة باريس في إيجاد الحلول للأزمات الكبرى، ولعل أبرزها غياب رئيس للجمهورية منذ نحو سنتين.

فكيف يقارب حزب النهضة الحاكم في فرنسا، الذي يترأسه الرئيس إيمانويل ماكرون، الحرب في لبنان؟ كيف ستنتهي؟ وماذا عن الضغط الغربي والإسرائيلي الواضح أخيراً بنية سحب سلاح “حزب الله” وإنهاء وجوده كحزب مسلح؟

إنضموا الى قناتنا على يوتيوب

رفعنا هذه الأسئلة وسواها للنائبة عن البرلمان الفرنسي عن حزب النهضة أميليا لاكرافي، ومعها استعرضنا الخطوط العريضة لحرب غزة وحرب لبنان ومستقبل الأزمة في هذا البلد ومستقبل الشرق الأوسط ككل.

بعيداً من المنطقة بدأنا حديثنا مع لاكرافي عن نتيجة الانتخابات الرئاسية في أميركا، التي أعادت مرة جديدة دونالد ترمب للبيت الأبيض ولكن بزخم وقوة أكبر، فكان ردها في أسباب فوزه بأن “المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس لم تكن معروفة سابقاً في عالم السياسة، وكان أمامها شهر ونصف شهر فقط للخوض في سباق رئاسي والقيام بحملتها، وهي لم تحصل على وقت كاف للقيام بذلك، بخاصة أن الرئيس جو بايدن تنحى عن الترشح قبل فترة قصيرة جداً، وترمب كان يحضر لحملته ولهذا السباق الرئاسي منذ أربع سنوات”. وتتوقف لاكرافي عند التأييد الكبير الذي حظي به ترمب من الملياردير ومالك منصة “إكس” إيلون ماسك له، ومن خلفه التطبيق كله بما يتضمنه من ملايين الحسابات، وقالت “كانت لديه ميزة استعمال التطبيق وخوارزمياته لمصلحته، ونحن لا نعلم كيف استفاد ترمب من الأمر في تدويناته وتغريداته، وهو يمكنه أن يكتب الحقيقة كما يريد، واليوم بعد فوزه لننتظر ونرى، ونحن لا نعلم ما إذا كان سينفذ ما قاله أو لا”.

بين حرب غزة ولبنان

ندخل في ملف الحرب في غزة، ونسألها هل باتت الحرب هناك على مشارف النهاية، فتجيب “للأسف لا، ونتمنى لو أن الحرب انتهت في غزة، لكن هذا غير صحيح أو واقعي اليوم، إذ لا يزال يسقط يومياً كثير من القتلى والجرحى ومن بينهم أطفال، كما أننا لا نعلم تماماً ماذا يحصل هناك بخاصة أن مسارح الحرب هي مكان للأخبار المفبركة وغير الصحيحة وكل طرف يتبرئ من الجرائم التي ترتكب، ويحمل مسؤوليتها للطرف الآخر وعندما يغيب الصحافيون يصبح من الصعب جداً أن نوثق أحداث الحرب”، وتضيف مشددة على أن الحرب لم تنته هناك ولن تنتهي إلا بتوقيع اتفاق و”هذا ما نريده، يجب أن يكون هناك اتفاق في الحال، ويجب أن يكون هناك إصرار للوصول إليه من الجميع وأن تستطيع بالتحديد الدول العربية المساعدة في إعادة تشكيل السلطة الفلسطينية والحكومة الفلسطينية، وهنا نعني سلطة انتقالية تحضر لانتخابات جديدة خلال سنتين أو ثلاث، وصولاً إلى إعادة الإعمار التام ومعه الوصول إلى سلام مع إسرائيل، وهنا السلام لا بد أن يتضمن الاعتراف المتبادل بوجود دولتي إسرائيل وفلسطين، لكن هذا الأمر بانتظاره مسار طويل”.

وفي تعليق لاكرافي عن حرب لبنان القائمة منذ سنة وأكثر من شهر، “نحن نأمل بالفعل ألا تستمر الحرب أكثر، ولكن المعطيات ليست في هذا الاتجاه، بخاصة أن هناك كثيراً من المعلومات المضللة أيضاً، ففي يوم نسمع أن رئيس حكومة إسرائيل بنيامين نتنياهو لا يريد اتفاقاً وفي يوم آخر نسمع أن ’حزب الله‘ لا يريد اتفاقاً، ومن الصعب جداً أن نحصل على الحقيقة في حرب لبنان ونعرفها، ما نعرفه بالتأكيد أن هناك أكثر من 3 آلاف قتيل في لبنان”.

وتشدد النائبة الفرنسية على أنه يجب الجلوس على الطاولة في لبنان، فالعنف يولد العنف، وقتل الناس وترك أطفال يتامى سيعني في المستقبل استمرار الصراع بخاصة أن هؤلاء الأطفال سيكبرون وهم يحملون كرهاً شديداً لإسرائيل، كما تعتبر أنه يجب على “حزب الله” أن يفاوض وأن يتوقف عن إطلاق صواريخ على إسرائيل، في المقابل على الجيش الإسرائيلي أن يغادر جنوب لبنان في الحال، كما لا بد من تقوية الجيش اللبناني ودعمه، وهذا كان ضمن الأهداف الكبرى لمؤتمر باريس الذي عقد في الـ24 من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

هل يمكن سحب سلاح “حزب الله”؟

عما إذا كانت هناك قدرة فعلية على سحب سلاح الحزب وسط الأجواء الغربية التي تصب في هذا الاتجاه، تعلق لاكرافي بأنه “يجب على مقاتلي الحزب أن يتخلوا عن سلاحهم ويسلموه للجيش اللبناني وأن ينضموا للمؤسسة العسكرية الرسمية، وأن تطبق القرارات الدولية التي وافق عليها لبنان، ومن ضمنها القرار 1701″، وتذكر بأنه عند الموافقة على هذا القرار وتوقيعه كان هناك وزيران من “حزب الله” في الحكومة اللبنانية، وبالتالي لماذا لم يحترم هذا القرار في السنوات الماضية.

وتكمل بأن نتيجة عدم احترام القرارات الدولية هي حرب اليوم، التي شهد فيها لبنان تهجير مليون ونصف مليون شخص من منازلهم وسط كراهية تتفاقم للطرف الآخر.

وفي السياق نفسه تتوقف النائبة الفرنسية عند دور السياسيين اللبنانيين والقيادات اللبناني في العمل على سحب سلاح الحزب، وهو ما يريده نتنياهو علانية، وتقول “يكفي أن يكون السياسيون اللبنانيون يريدون ذلك، لديكم رئيس حكومة تصريف أعمال ورئيس برلمان يجب عليه أن يعيد تفعيل المؤسسات الدستورية ومؤسسات الدولة أولاً والأهم انتخاب رئيس للجمهورية، ولا بد أن يكون هناك رئيس قوي ومؤسسات دولة قوية، وليس مجرد حكومة فيها وزراء مستقيلون، وبالتالي وجود هذه الدولة القوية وحدها المدخل للضغط على الحزب لتسليم سلاحه، ومن يريد من عناصره مواصلة القتال ينخرط في الجيش اللبناني، وبالتالي إن كانت هناك نية فعلية في الداخل اللبناني لسحب هذا السلاح فستكون هناك طريقة لتنفيذها”.

الدور الفرنسي في لبنان والملف الرئاسي

“كيف تصفين الدور الفرنسي في لبنان اليوم؟”، سألنا نائبة حزب النهضة الذي أسسه ماكرون، فأجابت “فرنسا هي اليوم واحدة من دول قليلة تبقى لديها اهتمام حقيقي في لبنان، لأنه ببساطة فرنسا تحب لبنان ولديها صداقات وروابط مع لبنان وهذا ليس مجرد كلام، ودليل على ذلك المؤتمر الذي عقد قبل شهر تقريباً، وكان الهدف منه جمع 426 مليون يورو وعلى رغم ذلك وصلنا إلى مليار يورو، لم أر أي بلد آخر يجتمع ويقول أريد إحضار مساعدات للبنان، ولم أر أية دولة تقول إنها ’صديقة‘ تقوم بالأمر نفسه”.

وعن المساعي السياسية والدبلوماسية الفرنسية تعتبر لاكرافي أن السفير الفرنسي لدى لبنان هيرفيه ماغرو يقوم فعلاً بما يلزم من أجل الحوار اللبناني، فيما وزير الخارجية جان نويل بارو يحضر إلى لبنان بصورة دورية كما لم يفعل أي وزير خارجية آخر، والرئيس الفرنسي لم يعمل بصورة مكثفة وحثيثة لأجل بلد كما فعل للبنان، وبالتالي فرنسا حاضرة بقوة في لبنان على الصعيد السياسي والدبلوماسي والإنساني والتعليمي والجمعيات غير الحكومية وغيرها.

“هناك انتقادات لفرنسا بأنها دعمت الحزب على حساب لبنان وكانت قريبة منه وراعت مصالحه”، سألنا فكانت إجابة لاكرافي “سمعنا هذه الانتقادات، ولكن سمعنا في الوقت عينه الانتقادات العكسية بأننا نعمل ضد الحزب. نحن نناقش كل المسائل مع الذين يمثلون الدولة اللبنانية ونطرح معهم مقاربة فرنسا لما يحصل، وهنا نعني رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي ورئيس مجلس النواب نبيه بري، ولا يمكننا أن نناقش موقفنا ونطرحه مع 4 ملايين لبناني. وعلى العكس ما نقوم به اليوم حقيقة هو أننا ندفع باتجاه أن  يكون صوت نواب المعارضة مسموعاً أكثر، وأن يصل أكثر في دول العالم، ونحن نعتقد أنه يجب تقوية النواب المعارضين”.

في الملف الرئاسي تؤكد النائبة الفرنسية أن باريس لم تعط رأيها بهوية الرئيس المقبل ولم تسم أحداً، بخاصة اليوم مع ارتفاع حظوظ قائد الجيش اللبناني جوزيف عون، وتقول “ما نعرفه هو أنه لدينا وزير الجيوش الفرنسي سيباستيان لوكورنو، وهو يتواصل مع عون، ونحن نعلم أن الأخير يقوم بدوره كاملاً في قيادة الجيش، ولكن لا يمكن أن نعطي رأينا به كمرشح رئاسي، ولا يجب أن يكون هناك أي بلد أجنبي يعطي رأيه بمرشح للرئاسة. في لبنان أشخاص كفؤون وشرفاء لتولي هذا المنصب، ويجب أن نبحث عنهم، ولكن الأهم يجب أن يجتمع البرلمان لانتخاب رئيس للجمهورية”.

شرق أوسط جديد

نختم مقابلتنا معها بسؤال عما يحكى عن شرق أوسط جديد، فتجيب عبر مقاربة مختلفة، معتبرة أن الحديث ليس واضحاً ما إذا كنا أمام شرق أوسط جديد أو الشرق الأوسط نفسه إنما أكثر سلاماً.

وتقول “أنا أميل للخيار الثاني، صحيح أن هناك ملايين إسرائيليين ويحيط بهم نحو 400 مليون شخص يريدون بجزء كبير منهم تدميرهم، إنما ضمن هذا الواقع لا يمكن أن نتطور، بالتالي لا بد أن يعترف الجميع ببعضه بعضاً، بشرط أساسي وجوهري هو أن تكون هناك دولة فلسطينية، بالتالي الحل يكون باعتراف الدول العربية بوجود الدولة الإسرائيلية، وبأن تعترف الدولة الإسرائيلية أن هناك دولة فلسطينية، في هذه الحالة سنكون أمام الشرق الأوسط نفسه، ولكن أكثر هدوءاً وازدهاراً”.

تابعوا أخبارنا على Google-News

نلفت الى أن منصة صدى الارز لا تدعي بأي شكل من الأشكال بأنها وسيلة إعلامية تقليدية تمارس العمل الإعلامي المنهجي و العلمي بل هي منصة الكترونية ملتزمة القضية اللبنانية ( قضية الجبهة اللبنانية) هدفها الأساسي دعم قضية لبنان الحر و توثيق و أرشفة تاريخ المقاومة اللبنانية منذ نشأتها و حتى اليوم

ملاحظة : التعليقات و المقالات الواردة على موقعنا تمثل حصرا وجهة نظر أصحابها و لا تمثل آراء منصة صدى الارز

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اكتشاف المزيد من صدى الارز

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading