صدى الارز

كل الأخبار
مشاهدة متواصلة
تقاريرنا
أرشيف الموقع
Podcast

الانتخابات البلدية والاختيارية جرت في جبل لبنان وسط إشكالات محدودة

بقلم : سعد الياس - افتتحت عند السابعة من صباح أمس الأحد صناديق الاقتراع للانتخابات البلدية والاختيارية في محافظة جبل لبنان التي تضم ستة أقضية هي جبيل وكسروان والمتن وبعبدا وعاليه والشوف لانتخاب أعضاء 265 مجلساً بلدياً بعد فوز حوالي 68 بلدية بالتزكية من أصل 333. وقد أقفل باب الترشيحات على النطاق البلدي والمخاتير على 9321 مرشحاً من ضمنهم 8142 ذكور و 1179 اناث مقابل 6797 مرشحاً ومرشحة في انتخابات عام 2016، أي بزيادة 455 مرشحاً ومرشحة، وما نسبته 4.6 بعد احتساب الزيادة نتيجة زيادة عدد البلديات. اما عدد الناخبين المدعوين للمشاركة فهو 896996 ناخباً.

وتجري هذه الانتخابات بعد 9 سنوات على الاستحقاق البلدي إذ تم تمديد ولاية المجالس البلدية والاختيارية 3 مرات. ومع أن الطابع الإنمائي والعائلي يُسيطر على معظم البلداتِ والقرى، لكن النتائج في بعض البلداتِ والمدنِ الكبرى مثل جبيل وجونية والجديدة ودير القمر والدامور وقرطبا والباروك والكحالة ورشميا، ستُشكل مؤشراً إلى المزاج الشعبي والسياسي في المحافظة، وخصوصاً أنَّ انتخابات 2025 هي أولُ انتخاباتٍ تُجرى في عهد الرئيس جوزف عون.
وكان رؤساء الأقلام والمساعدون المعنيون تسلموا السبت صناديق، بإشراف المحافظ محمد المكاوي وسط إجراءات أمنية وانتشار لعناصر الجيش وقوى الأمن الداخلي.
وقال هشام شمص (39 عاما) بعد الادلاء بصوته في مركز انتخابي في منطقة الشياح بالضاحية الجنوبية «رغم كل الهجمة التي صارت على موضوع بيئة المقاومة وسلاح المقاومة (في إشارة الى حزب الله) نحن أتينا لنثبت حقنا ونوصل صوتنا بأن هذا قرارنا وهذا خيارنا مهما حصل من دمار».

جولة رئيس الجمهورية

وقد تفقد رئيس الجمهورية العماد جوزف عون صباح أمس الأحد يرافقه وزير الداخلية أحمد الحجار ووزير العدل عادل نصار غرفة العمليات في وزارة الداخلية لمواكبة إنطلاق العملية الانتخابية، وأكد «الوقوف على مسافة واحدة من الجميع» موضحاً أن «لدى قوى الأمن تعليمات صارمة في التعامل مع المخالفات» وهو تلقى على الهاتف أولى الشكاوى حول تأخر وصول المندوبين إلى أحد أقلام الاقتراع. وانتقل بعدها إلى وزارة الدفاع ثم تلفزيون لبنان بحضور وزيري الدفاع ميشال منسى والاعلام بول مرقص.

وأكد عون من وزارة الداخلية أهمية الانتخابات لكي «نعطي ثقة للناس ونعطي ثقة للعالم الخارجي أن لبنان عاد يبني مؤسساته وعاد يقف على السكة الصحيحة».
وفي حين يشكّل الولاء الحزبي والانتماء المذهبي معيارا أساسيا في الانتخابات في لبنان المنقسم طائفيا والقائم على مبدأ المحاصصة، تتيح الانتخابات البلدية والاختيارية هامشا أكبر للعائلات والقوى المحلية بأداء دور.
وبينما تنص القوانين على إجراء الانتخابات البلدية كل ستة أعوام، تعود عملية الاقتراع الأخيرة الى عام 2016. وأرجئت الانتخابات البلدية مرة أولى عام 2022 لتزامنها مع النيابية، وبعدها بعام لنقص التمويل في ظل أزمة مالية خانقة تواجهها البلاد منذ 2019. أما الإرجاء الأخير فحصل في نيسان/أبريل 2024، وأتى في ظل النزاع بين إسرائيل وحزب الله.
وعلى رغم سريان وقف لإطلاق النار بين الجانبين منذ أواخر تشرين الثاني/نوفمبر، تواصل إسرائيل شنّ ضربات جوية تقول إنها تستهدف عناصر في الحزب أو بنى عسكرية تابعة له. كما أبقت الدولة العبرية على وجود عسكري في خمس مرتفعات في جنوب لبنان تتيح لها الاشراف على جانبي الحدود، على رغم أن وقف إطلاق النار نصّ على سحب كل قواتها التي توغلت خلال الحرب.

نسب الاقتراع

إنضموا الى قناتنا على يوتيوب

قد تخطت نسبة الاقتراع الاجمالية في محافظة جبل لبنان 40.43 في المئة لغاية الساعة الخامسة من بعد الظهر، وتوزعت على الشكل الآتي:
في آخر تحديث، بلغت نسبة الاقتراع في جبل لبنان 44.15٪. وتوزعت النسب على الشكل التالي:
كسروان: 59.40٪
عاليه: 41.51٪
جبيل: 56.70٪
بعبدا: 38.29٪
المتن الشمالي: 37.91٪
الشوف: 44.82٪
في الضاحية الجنوبية لبيروت، جرت الانتخابات البلدية والاختيارية بتوافق بين «حزب الله» و«حركة أمل» وفازت بلديات بالتزكية بينها برج البراجنة وتحويطة الغدير والشياح وانسحب التوافق على القماطية في عاليه، وحصل تنافس بين لوائح مكتملة للثنائي الشيعي في مواجهة لوائح منافسة غير مكتملة.
وقد كان لانسحاب «تيار المستقبل» من الاستحقاق تأثيره خصوصاً في القرى والبلدات ذات الأغلبية السنية وتحديداً في إقليم الخروب حيث اقترع وزير الداخلية أحمد الحجار للمرة الاولى بعد تقاعده من السلك العسكري.
وفي منطقة عاليه تم توافق أرسلاني ـ جنبلاطي حول بلدية الشويفات وهي أكبر بلدات الساحل لصالح الامير طلال أرسلان، فيما بقي رئيس بلدية عاليه وجدي مراد من نصيب الحزب التقدمي الاشتراكي.

وبعد هذه الانتخابات ستُفتح معركة رئاسة اتحادات البلديات خصوصاً في المتن الشمالي بين رئيسته الحالية ميرنا ميشال المر التي تشغل هذا المنصب منذ عام 1998 ورئيسة بلدية بكفيا ـ المحيدثة نيكول أمين الجميل شقيقة رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل. وأم المعارك في المتن تتركز في بلدية الجديدة ـ البوشرية ـ السد التي تتألف من 21 عضواً وهي من أكبر بلديات المتن.
وتنافست فيها لائحتان الأولى لائحة «صار وقتا» برئاسة أوغست قيصر باخوس المدعومة من حزبي «الكتائب» و«القوات اللبنانية» والنائب إبراهيم كنعان والثانية برئاسة جان أبو جودة مدعومة من «التيار الوطني الحر» والنائب ميشال المر والثنائي الشيعي. وتحدث البعض عن مشاركة مجنسين من منطقة البقاع لصالح لائحة أبو جودة.

إشكالات ورشاوى

ولم تخل هذه الانتخابات من إشكالات محدودة ورشاوى وخرق للصمت الانتخابي، فقد اعتدى ناخب بالضرب على رئيس القلم في الغرفة رقم 3 في حارة حريك قرب محطة السبع، بعد منعه من الاقتراع بسبب عدم حيازته على المستند اللازم، وتدخلت القوى الأمنية وأخرجت الناخب من مركز الاقتراع. وورد إلى غرفة العمليات الخاصة بالانتخابات في وزارة الداخلية 12 شكوى حول رشاوى انتخابية في عدد من المناطق وتمت إحالة المعلومات الواردة إلى قوى الامن الداخلي للتحقق منها ومتابعتها مع القضاء المختص لاتخاذ الاجراءات القانونية.
وسجلت «الجمعية اللبنانية من أجل ديمقراطية الانتخابات» LADE حالات اقتراع عديدة خارج المعزل في مدرسة شانيه في عاليه ما شكّل خرقًا لسرية الاقتراع. وأشارت إلى أنه «تم منع المرشحين والمندوبين الجوالين من دخول القلم رقم 3 في مركز دير راهبات القلبين الأقدسين في فالوغا في قضاء بعبدا» مذكّرةً بأن «للمندوبين الجوالين والمرشّحين، بوصفهم مندوبين عن أنفسهم، الحق بالحضور داخل مركز الاقتراع». وأفادت عن «توقف العملية الانتخابية في قلم رقم 5 في مدرسة عرمون الرسمية لأكثر من 15 دقيقة بسبب الفوضى».
وفي الجديدة اعترض رئيس اللائحة المدعومة من «التيار الوطني الحر» جان أبو جودة على وقوف مندوب للقوات اللبنانية على باب مركز الاقتراع. ووقع إشكال في أحد أقلام الاقتراع في بلدة الغينة ـ كسروان، ما أدى إلى سقوط جريح نتيجة التدافع بين عدد من المواطنين. وعلى إثر الحادث، تدخلت وحدات من الجيش وعملت على تعزيز انتشارها في البلدة لضبط الوضع ومنع تفاقم الإشكال.
كما سجلت إشكالات في متوسطة فرن الشباك الرسمية بالنسبة لهويات الناخبات المتزوجات اللواتي لم ينتقلن إلى سجلات أزواجهن ووردت أسماؤهن على لوائح الشطب في سجلات عائلاتهن.
وحصل إشكال في قلم في بلدة حمانا حيث أقدم رئيس إحدى اللوائح على التعدي بالضرب على أحد المندوبين والأخير تقدم بشكوى أمام مخفر حمانا. وسجل إشكال في بلدة الباروك الفريديس وتدخل الجيش اللبناني للمعالجة، وتم منع رئيس بلدية جونية جوان حبيش من الدخول إلى أحد مراكز الاقتراع.
ووقع إشكال في ذوق مكايل بين ناخبين يدعم كلُ منهما لائحة، الامر الذي استدعى من الجيش إيقاف عملية الاقتراع لخمس دقائق بغية المعالجة. وفي بلدة الناعمة وحارة الناعمة تم تأجيل الانتخابات بسبب امتناع المسيحيين عن الترشح والاقتراع وعدم القدرة على اعلان لائحة بسبب عدم اكتمال اللائحة ووجود قرار من مجلس شورى الدولة بفصل البلدية إلى اثنتين. إلى ذلك، تم تداول صورة عن إدلاء فتاة بفستان العرس بصوتها في صندوق الاقتراع.

وأكد وزير الداخلية أحمد الحجار حياد الدولة في الانتخابات البلدية والاختيارية في محافظة جبل لبنان، مشيراً إلى أن الشكاوى خلال العملية الانتخابية يتم معالجتها على الفور ونسبتها قليلة جداً.
وقال الوزير الحجار، بعد إدلائه بصوته في الانتخابات في بلدته شحيم، إنه «طلب من الادارات وموظفي الدولة عدم التدخل ومكافحة اي مخالفة والحرص على سلامة ونزاهة العملية الانتخابية». وأضاف «أنا سعيد للإدلاء بصوتي للمرة الأولى» مضيفاً «كل المرشحين إخوتي وسيقومون بالأنسب للبلدة».
وتابع :» إجراء الانتخابات يؤكد أن النجاح في أي مجال يتطلب الإرادة ونأمل أن تمر الانتخابات على خير وتفرز العمل الانمائي الذي يهم اللبنانيين». وعن الانتخابات في بلدة الناعمة وحارة الناعمة اعتبر الوزير الحجار أن» البلدية مركبة وإذا لم تكتمل عملية الترشيح يؤجل الاستحقاق بحسب القانون ويتم تحديد موعد لانتخابات فرعية».

ومن المقرر أن تجرى في 24 أيار/مايو، الانتخابات البلدية في محافظتي النبطية والجنوب، أي في المناطق القريبة من الحدود مع إسرائيل والتي تعرضت لدمار هائل خلال الحرب.
وتجري الانتخابات في محافظتي الشمال وعكار في 11 أيار/مايو، ومحافظات بيروت والبقاع وبعلبك الهرمل في 18 منه.
وتولت الحكومة مسؤولياتها في شباط/فبراير وتعهدت تنفيذ خطوات إصلاحية وبناء «الثقة» مع المجتمع الدولي بعد أكثر من عامين ونصف عام من تصريف الأعمال في السلطة التنفيذية وشغور في رئاسة الجمهورية، انتهى بانتخاب عون في كانون الثاني/يناير.
وأتت التغييرات السياسية الداخلية على وقع تغير في موازين القوى بعد تكبد حزب الله خسائر كبيرة على صعيد بنيته العسكرية والقيادية خلال النزاع مع إسرائيل الذي بدأ في تشرين الأول/أكتوبر 2023 على خلفية الحرب في قطاع غزة، وتحول مواجهة مفتوحة اعتباراً من أيلول/سبتمبر 2024.
وحسب وزارة الداخلية، بلغ إجمالي عدد المرشحين للمقاعد البلدية والاختيارية في جبل لبنان 9321 شخصاً من بينهم 1179 من الإناث.

تابعوا أخبارنا على Google-News

نلفت الى أن منصة صدى الارز لا تدعي بأي شكل من الأشكال بأنها وسيلة إعلامية تقليدية تمارس العمل الإعلامي المنهجي و العلمي بل هي منصة الكترونية ملتزمة القضية اللبنانية ( قضية الجبهة اللبنانية) هدفها الأساسي دعم قضية لبنان الحر و توثيق و أرشفة تاريخ المقاومة اللبنانية منذ نشأتها و حتى اليوم

ملاحظة : التعليقات و المقالات الواردة على موقعنا تمثل حصرا وجهة نظر أصحابها و لا تمثل آراء منصة صدى الارز

اكتشاف المزيد من صدى الارز

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading