بقوة بلغت 7,2 على مقياس ريختر، وُصف زلزال المغرب الذي ضرب غربي مراكش بالأعنف منذ قرن.
ووقع الزلزال عند حوالي الساعة 22 بتوقيت غرينيتش من مساء الجمعة بإقليم الحوز بعمق 8 كيلومترات، وفق المعهد الوطني للجيوفيزياء في المغرب.
وارتفعت حصيلة ضحايا الكارثة إلى أكثر من 1300 قتيل، وفق أرقام غير نهائية أوردتها وزارة الداخلية.
ويعد إقليما الحوز ومراكش أكثر المناطق تأثرًا بالزلزال من حيث عدد الضحايا وانهيار أو تضرر المباني، وفق السلطات المغربية، وذكرت منظمة الصحة العالمية أن أكثر من 300 ألف شخص تضرروا في مدينة مراكش السياحية أو محيطها جراء الزلزال.
زلزال المغرب تكتوني
وعقب شروعها في عمليات البحث والإنقاذ، ناشدت السلطات المغربية المواطنين التبرع بالدم وإنقاذ المتضررين، كما أعربت العديد من الدول العربية والغربية عن تضامنها الواسع وتعازيها واستعدادها لتقديم العون والمساعدة.
ومن الناحية العلمية، يقول خبراء إن جزءًا من المغرب يقع على خط زلزالي في البحر المتوسط.
وقد وقع زلزال مراكش بسبب تحرك الصفيحة الإفريقية بمقابل الصفيحة الأوراسية، ما يشير إلى أن ما حصل هو زلزال تكتوني.
وأشارت دراسات إلى أن الصفيحة الإفريقية تقترب من نظيرتها الأوراسية بمعدل ثابت يبلغ حوالي 8 مليمترات سنويًا.
هزات ارتدادية
في هذا السياق، يشرح الاستشاري في علم الزلازل محمد عبد الحي أنه نظرًا لقوة ما حصل في المغرب، فإن هذا الزلزال يُعتبر مدمرًا إذ امتدّ تأثيره إلى 600 كيلومتر.
ويشير عبد الحي في حديث إلى “العربي” من القاهرة، إلى أنه عادة ما تتبع هذه الزلازل الكبيرة هزات ارتدادية لفترة من الزمن.
ويلفت إلى وجود سيناريوهين لما سيحصل الآن، فإما تستمر الهزات الارتدادية حتى الشهر المقبل لكن بقوة لا تتعدى الخمس درجات – وهذا الاحتمال هو الأكثر ترجيحًا – أو أن تزيد قوّتها لتصبح شبيهة بالزلزال الأساسي.
ويؤكد عبد الحي أن التنبؤ بالزلازل قبل حدوثها غير ممكن، لكن يمكن معرفة المناطق النشطة زلزاليًا.
صعوبات تواجه جهود الإنقاذ
من جهته، يشير الوزير والبرلماني السابق عزيز رباح إلى أن السلطات المغربية تحركت على أعلى مستوى بكل مكوناتها منذ لحظة وقوع الزلزال.
ويوضح في حديث إلى “العربي” من القنيطرة، أن المغرب لديه برنامج لمواجهة الكوارث الطبيعية، إضافة إلى عدد من التجهيزات والمؤسسات التي تعنى بهذه الأحداث.
كما يلفت رباح إلى وجود صعوبة كبيرة تواجه جهود الإنقاذ، حيث إن الزلزال وقع في مناطق جبلية.
ويؤكد البرلماني السابق على ضرورة التضامن الدولي في مثل هذه الحالات، ليكون مكملًا للجهود المحلية.
توقعات بارتفاع أعداد الضحايا
بدوره، يلفت الطبيب ورئيس منظمة “ميدغلوبال” الإنسانية زاهر سحلول إلى أن التقديرات الأولية لأعداد الضحايا والمصابين عادة ما تكون أقل من الأرقام الحقيقية، ولاسيما وقد عاش العالم تجربة زلزال تركيا وسوريا حيث كانت الأعداد البدائية عدة مئات وكانت الأرقام النهائية 50 ألف قتيل.
وإذ يشير سحلول في حديث إلى “العربي” من شيكاغو إلى ثقة كبيرة بالنظام الصحي وجهود السلطات المغربية، فإنه يؤكد أن كارثة كهذه ستكون نتائجها السلبية كبيرة لأسباب مختلفة منها نقص الغذاء وانقطاع الطرق وعدم توفر أدوية الأمراض المزمنة.
كما يوضح سحلول أن منظمة “ميدغلوبال” تواصلت مع السلطات في المغرب وأبدت استعدادها لتقديم العون، من خلال مساعدات طبية وتأمين فرق متنقلة في ظل حاجات متصاعدة.